صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
كم هو مؤسف أن أقول إن إنسان العصر الحالي وبسبب ما قد أصابه من الأنانية والجشع والطّمع قد أصبح يتصّف بعدد من الصّفات الغير لائقة ، الأمر الذي أثّر على استقراره ، وجعله يعاني من كل ما يعانيه في حياته من فوضى واضطراب وفقد توازن وافتقاد اتزان ، وعدم شعور بالأمن ولا بالأمان ، وحرمه من نعمة الشعور بالاطمئنان والاستقرار، فأصبحت حياته غير هانئة وغير سعيدة بالرغم من كل ما فيها من وسائل الترفيه والراحة.
مما أدى إلى انقلاب أموره رأساً على عقب ، وتغيير أحواله واتصافه بكثير من الصّــفات السيئة مثل :
الكذب ـ الخيانة ـ الغدر ـ النفاق ـ الخداع، والتي ثبت للأسف الشديد أنها قد أعجبت الكثيرين من الناس في زماننا هذا فأصبحوا يتصفون بها ، ولا يخجلون من اتصافهم بها ، وأصبحنا نراها منتشرة بينهم كانتشار النار في الهشيم وكانتشار الآفات في البرسيم.
ظنّا منهم أنها هي الأسلحة المناسبة التي يستخدمونها في محاربة غيرهم من أجل ضمان بقائهم، وخاصة بعد أن تغيّرت كثير من المفاهيم في عقولهم.
فالآن لم يعد كافياً لكي يعيش الواحد منهم ويبقى؛ أن يكون قويّاً فقط، فضمان البقاء للأقوى أصبح يتطلب منه أن يكون أكثر كذباً، وأكثر خيانةً، وأكثر غدراً، وأكثر نفاقاً، وأكثر دجلاً، وأكثر زندقةً، وأكثر سفالةً، وأكثر وقاحة.
ولهذا لا غرابة إذاً أن نفقد الأمن ونفتقد الأمان، ولا غرابة أيضا أن نعاني مما نعانيه، و لا غرابة ألا نشعر بالطمأنينة ولا بالاستقرار.
علماً أن هذه الأمور لم تحدث لنا من فراغ ، بل إنها حدثت بسبب خلوّ القلوب من الإيمان الحقيقي بالله سبحانه وتعالى، وبسبب بعدنا عن الله ، وبسبب ابتعادنا عن ديننا ، وبسبب هجراننا لقرآننا، وبسبب اقترابنا والتصاقنا بالشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس ، وبسبب تنفيذهم لتعليمات السياسية الفاشلة.
قولوا لي! كيف يمكن لنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع بعضنا في حين أننا لم نعد نعرف الله ؟! ولم نعد صادقين معه كما ينبغي ؟ كيف لا تريدون ألا يكون بيننا الكاذبون والكذّابون وقد أصبحوا في نظر المجتمع هم المصدّقُون ؟ كيف لا تريدون أن يكون بيننا الخائنون وقد أصبحوا في نظر الآخرين هم المؤتمنون ؟ كيف لا تريدون ألا يكون بيننا اللصوص والخونة للوطن وأصبحوا هم الموثقون ؟
أخوان ،أخوات ! أرجوكم ألا تتعجبوا أبداً مما يحدث لكم الآن! و أرجوكم أيضاً ألا تستغربوا أبدا ًمما قد سيحدث لكم بعد الآن ! هل تعلمون لماذا ؟ وذلك لأننا أصبحنا نعيش في زمن الكذب والغدر والخداع والتملّق والنّفاق؛ زمن انقلاب الأمور ! زمن الشقلبة ، و زمن تغير الألوان ، الزمن الذي أصبح فيه الأبيض أسوداً ، والأسود أصبح فيه أبيضاً ، الزمن الذي أصبح فيه الصادق مُكذّباً ، والكاذب أصبح مصدّقاً ، الزمن الذي أصبح فيه الخائن أميناً ، والأمين أصبح خائناً.ً
هل تعلمون أننا نعيش الآن في أسوا زمن مرّ على البشرية جمعاء منذ عهد الإسلام ؟ ولهذا فإما أن نعود إلى الله عوداً حميداً ، ونعود إلى رشدنا ؛ وإلاّ فعلينا وعلى الدّنيا وعلى كل من فيها السلام.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/