صنعاء نيوز/ د. فضل الصباحي - حزب المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الأكبر في اليمن وهو الإطار السياسي والشعبي لكل الأحزاب، والمنظمات؛ من رحم الحزب خرجت القيادات التي أسست بقية الأحزاب السياسية في اليمن حزب يمني الأنتماء خالص من التبعية لأي قوى خارجية عدد أعضائه أكثر من خمسة مليون عضوا من مختلف التوجهات والمذاهب يؤمن بالدولة المدنية تخرج من مدرسة الحزب أغلب قيادات الدولة اليمنية يُعتبر الأكثر قبولاً إقليمياً، وعربياً، ودولياً وإذا لم يقوم بدور تاريخي في هذه المرحلـــــة المهمة في تاريخ اليمن فسوف يُصبح هذا الهرم الكبير رقماً هامشياً وسوف تبرز قوى جديدة على أنقاض هذا الحزب .
يقول المراقبون : بأن حزب المؤتمر الشعبي يمر بأصعب مرحلة في تاريخه، يفتقد إلى قياده قوية تحل مكان رئيسه ومؤسسه الراحل “علي عبد الله صالح” وفِي ضَل إستمرار الحرب على اليمن من الصعب إيجاد تلك القيادة القوية بسبب التجاذبات والضغوطات الإقليمية، والدولية التي تُمارس على قياداته، حيث أصبح الحزب يعاني من عدم وجود “قيادة موحدة” ولا رؤية واضحة؛ حول مستقبله السياسي ودوره في المرحلـــة القادمة.
التصريحات المستمرة لقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام حول تماسك الحزب، وتوحد قياداته في الداخل والخارج بحسب رؤيتي، ومعرفتي كلام غير دقيق عبارة عن فقاعات سياسية الهدف منها هو تمرير مخطط يتم الإعداد له من قبل بعض القيادات المغلوبه على أمرها، وفِي نفس الوقت الرد على ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي التي تقول بأن هناك خلافات كبيرة بين قياداته حول رئاسة الحزب، تلك التصريحات فيها شيء من التضليل على الجمهور ، ولا تخدم الحزب لأن الخلافات الكبيرة بين قياداته واضحة للجميع وتمارس على أرض الواقع من صنعاء إلى عدن إلى الرياض إلى بقية الدول، وأصبحت بعض تلك القيادات مرتهنة لقوى خارجية، وهذا مخالف لنهج الحزب وتوجهه الوطني الخالص الذي لا يرتبط بأي قوى خارجية، ويُعتبر هذا الفعل خيانة لتلك القيم، والمبادئ والأدبيات التي تأسس من أجلها حزب المؤتمر .
الحزب الكبير مع الأسف؛ تحول في هذه المرحلة إلى (قطعة ثلج) تذوب أمام حرارة الأحداث الكبيرة التي تواجه اليمن ؛ جناح صنعاء فقد التأثير في الأحداث، وأصبح جسداً بلا روح، وجناح هادي غير قادر على إتخاذ أي قرار إيجابي بعيد عن تأثير القوى الإقليمية، ويتم الضغط عليه للحصول على قرارات تقلب موازين الحزب، الجناح الثالث مشغول بحضور المناسبات، ويترقبون سير الأحداث على إستحياء، ولديهم الإستعداد لمنح أصواتهم لمن يدفع لقناعاتهم بأن دورهم السياسي انتهى.
يرى المحللون: بأن أغلب الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن تثق في حزب المؤتمر الشعبي العام وتعتبره القوة المدنية التي يحتمي فيها الجميع من أجل “بقاء الدولة المدنية” بإعتباره الحاضن لكل الأحزاب والمنظمات السياسية، والشعبية.
أخيـــراً: لايوجد تآمر على الحزب الكبير إلا من قياداته التي لها أجندات خاصة، تختلف عن نهج الحزب وإستراتيجية الوطنية؛ هذه القيادات مع الأسف الشديد أعطاها الراحل صالح رحمه الله أكثر مما تستحق فتوهمت بأنها قادرة على السيطرة على الحزب حتى تصل إلى أهدافها الغامضة؟ ولكنها وقعت في شر أعمالها وتحاول عبثاً الأن تجاوز قيادات كبيرة تجربتها السياسية والحزبية؛ تكبر تلك القيادات بعقود، وفي حقيقة الأمر ؛ أغلب قيادات حزب المؤتمر لايملكون الشجاعة الكافية لتوضيح الحقائق، والبعض الأخر يجاملون بعضهم لأنهم يقفون على أرض غير صلبة وهم بهذا التعامل الخجول غير مدركين بأنهم عند أول مؤتمر للحزب سوف “يتاساقطون جميعاً” وتظهر في الساحة قيادات جديدة من أوساط الجمهور مرتبطة بهموم الناس وقضاياهم خالية من المتاجرة السياسية المقيتة التي كشفتها الأحداث الأخيــــرة |