صنعاء نيوز/بقلم محمد الخيكاني - لعله من أبسط ما تقدمه البشرية من رد - ولو لبعض - من الدَّينِ الذي في عنقها للنبي الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) هو أن تكون أخلاقه الفاضلة، و شمائله الحسنة، و مبادئه النبيلة، و قيمه المثلى لها حيز من الاهتمام، و العناية بها، و استذكارها في أي مجلس، أو محفل سواء أكان أدبي، أم ثقافي، أم أخلاقي، إيماناً منها بالعرفان، و الجميل للنبي، و مما قدمه لأجل المعمورة، وكل مَنْ يسكن على وجهها، فخلف وراءه ( صلى الله عليه و آله و سلم ) تاريخاً زينته المواقف المشرفة، و الجديرة بالتخلق بها، و السير على هديها المستقيم، بالإضافة إلى سنته الشريفة السجل الخالد، والتي تُعد خارطة طريق ناجحة لكل إنسان على وجه الأرض، فبالإضافة إلى ما ذكرناه نجد أقلامنا أنها بدأت تجف، ولم تعطِ هذه الشخصية حقها بل أنها لم تدرك حتى حجم القطرة الموجودة في البحر، فنحن أمام بحر غزير بمعاني الإنسانية الكريمة، و سبل الحياة الحرة الشريفة، فأخلاق، و سيرة النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و خِصاله الحميدة معينٌ لا ينضب؛ لانها رغم رحيل النبي إلى الرفيق الأعلى لا يزال رونق بريقها يملئ عالمنا، و صدى صوتها يطرق اسماعنا ليل نهار، فلا شك أنها تأكل، و تشرب معنا لوصح التعبير، ولا تفارق عقولنا، و تزرع فينا معاني الوسطية، و الاعتدال، و تعمق في نفوسنا حُبَّ الخير، و السعادة، فمن باب الوفاء، و العرفان منا بعظم المواقف النبيلة، و الخدمات العظيمة التي قدمها نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) للبشرية جمعاء، فحريٌ بنا أن نستذكر جوانب شخصية الرسول في كل محفل نقيمه؛ لنقدم للعالم أجمع الصورة الحقيقية الناصعة عن شخصية، و أخلاق الحبيب المصطفى محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فنمحي بذلك الصورة البشعة التي قدمها داعش، و أصحاب الرسوم المسيئة لشخص النبي، فيكون العالم أمام الحقيقة التي حاولت الايادي، و الأقلام المأجورة التي تعتاش على فتات الموائد النتنة التي حرفت الحقائق، و شوهت الصور، فقدمت انموذجاً لا يمت للحقيقة بأي صلة، فهذه المقدمات و غيرها تجعلنا أمام مسؤولية كبيرة، وهي ضرورة الدفاع عن شخص النبي، و نصرته بكل الوسائل الممكنة، و المتاحة أمامنا، و مما يُفيد بالمقام نذكره هنا الدعوة التي أطلقها للمجتمع الإسلامي من المحيط إلى الخليج المهندس الأستاذ الصرخي الحسني، وهو يدعو الامة الإسلامية بمختلف أطيافها إلى ضرورة استذكار جوانب سيرة المصطفى ( صلى الله عليه و آله و سلم ) في أي محفل تعقده فقال السيد الأستاذ : (( لا يجوز شرعاً، و لا أخلاقاً إقامة مسيرة، أو تظاهرة، أو موكب، أو مجلس، و تأسيسه، أو التصدي للخطابة في مجلس، أو الحضور في مجلس لا يُذكر فيه جانب من جوانب شخصية النبي المصطفى - صلى الله عليه و آله و سلم – و كراماته، و أخلاقه، و جهاده، و مجاهداته، و منازله الحقيقية الواقعية الباطنية، و الظاهرية التكوينية، و التشريعية )) .
|