صنعاء نيوز/عبدالرحمن مهابادي* -
٣٠ حزيران من هذا العام تم عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس حيث تم افشال جميع المحاولات والمؤامرات الرامية لمنع عقده والتي كانت تتم خلف الستار. النظام الإيراني عن طريق حشد عملائه وارسال ارهابيه الى اوربا حاول بكل ما أوتي من قوة منع عقد هذا التجمع في هذا العام وحتى أنه قام بالتخطيط لعمل ارهابي عن طريق الاستفادة من سفاراته في الدول الاوربية.
لان معنى ومفهوم التجمع السنوي كان أعمق وأعلى من السنوات السابقة وكما أن تلاقي الثلاث عناصر الاساسية للشروط الحالية ختمت بداية نهاية هذا النظام. ارتباط العنصرين انتفاضة الشعب الإيراني الجماهيرية مع المقاومة المنظمة والعنصر الدولي في دعم هذا الارتباط الذي كان نتيجته اعلاء وإشهار البديل الديمقراطي ورفع شعور الاحساس بضرورة الاعتراف به رسميا أكثر من أي وقت آخر مضى.
لذلك بالقاء نظرة كلية الى هذا التجمع يمكن رؤيته نجاحه في الوصول الى الهدف الذي كان يسعى اليه. في نفس الوقت اندمج عقد مؤتمر باريس مع المفرزات الاخرى من انتفاضة الشعب في جنوب إيران (خوزستان) وخطاب السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في هذا التجمع لحشد عظيم وصل لمئة ألف شخص وبحضور المئات من الوفود الاجنبية الداعمة للشعب والمقاومة الإيرانية الذي عرض وبين بالاضافة لشرح له عن الاوضاع الجديدة في إيران والمنطقة برنامج وخطط المقاومة من أجل إيران الحرة غدا، هذا الخطاب يعرض صورة واضحة وجلية عما هو موجود ويجب أن يسير إلى ما هو ينبغي أن يكون.
بمعنى استمرار وتوسع الانتفاضة وعدم قابلية عودة الظروف للماضي ووجوب ايصالها لنقطة اسقاط نظام الملالي ودور كل لاعب من اللاعبين الاساسيين في المشهد الداخلي والخارجي.
اذا نظرنا الى أجزاء من الست شهور الماضية من الوضع الإيراني في ظل حكم الملالي أول شئ يثير الدهشة هو استمرار انتفاضة الشعب بشكل دائم من أجل الوصول لهدفها أي الاطاحة بنظام الملالي وان ما أثار خوف وذعر النظام هو ارتباط جماهير الشعب الإيراني بالمقاومة المنظمة التي استعرضت الان قوة البديل الديمقراطي وفعاليتها في تجمع باريس وأفشلت سياسة التماشي مع نظام الملالي وصناعة البديل المصطنع لهذا النظام. مع ترسخ انتفاضة الشعب الإيراني العنيدة يسعى النظام ولوبياته وحلفائه لتضليل صناعة الانتفاضة واطفائها واخراج البديل الديمقراطي خارج الصورة تماما.
تجمع باريس من كل الجوانب، كان لوحة كاملة لرمز عن البديل الحقيقي والمتجذر من أجل إيران الثائرة حيث أن جميع الهيئات المشاركة ولاسيما الوفود عالية المستوى والشخصيات الرفيعة والمسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم رودي جولياني المستشار القانوني للرئيس ترامب قد أكدوا ذلك جميعهم في هذا التجمع. جولياني يؤمن بأن السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هما البديل الحقيقي في وجه هذا النظام القاتل والمجرم. ولايوجد شئ أسوأ لهؤلاء المقارعين للنساء من حركة تقودها أمرأة شجاعة (مريم رجوي) وستحل محل الملالي ."
تجمع الإيرانيين هذا العام في باريس لايزال مرآة يمكن من خلالها رؤية شرعية وتجذر الانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني وكما أنها مرآة لمستقلبهم وكذلك شريحة كبيرة من الشعب والمقاومة الإيرانية وكذالك شريحة من الداعمين الدوليين لهم وايضا ضرورة لاسقاط النظام الديكتاتوري الحاكم وأيضا نصرا محتوما لنضالات الشعب الإيراني العادلة. وأيضا فشل لمحاولات وحشد واستثمار النظام وحلفائه متبعي سياسات التماشي وكذلك بناء وهيكل قوي وقادر من أجل ادارة إيران الحرة غدا. كان عبارة عن صورة فريدة للبديل الديمقراطي الذي يمثل غالبية الشعب الإيراني ويتمتع بدعم واسع من جانب طيف واسع من المجتمع الدولي من القارات الخمس.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
[email protected]