صنعاء نيوز/ احمد البصري -
مقال جديد بعنوان (شيعة أمريكا .. العبادي والصدر والحكيم) لكاتب طالما كان بوقا لحزب عاش أغلب قياداته وترعرعت في بلاد الغرب، بعد استشهاد زعيمه الروحي السيد محمد باقر الصدر، بل في أحسن الأحوال في أحد الدول الموالية للغرب، يتهم فيه أطراف معينة بخيانة الوطن، وبيعة إلى أمريكا، لأنهم يقولون العراق أولاُ، وجميع الدول أصدقائنا ما داموا لا يتدخلون بالشأن العراقي.
حتى كلمة " شيعة" التي ابتدأ فيها مقاله، كانت غير موفقة، وفيها من الشحناء والبغضاء، ما يجب على الكاتب التوقف عندها ومراجعتها، فهو كان يتحدث عن مشروع وطن، لذلك كان الأولى ترك هذه الكلمة واستبدالها بكلمة، تدل على الوطنية والوحدة كما يدعي.
يحاول الكاتب أن يسوق للشعب أن خيار الأغلبية الوطنية هو عمالة لأمريكا، وخيار الوطن أولا يستحق من يعمل على تحقيقه، أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى، في حين خيار الأغلبية السياسية التي يتبناها حزب الدعوة، والذي لا يعدوا كونه مشروع يشترك فيه الجميع، وفي نفس الوقت يكون الجميع فيه معارضا.
منذ عشرات السنين، وبالرغم من تغير الأنظمة لم يسمع الشعب غير الشعارات، وفي المقابل لم يحصل الشعب ألا على الجوع والحرمان والموت، رددنا الموت لأمريكا، ورددنا أيضا لا شرقية ولا غربية، لكن الحقيقية لا أمريكا ماتت، ولا نحن أصبحنا دولة محايدة، فمن يصفهم الكاتب ويمجدهم في معظم مقالاته، لم يشكل حكومته في 2010 ألا بمباركة أمريكا، ودعم ولدها البار السيد مسعود برزاني، بعدما وقع على اتفاق مذل معهم، تنازل من خلاله على ما ليس له.
نريد العيش بسلام كباقي الشعوب، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الأغلبية الوطنية الحقيقية لا الصورية، التي يتساوى فيها الجميع، ويتحقق فيها العدل المجتمعي، نريد مشروع من يؤمن به يشارك، ومن يختلف معه، يكون معارض حذق، يفتح عينيه على كل شاردة وواردة، فيحاسب ويقوم ويصوب عمل السلطة التنفيذية، من يمتلك هذا المشروع نحن (الشعب) جميعا معه.
لقد تعب الشعب من سياسة المحاور، وقاعدة أن لم تكن معي فأنت ضدي، التي عمل بها الحزب الحاكم منذ توليه السلطة لغاية الآن، بل واغلب الأحزاب التي كانت في السلطة معه، ونقلته إلى الشعب، فانعكس حتى على علاقاته الشخصية، وتصرفاته اليومية.
لذلك يجب على الحكومة إن تختار مشروع الأغلبية الوطنية، أو إي مشروع يخدم الشعب وتطلعاته، وتعمل وفق مبدأ، أينما تكون مصلحة البلد والشعب فنحن معها، وان كان الكاتب وحزبه يعتبر هذه عمالة، فنحن أول العملاء، الكلام بالوطن والمواطن أصبح بضاعة كاسدة، ولم يعد يجدي نفعا، أن لم يقترن بعمل يراه المواطن ويحسه موجود على الأرض، لأننا ضقنا ذرعاً من الهتافات والخطب الرنانة، ولا شيء يشفع للحكومة القادمة سوى عكس كلامها على ارض الواقع، وألا فالعراق إلى المجهول |