صنعاء نيوز/بقلم احمد الخالدي - يوماً بعد يوم و المجتمعات البشرية تغص في مستنقعات التطرف الفكري و الأخلاقي فتبتعد عن ساحة الرحمة الإلهية و تفقد إنسانيتها التي فضلتها على سائر المخلوقات جمعاء فتخرج من عالمها المتكامل إلى عالم أقل ما يُقال عنه بالغابة، عالم التيه و الانحراف و الضياع، عالم يأكل فيه القويُّ الضعيفَ دون رحمة أو رأفة به، إذاً لابد من حلول ناجعة و سبل كفيلة تعمل على إنقاذ بني الببشر من المتاهات التي تعصف به، و تنذر بقرب دخولهم بدهاليز لا طائل منها و تعود عليه بويلات لها أول و ليس لها آخر، فكانت الحلول الناجحة التي قدمها كوكبة من الشباب الواعي المؤمن برسالته المستمدة أهدافها من مبادئ و قيم الإسلام المحمدي الأصيل و القرآن الكريم فشرعت تلك الثلة الرسالية بطرح الأفكار الناضجة، و البرامج الجدية ذات المردود الجيد في الوسط الشبابي من خلال المهرجانات الأدبية، و الفنية، و الدينية التي تستوحي موادها الدسمة من الأحداث التي تعيشها الأمة الإسلامية، فتتناولها بالطرق الصحيحة، و تضع لها الحلول الممكنة التي تساهم، و بشكل كبير في خروجها من كل مأزق يطرأُ عليها، و لعل في مجالس الشور التي أعطت الأنموذج الأمثل في بناء الإنسان الصالح القادر على مواجهة الأفكار المنحرفة، و العقائد الضالة بعقله الراجح، و فكره المتين، و ثقافته الواسعة، فكانت بحق مجالس الشور من أفضل طرق الخلاص من براثن الفساد الأخلاقي، و التطرف الفكري بضاعة منهج التكفير، و التطرف، و انتهاك الأعراض، و استباحة النفوس الآمنة، و الأرواح المطمئنة التي لا ذنب لها فيما تعرضت له من جرائم بشعة على يد تلك الجماعات المتطرفة، ونجد أن مجالس الشور كانت السباقة في وقف نزيف الدماء، و حفظ كرامة الإنسان، و عزته، و كذلك فإن الطاقات الإبداعية الكامنة في نفوس الشباب المسلم قد ايقضت جذوتها مجالس الشور عندما نجد الكم الهائل من تلك شريحة وقد تركت بؤر الفساد الأخلاقي، و مستنقعات التطرف الفكري، و ملتحقةً بثورة الفكر الإسلامي، و التكامل الأخلاقي المحمدي؛ كي تأخذ موقعها الصحيح في قيادة المجتمع، و بناء مجتمع صالح يعم بفكره و قيمه النبيلة مختلف أرجاء المعمورة، فأشبال و شباب مجالس الشور قد وثَّق كل منهم وسيلة مهمة لإنقاذ المجتمع من براثن التطرف الفكري، و الأخلاقي، و أيضاً رسموا الصورة الأكثر إشراقاً، و جمالاً، و إنسانية، و بكل ما تعنيه الكلمة، بإبداعهم المنقطع النظير في استذكار أفراح، و أتراح العترة الطاهرة؛ ليحققوا انتصاراً محلياً، و عالمياً على طغاة الفساد المجتمعي الذين يريدون حصر تطلعات، و طموح، و أماني الأشبال، و الشباب في خانة التطرف الأخلاقي؛ و ليرسخوا في عقولهم احتراف مفهوم الجريمة الأخلاقية، بوقوفهم الشامخ على منابر الشور، و منصات البندرية، و ليثبتوا رغم ما حاق بهم من تآمر معادٍ لشعائر الله تعالى الدينية، حقاً أنهم لاعبون اساسيون في إنقاذ المجتمع عامة، و الأشبال، و الشباب خاصة من التوهن الأخلاقي، و الضياع الإلحادي، و الإرتباك الإباحي المنحرف، و ليثبوا كذلك أن التحليق نحو العُلا لا يتحقق إلا بمراعاة القواعد الفكرية المبنية على أدبيات التقوى، و الوسطية، و الأخلاق التي أظهرها من الخفاء إلى العلن المحقق الأستاذ الصرخي في استفتائه الموسوم ( الشور .. سين سين .. لي لي .. د يدي .. طمة طمة ) .
|