صنعاء نيوز/ أ . تحسين يحيى أبو عاصي - دولة الكيان تدرب جنودها على حرب كيماوية ، فقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"العبرية ، أن 97 ضابطاً من وحدات الوقاية من الأسلحة الكيماوية في الجيش الإسرائيلي ، خضعوا لتمرين حي بغاز "الأعصاب" في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تعرضوا لسحابة من الغاز السام ، وهم يرتدون أقنعة وقاية من الغازات السامة ، وخرجوا من السحابة دون أي ضرر ، ونحن ننتظر المبعوث دينس روس ، والمبعوث جورج ميتشل ! .
و دولة الكيان تصادر الأراضي كل يوم ، وتوسع في المستوطنات ، ونحن ننتظر تفاؤل أوباما حتى شهر سبتمبر المقبل ؛ لتنتهي المهلة التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، الذي قال في شهر سبتمبر/أيلول الماضي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، إنه في شهر سبتمبر من العام المقبل ، يتمنى أن يكون هناك عضو جديد في الأمم المتحدة اسمه فلسطين".
مؤسسة رفائيل العسكرية الإسرائيلية تنتج أسلحة تصدرها دولة الكيان إلى ما لا يقل عن 15 دولة في العالم ، بينها ألمانيا وايطاليا واسبانيا وتركيا وبولندا ، وأخيراً كوريا الجنوبية التي تأمل في أن يساهم نصب هذه الصواريخ في جزيرة يونبيونغ ، في ردع كوريا الشمالية ، ونحن نترقب تقسيم السودان عاجزين بدون حراك .
و دولة الكيان تقيم المشاريع من السدود والقنوات والجسور والمصانع في دول إفريقيا وتخطط لإعادة توزيع كمية المياه لكل من مصر والسودان ، ونحن لا نكاد نحل مشاكلنا في اليمن أو المغرب أو الجزائر أو العراق وفلسطين ولبنان والصومال ومصر ! .
المشروع الصهيوني يتوسع كل يوم ، و طال بأذرعه السودان والعراق ولبنان ، وشعوبنا تتقاتل على كرة القدم كما حصل بين فريقي مصر والجزائر، و فريقي الفيصلي والوحدات ! .
دولة الكيان تنتج المعطف الواقي لدباباتها من الصواريخ ، والقبة الحديدية للصواريخ المنخفضة ، و صراع خفي على أشده بين شبابنا داخل الجامعات الأردنية بين الكوفيتين الأردنية والفلسطينية ، أدى إلى مصادمات بين الطلاب الفلسطينيين والأردنيين ! .
ودولة الكيان تطلق قمرا صناعيا يتلوه الآخر لأغراض أمنية وعلمية ، وامتلكت أكثر من مائتي قمبلة نووية ، وجيشها أقوى سادس جيش في العالم - كما يقولون - ، ونحن تسود بيننا النعرات الطائفية والحزبية والعرقية والمذهبية ! .
وأمريكا تساند إسرائيل علنا وبشكل مكشوف ، ونحن نلقي بكل أوراقنا في سلتها ! .
دولة الكيان تهود 86% من القدس ، والصراع بين فتح وحماس لا زال قائما ! .
وهي الطفل المدلل في العالم ، هي فوق القانون ، ونحن ننتظر تقرير جولدستون ! .
وهي تستعد لحرب متعددة الجبهات بأشد الأسلحة فتكا ، ونحن تزهق أرواحنا بالعشرات في عمليات دموية بين الآمنين في المعابد والأسواق ! .
ودولة الكيان تقتل منا كل يوم على مسمع ومرأى من العرب وتهود القدس ، وتضرب ميدانيا كل مقومات الدولة الفلسطينية ، وكأن ما يجري في الوجدان العربي هو مسلسل تلفزيوني على قناة دريم الفضائية ! .
دولة الكيان بنت السور العنصري ، ونحن نبني السجون لنزج بها شرفاء الرأي والكلمة ، ونقمع العقول ، ونروع الآمنين ! .
دولة الكيان تمنع الأذان 50 مرة في شهر ديسمبر الماضي داخل الحرم الإبراهيمي الشريف ، وقد اقتطعت نصف الحرم لحاخاماتها ، ونحن نمنع ونقتطع المقاومة في كل مكان من الوطن العربي الكبير ( كما يسمونه ) وبدون استثناء ! .
نتن ياهو أعلن أنه لا يمكن وقف الاستيطان ، و هو الذي صرح للسيد الرئيس محمود عباس بأنه إذا أوقف الاستيطان فستسقط حكومته فورا ، ونحن نفاوضهم ثمانية عشر عاما والنتيجة صفر اليدين كما أعلن الأخ صائب عريقات ذلك بنفسه ، وكما يقول الشاعر : يا طالب النصر من أعداك مُت كمدا ..... كطالب الشهد من أنياب ثعبان
الحاخامات يصدرون الفتاوى بعدم تأجير العرب ، وبضرورة مقاطعتهم في كل شيء ، ويصدرون عريضة "مقاطعة" لليهوديات: لا تواعدنَّ العرب ، تتضمن دعوة الفتيات اليهوديات إلى عدم مواعدة أو الدخول في علاقة عاطفية مع شبان عرب ، كشكل من أشكال العنصرية ، وإسرائيل تحاربنا في تراثنا وفي ثقافتنا ، فلم يسلم من التهويد حتى أسماء الشوارع في فلسطين المحتلة ، والكيان يطالبنا بالاعتراف بيهودية دولته ، وجميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية من اليمين واليسار والوسط تجتمع ضدنا ، ونحن في جميع فصائلنا وقوانا لم نتفق على مرجعية واحدة نحقق من خلالها آمال شعبنا وامتنا ! .
دولة الكيان ضربت قبل حوالي عامين قافلة أسلحة في السودان ، وأخرى عرض البحر الأحمر ، وضربت المفاعل النووي السوري في دير الزور، وتهدد اليوم بضرب المفاعل النووي الإيراني ، وطيرانها الحربي حلق فوق السعودية قبل أشهر قليلة ، وحلق قبل أيام فوق إيران ، ونحن نحميها بأيدنا وبرجالنا ، ونغمض أعيننا عن أفعالها ! .
في ملفات سرية قبل ثلاثين عاما كشفت عنها لندن مؤخرا ، وفقا لملفات رسمية نشرتها هيئة الأرشيف الوطني البريطاني ، أن إسرائيل قد تستخدم أسلحة نووية ضد العرب ( انتهى ) ، ونحن لا نكاد نوفر الخبز لشعوبنا ، ولا السكن اللائق لقاطني الأسطح والمقابر وأطفال الطرقات ، فكيف بالأمن والكرامة وحقوق الإنسان ؟ .
وثائق بريطانية تكشف نية كيسنجر سابقا تسليم الضفة وغزة للملك حسين ، وتاتشر تؤيده في ذلك ، لتذكرنا بمشروع التوطين في سيناء في فترة الخمسينات ، ولتذكرنا أيضا بمشاريع تصفية القضية التي تبدو مظاهرها اليوم واضحة كل الوضوح ، ونحن نرى ونسمع اليوم محاولات توطين شعبنا في البرازيل وتشيلي وكندا والسويد ! .
في المظاهرة الأسبوعية في قرية نعلين يصاب العشرات من المتظاهرين أثر قمع قوات الاحتلال لهم ، ونحن نستمع إلى الأخبار كل يوم ، ثم نقم من بعد ذلك لنهز أكتافنا أو رؤوسنا مستسلمين في اللاوعي لمخططات حتفنا ! .
دولة الكيان تخترقنا بجهاز الموساد من المحيط إلى الخليج ، فنُحَول ذلك إلى مادة للتسلية والحديث ، من دون أن نعي عميقا المقصود من ورائها ، وإن وعينا ذلك فلا حراك ولا فعل لنا ! .
أسر إسرائيلي واحد يقيم دولة الاحتلال ولا يقعدها ، وألوف من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، ومعهم العشرات من الدول العربية ، وكأنهم أرقام لا بشرية لا تعني أحدا ، فلا قيمة للإنسان العربي لا عند دولته ولا عند العالم ! .
دولة الكيان تتصدر العالم في جامعاتها وبحوثها ، واختراعاتها ومؤلفاتها واكتشافاتها ، ونحن نجيد استهلاك أدوات التجميل ووسائل الترفيه بامتياز ! .
في دولة الكيان الجميع تحت طائلة القانون ، ولعلنا سمعنا عن محاكمة رئيس دولة الكيان السابق ( كتساب ) وسمعنا الأربعاء عن هروب وزير داخلية الكيان من قاعة تأبين قتلى السجانين في حريق الكرمل ، ولعلنا شاهدنا الاهانات التي وجهت إلى باراك من قبل المواطنين الإسرائيليين عندما صرخوا في وجهه قائلين له : أنت مخادع كاذب قاتل ... فاعتبر العقل الإسرائيلي ذلك شكلا من أشكال الديمقراطية وحقوق التعبير ، ولم يزج الناس في السجون ، ولم يطلق عليهم النار ، ولم تحرك ضدهم الدبابات ... فهل يحترم العقل العربي الآخر؟ ... وهل نرتقي بوعينا وإرادتنا فلا يشطب بعضنا بعضا .... أتمنى ذلك ! .
ولا يفهم حديثي جاهل بأنني أدعو إلى اليأس والاستسلام لا سمح الله ، أو أنني أعمل ترويجا للعدو ، أو أنني أضخم الأمور وأعطيها حجما أكبر من حجمها ، بل إنني أدعو إلى وقفة تأمل وتفكير عميق ، لعلنا نشعر بالفارق الكبير بين تفكيرنا ووعينا من جهة ، وبين تفكير ووعي أعدائنا من جهة أخرى ، فتحدث بعد ذلك عملية تغيير تهتز من خلالها ضمائر الموتى من النيام والواهمين الذين ينتظرون حتفهم .
المخطط كبير ولن يسلم منه أحد ، فمتى نمتلك الوعي الذي يؤهلنا فنرتقي في تعاملنا إلى مستوى الحدث ؟ .
إن التحديات جسيمة ، ولا يكمن مواجهتا من خلال أن يكون كل واحد منا رأسا من البصل ، ولا من خلال التكولس والأوهام واختلاق الذرائع ، وإجادة المبررات التي نحفظ من خلالها امتيازاتنا ومصالحنا ، ولا من خلال حالة الاسترخاء واللامبالاة والثقافة السلبية ، بل من خلال العقيدة القتالية التي يلتف حول قواسمها الشرفاء مهما تنوعت مشاربهم ، فمتى يتحقق ذلك ؟ ، فالنصر يُنتزع ولا يُمنح على طبق من ذهب ، ولا تحرير من خلال فنادق خمسة نجوم ، ولا كرامة بغير دماء ... فهل من أدمغة تتدارك الأمر ؟. |