shopify site analytics
في لقاء مع اللواء عوض العولقي مسارات هامه لثورة سبتمبر وقيادتها الصادقة - اختتام معرض منتجات تقنيات الخياطة المتقدمة وصناعة الجلديات بذمار - جامعة إب: ورشة عمل لتوصيف برنامج علوم الحياة والأحياء المجهرية - جامعة إب: تدشين الإختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول بكلية العلوم - القاضي المنصور : تضحيات الشهداء تحظى باهتمام وتقدير القيادة والشعب - بحضور رموز من نجوم الزمن الجميل..تكريم الشخصية الرياضية احمد سالم - جدل حول مسلسل يتناول سيناريو جريمة مروعة بمصر - غرق سفينة ضخمة قبالة سواحل مصر قادمة من اليمن - حزب الله اللبناني يصدر "البيان رقم 1" - القدوة يكتب: دولة الاحتلال والتطرف ومنطق القوة الغاشمة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في حياة كل فرد منا شخصيتان مختلفتان: الأولى تلك التي يتعامل معها الناس ويعرفون مواقفها وأخبارها التي تخرج إلى الناس والصحافة، والثانية تلك المخفية التي لا يعرفها سوى قلة قليلة من المقربين والأصدقاء.

الخميس, 06-يناير-2011
سبأنت: حاور الشخصيات وأعد المواد للنشر:صادق ناشر -
أعيش ذكريات القرية كأنها اليوم

-

في حياة كل فرد منا شخصيتان مختلفتان: الأولى تلك التي يتعامل معها الناس ويعرفون مواقفها وأخبارها التي تخرج إلى الناس والصحافة، والثانية تلك المخفية التي لا يعرفها سوى قلة قليلة من المقربين والأصدقاء.
وفي هذه المساحة تحاول "السياسية" الدخول في الزاوية المخفية من حياة هذه الشخصية أو تلك، من خلال حديث ذكريات يشمل أسرار الطفولة والشباب والعمل، والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد والظروف الصعبة التي عاشها اليمنيون قبل أن يروا النور بثورتي سبتمبر وأكتوبر ودولة الوحدة.
"النصف الآخر" محاولة لإخراج ما خبأته السنوات في حياة اليمنيين، من خلال رصد الواقع الذي عاشوه ويعيشونه اليوم. كما أنها محاولة لمعرفة كيف يفكر من عايشناهم طوال سنوات ولا نعرف ما ذا يحبون، وماذا يكرهون، وكيف وصلوا إلى النجاح الذي وصلوا إليه.
تحاول "النصف الآخر" الابتعاد عن الخوض في الشأن السياسي، الذي يحبذ الكثير عدم الخوض فيه، وإن كانت السياسة حاضرة في بعض المواقف التي ضمها الحوار، لكن بشكل غير مباشر.
"النصف الآخر" سلسلة لحوارات مع شخصيات يمنية مختلفة في السلطة والمعارضة، رجالاً ونساء على السواء، ومن كل مناطق البلاد. وستكون هذه الشخصيات حاضرة بتجاربها في الحياة هنا لتكون شاهدة على صور مختلفة من حياة اليمنيين.

*بعد هذه السنوات من حياتك، ما هي الذكريات التي لا تزال عالقة في ذهنك، خاصة ذكريات الطفولة؟
-هناك أشياء كثيرة لا تزال عالقة في الذهن، فطفولتي قضيتها في قريتي، وقريتي اسمها "العُفيف" في منطقة قدس، موسط الحجرية. فهناك تفتحت عيناي على العالم الصغير الذي كنت لا زلت أتحسس أولى خطوات التعرف عليه، عندما فتحت عينيي وجدت أمي قد افترقت عن أبي، وبدأ والدي يستعد للزواج. وأتذكر أن عمتي، أخت والدي، التقتني في الدار القديم، وقالت لي: "والدك سوف يتزوج"، وكنت صغيراً لم أعِ ماذا تقصد. وصادف تلك الأيام أن بدأت أسراب الجراد تغزو كل منطقة قدس والمناطق المجاورة لها، فوصلت إلى قريتنا. قلت لها: "أحسن لأجل أن تهش الجراد معنا"، وفي هذا السن كان جدي، أبو والدي، قد توفي ولم أعرفه.
القرية التي ولدت وعشت فيها طفولتي كانت قريبة من المصلى ومن المفاليس، وكانت قريبة من عدن، وتأثرت بها كثيراً، حتى إنني بدوت فيما بعد كما لو كنت تربيت في عدن، لكن الحقيقة أنني تربيت في هذه القرية، ومنها في سن مبكِّرة انتقلت إلى مدينة تعز، ومنها إلى صنعاء، حيث قضيت مُعظم سنوات حياتي فيها ولا أزال.

*في أي سن كان هذا الانتقال؟
- دخلت تعز لحظة انتهاء حصار الطلبة في شهر أغسطس من عام 1962.

*بالمناسبة، أنت من مواليد أي عام؟
-أنا من مواليد عام 1956، وجاء دخولي تعز في الوقت الذي كان فيه الطلبة محاصرين في المدرسة الأحمدية التي سُمّيت فيما بعد "مدرسة الثورة". ولا تزال ذاكرتي تحتفظ بمشاهد للناس وهم يحملون على رؤوسهم أقراص الروتي ويدخلونها من بين الشبابيك الحديدية. وهناك من كان يحمل الخضار ومن يحمل الفاكهة. وكنت أشاهد الطلبة الذين خرجوا من المدرسة. سمعت فيما بعد أن العم علي مانع أقنع الإمام أحمد بعدم قصف المدرسة الأحمدية، ومنهم من كان يتّجه إلى المصلى الذي بنيت عليه فيما بعد مدرسة الثورة الثانوية التي بناها المصريون وكانوا يتجهون إلى منطقة اسمها "ضربة علي"، وقبل أسابيع قال لي الصديق العزيز شائف الحسيني، الذي كان من ضمن الطلبة الصغار في المدرسة، إنه بعد أن فكوا الحصار عليهم انتظموا في طابور وطلعوا العرضي وأنشدوا أنشودة النصر أمام الإمام فعفا عنهم، لكن الكبار اتجهوا إلى عدن.

*هل تعرف اليوم والتأريخ ليوم ميلادك؟
-الذي أعرفه أن يوم ميلادي كان مكتوباً في أحد المصاحف، والذي سجله محمد طربوش، فقيه قريتنا، عام 1956.

*ما أقصده كيف تم توثيق تاريخ الميلاد؟
-لا أدري، كان مُسجلاً في المصحف أن ولادتي كانت في عام 1956، وقد لا يكون ذلك صحيحاً، يعني هذا الذي عرفته فيما بعد أن ولادتي كانت في عام 1956، لا أدري هل ربط الأمر بتاريخ حدث معين مثل ثورة يوليو أم لا، فقد كان معظمنا يكتب تواريخ مواليدهم من قبل الفقيه في غلاف المصحف، وأحياناً كان يضيع المصحف أو إذا تمزقت أوراقه يقومون بإحراقه.
وبمناسبة تذكر ثورة 23 يوليو، أذكر أنه كان في صدر ديواننا صورتان، إحداهما للزعيم الهندي نهرو، والثانية للزعيم العربي جمال عبد الناصر. وكُنا نجلس نقول: جمال عبد الناصر نهرو، ونحن لا ندري من هو. وعندما كنا نجلس –أيضا- نقول من الذي سوف يفوز الإمام أو جمال عبد الناصر؟ نقول جمال عبد الناصر، لماذا؟ لست أدري، هل لأنه وسيم، والإمام في مخيلتنا العسكرية، يعني المثمن حق الأرض، يعني العكفي، يعني الخوف، كنا نقول: إذا تضارب الإمام وجمال عبد الناصر من الذي سوف يفوز؟ نقول: جمال عبد الناصر، لكن من هو جمال عبد الناصر؟ لا ندري، كانت حياتنا محصورة وراء الجبل الذي اسمه "نُعامة" وراءنا، ولا ندري ما الذي وراءه في تلك الأيام، كنا فقط نسمع بعدن.

*هل القرية تتّبع اليوم الطرق الحديثة في تسجيل المواليد، أم أنها ما زالت على العهد القديم؟
-المسألة تغيّرت بالطبع، لكن لا يخلو الأمر من خوف لدى بعض الأسر من الواجبات والزكاة ومن التجنيد، في فترة من الفترات كانوا يرفضون تسجيل مواليدهم لهذه الأسباب ولغيرها، لكن يبدو لي في الفترة الأخيرة أن هذا الوضع اختلف إلى حد ما. مثلا: في قريتي الآن هناك مركز صحي وهناك نوع من الوعي، لا اعتقد بأن القرية لا تزال على العهد القديم كأن تربط ولادة الصغير بموعد أو حدث مُعيِّن.
تذكرني أخت الزوجة قبل أسابيع، وهي امرأة لطيفة وتظل طوال الوقت تنكت وتضحك، كان يسألها الدكتور كم عمرك؟ قالت له: 48 سنة. قال لها: والله شكلك وصورتك يقولان غير ذلك. قالت لها أختها قولي له ولدت يوم موت عوض علي، ومن هو عوض علي؟ لا أحدَ يعلم.
لهذا كانوا يربطون المواليد بأحداث معيّنة، لكن في الوقت هذا اعتقد بأن هناك مراكز صحية والمراكز أصبحت قريبة والطرق –أيضاً- قربت بين الناس، لهذا تغيرت الصورة إلى حدٍ كبير، وإن ظلت -كما قلت- بعض الأسر أو لا زالت المتعلقة بظروفها الاقتصادية أو في بيئات معينة ربما تسجل في المصحف.

الانتقال إلى تعز
*قبل الانتقال إلى تعز، هل انتقلت معك ذكريات الطفولة؟ وماذا عن الجراد؟
-ذكريات الطفولة كثيرة جداً، أما ما يتعلق بالجراد؛ فإنه كان يغزو قرانا في فترات معيّنة، ولم تكن هناك إمكانيات مع الناس لكي يواجهونها. فقد كانوا يواجهونها بالمنشّات الكبيرة، حيث كان كل واحد يربط قطعة قماش كبيرة على عصى ويظل طوال النهار يلاحق الجراد في المُدرجات الزراعية، وفي المساء يهبوا إلى ما يسمى "الأحوال"، وهي أرضٍ زراعية، ويجمعونها في أكياس كبيرة ثم يعودون بها إلى البيوت ويطبخونها ويأكلونها.
كان أجمل ما في الأمر في تلك الأيام أن المزروعات لم تكن تُرش عليها أية مبيدات حشرية، كما هو حال اليوم، لذلك كان الجراد في فترة من الفترات التي تسمى "زمن الجوع"، حسب ما كانت تكلمني جدتي وعمتي؛ لأنني لم أكن أستوعب في تلك الفترة ماذا كان يحدث، يتحول إلى غذاء، وكان بعض الناس يقومون بخزن الجراد لشهور عديدة لتناوله كطعام.
ارتسمت في ذاكرتي أشياء عديدة، لهذا أجد نفسي اليوم وبعد مرور هذه السنوات أنني مازلت معجوناً بالقرية، إذ لا تمر ليلة أو دقيقة أو لحظة إلا وأنا أعيشها، كل ليلة وقبل أن أخلد للنوم، لا بُد أن أمر على قريتي داراً داراً، أتخيل نفسي في الطرقات وأتخيل نفسي أتحدث مع العجائز الكبار، أتخيل نفسي في المعلامة الصغيرة التي قرأنا فيها عند الفقيه علي نعمان، والفقيه نعمان كان واحداً من علامات القرية الصغيرة، كنت ولا زلت أتذكر الديوان الذي كانت تأتي إليه قوافل الجمال الآتية من عتمة حاملة أكياس القمح التي يبيعونها لتجار منطقة الحجرية بشكل عام.
أتذكر الطبيعة الخلابة في القرية، وأتذكر وجه عمتي التي ربَتني وجدتي التي عطفت عليّ، أتذكر أهم علامات القرية الحاج قاسم إسماعيل الذي استوحيت منه فيما بعد "حكاية العم قاسم"، والذي كان محور الكون في هذه القرية إلى حد أنه عندما مات انطفأت قريتنا، وإلى اللحظة عندما أذهب إلى قريتي وأرى النافذة التي كان فيها العم قاسم يجلس فيها ويفتح الراديو على إذاعتي "لندن" و"صوت العرب" قبل أن يخرج إلى المسجد يحدث الناس عن الطليان والانجليز وماذا يعملون أتحسر على ذلك الزمن الذي مضى ولم يعد باستطاعتنا استرجاعه.
كان الحاج قاسم إسماعيل عندما يعود من عدن ويصل إلى المصلى تسري حالة من الأمل؛ عندما أتذكرها الآن أدرك كم كانت قيمة وأهمية عدن بالنسبة للإنسان في قريتنا. كنت ترى النساء وقد صعدن إلى الدور ينتظرن الحاج قاسم متى سيصل؛ لأنه سيصل بالخير المتوقع للجميع، في كل رأس دار كنت تجد كالأشباح امرأة هنا وامرأة هناك. وعندما يصل أول حمار يشهق الشهقة الأولى والحمار الثاني والحمار الثالث عندها يصل الحاج قاسم بعد يومين أو ثلاث كالملك، كان عندما يصل إلى الساحة التي يربط حماره فيها في جدار دكانه الصغير تهب كل القرى إلى هذا المكان يحملون معه كل شيء ويصعدون معاً إلى داره فيما هو يجلس بزهو، لا يكفي أن أقول إنني أتخيله ملكاً ورعيته من حوله يحيطون به إعجاباً.
لازلت أتذكر ملامح النسوة اللواتي ظللن خلال أشهر ينتظرن الحاج قاسم متى سيعود، كان يبدأ يفتح "خُرجه" الذي كنا نسميه ذلك الوقت الكيس الذي يوضع على الحمار، يقول: يا فلانة هذا العطر من زوجك، يا فلانة معك سمن من ابنك، يا فلانة.. الخ. ولك أن تتخيل الفرحة التي تسري في النفوس عندما تستلم كل واحدة من النساء ما تراه خيراً قادماً من عدن، وهو كان كذلك، ثم ترى حالة الانكسار عند النسوة اللواتي ينظرن إلى وجه الحاج قاسم الذي يقول: "يا فلانة ولدك لم يرسل لك شيئا"، "يا فلانة زوجك لم يرسل شيئا"، تخيل حالتهن بعد ذلك، فالعيد في بيوتهن لن يكون مثل العيد في البيوت الأخرى، فيشعرن بنوع من الإذلال وحالة من الانكسار.
لا تزال في ذاكرتي المعلامة، حيث بدأنا نقرأ أول الحروف عند الفقيه علي نعمان -رحمه الله- كُنّا نخرج من دورنا إلى المعلامة وهي في وسط القرية، ولازالت آثارها موجودة إلى يومنا هذا. وكل ما أسافر إلى القرية أذهب إلى هناك وأعيد تصويرها من جديد. كنا صباحاً عندما ندخل بأمر من الفقيه علي نعمان إلى المعلامة نرفع قمصاننا أو ما كنا نسميها "الزّنّة" لكي يطلع القمل على سيقاننا ثم نخرج إلى الشمس ونعرض سيقاننا ونعود من جديد وهكذا.
كان أجمل ما في الأمر في يوم المعلامة عندما يحين موعد "العُواف"، وهذا التعبير انتقل إلى عدن مع الناس، كنا نجتمع في المعلامة وكل واحد يأتي من عند عمته أو جدته أو أمه بما فتح الله عليه ونجتمع نأكل. كانت اللحظة الثانية عندما نسمع الفقيه يسمّع لنا الجزء الذي نكون قد كتبناه قبل يوم أو يومين على اللوح الخشبي، وكنا في هذا الأمر نذهب إلى الوادي لنأتي بمادة تشبه "الجُص"، نسميه عندنا في القرية "القطاط"، نمسح به الكتابة الأولى ونتركها تجف لبعض الوقت ثم نعود ونكتب الجزء الذي يليه، وهكذا.
وكان من يتفوّق في المعلامة ينقله الفقيه علي نعمان إلى باب صغير على الجانب كأنه الجامعة، فالذي كان يذهب إلى هناك يبدأ بقراءة "سفينة النّجاة"، وهذا يعني أنه ينتقل إلى المرحلة الجامعية، كما كنا نقول. أتذكر محمد طربوش، وكان طالب معنا وهو يعمل اليوم في إحدى الورش "مَعلميّاً"، كنا كلما نمر ونلقاه أمام الباب نحسده لأنه ختم القرآن وانتقل إلى "سفينة النّجاة".
أتذكر جدتي -رحمها الله- وهي أم والدي، والتي ربتني، بالإضافة إلى عمتي –أيضاً- كانت في الأسبوع وفي بعض الأيام تزوّدني بأقراص البُر، ونحن كنا بيتا نتميّز بهذا فنذهب إلى الفقيه، فكرم منه في مقابل الكرم الذي أتينا به فنجلس بجانبه، يأتي "معلمي" آخر ومعه بيض يقوم الأول ويجلس الذي أتى بالبيض وهكذا، لكن بأمانة كان هذا الرجل عظيماً، وقد عاد إلى تدريسنا القرآن الكريم بعد أن اشتغل كذلك في عدن مثل أهلنا كلهم.
هناك محلة صغيرة عبارة عن مجموعة دكانين اسمها "زُريد"، في قريتنا يجتمع الناس إلى نقطة معيّنة في المقبرة، وسط القرية، ثم يتحركون جماعياً؛ لأنه لم تكن توجد سيارات في تلك الفترة ولا أية وسيلة للمواصلات فيتحرك الناس جماعياً. كان أجمل ما في يوم ذهابنا إلى زُريد أننا نصل إلى عند عبده أحمد، نشرب كأس شاي "مُلبّن"، أي بحليب، إلى جانب العتر والفول، وظل هذا الطريق يربط معظم مناطق الحجرية بالمصلى، والمصلى يصل إليها خير عدن، تخيّل أن هذا الطريق ظل هكذا طوال أكثر من مائة وعشرين سنة، لم تنقطع الحمير في الوصول إليه والذهاب منه ليلاً ونهاراً، إذا طلع الواحد إلى سقف بيته في هذه القرى المتناثرة حول هذا الطريق فإنه سيرى عند المساء وكأن هناك قطاراً من الأضواء، حيث كانت تعلق الفوانيس على رقاب الحمير أو في أيدي "الحمّارة" وهم صاعدون هابطون ينزلون بالخير من القرى من سمن وجبن وكل ما تنتجه، ويصعدون بالسمن الشجري وبالحلي والحلاوة وبكل ما يؤتى به من عدن.
سبأنت ـ السياسية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)