صنعاء نيوز كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
في مارس عام 2005 توجهنا مع مجموعة من الأصدقاء الإسبان من صنعاء الى مارب حيث توقفنا في مفترق الطريق بين مارب والجوف ,في البداية زرنا براقش الواقعة في الطريق المؤدي الى محافظة الجوف , وهي من أقدم المدن اليمنية ترجع الى عام 1000 قبل الميلاد وكانت العاصمة الدينية لمملكة معين ,اعاد السبئيون ببناء سورها في القرن الخامس قبل الميلادي , مازالت بعض النقوش السبئية بارزة على جدرانها وهي شاهد على عصر ذهبي عاشتة هذه المدينة , كما يوجد فيها بقايا قبة لمسجد قديم وأحجار متناثرة تعود لفترات زمنية مختلفة. من براقش توجهنا الى مدينة مارب الواقعة في الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء وعلى مسافة 173 كيلومتر, تعتبر من بين أهم المدن الأثرية المدرجة في اليمن , حيث نجد فيها بعض المواقع الأثرية والتاريخية القديمة أبرزها عرش الملكة بلقيس ( أومعبد برّان ) والذي مازال يحتفظ بخمسة أعمدة متكاملة اما العمود السادس فقد تبقى جزء صغير منه, هذه الأعمدة يبلغ إرتفاعها يصل الى 12 متر ويزن سمك كل عمود ( 80×60 ) سم ووزنة حوالي 17 طن . في عام 1977 ساهمت بعثة المعهد الألماني للآثار في استكشاف بقية أجزاء المعبد ويعتقد المؤرخين بوجود نفق يربطه بمعبد أوام القريب منه والذي مازال يحتفظ بثمانية أعمدة تم ترميمها, تبعد 10 كيلومتر عن مدينة مارب القديمة, وفي الجهة الأخرى وعلى مسافة قصيرة نجد سد مارب القديم والذي تم تشييدة في القرن الثامن قبل الميلاد واستمر الى عام 575 ميلادي هو تاريخ انهياره , النقوش السبئية مازالت بارزة على جدران محرم بلقيس وسد مارب القديم , كانت هذه الأثار كانت مدفونة تحت الرمال نتيجة قربها لرملة السبعتين والربع الخالي , منذ عقد الخمسينيات من القرن العشرين تم إجراء العديد من أعمال التنقيب والأبحاث التاريخية في مدينة مارب القديمة عاصمة مملكة سبأ والتي اكدت على وجودها منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد وهي ايضا مكان ولادة الملكة بلقيس , نتيجة العزلة وتكرار الصراعات الداخلية وغياب الموارد المالية وضعف الدعم الحكومي حالت دون استكمال أعمال التنقيب الأثرية كما تعرضت هذه الآثار للإهمال والتدمير والسرقة والتهريب عجزت الجهات المختصة في مواجهتها واليوم بحاجة ماسة لتأهيلها وإعادة ترميمها وصيانتها والحفاظ عليها لتبقى ناقوس لتاريخ اليمن القديم وهي ملك لكل الأجيال . منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست في 17 نوفمبر عام 1945 واليمن انضمت اليها في 2 ابريل عام 1962 ولديها فقط ثلاث مواقع مصنفة ثقافيا مدرجة في قائمة الثراث العالمي للينوسكو وهي شبام حضرموت وسورها ( 1982) صنعاء القديمة ( 1986) وحاضرة زبيد التاريخية ( 1993) بالاضافة الى أرخبيل سقطرى ( 2008) كموقع طبيعي . منذ عام 2015 تم إدراج المواقع الثقافية في قائمة المواقع المعرضة للخطر. في مارس عام 2003 زرت معرض عن آثار الحضارة اليمنية والذي اقيم في المركز الثقافي كوندي دوكي في العاصمة الإسبانية مدريد في الفترة من 11 فبراير الى 6 ابريل من عام 2003 حيث تم عرض 200 قطعة اثرية ثمينة تعود للفترة من عام 3000 قبل الميلاد الى القرن الخامس الميلادي تؤرخ مراحل ممالك معين ( عاصمتها قرنا أو قرناو ) , سبأ ( عاصمتها مارب ), قتبان ( عاصمتها تمنع ) , حضرموت ( عاصمتها شبوة ) وحمير ( عاصمتها ظفار) وهي عبارة عن جولة تاريخية عن حضارة اليمن القديمة انطلقت في باريس في عام1997 شاهدها أكثر من 100000 شخص من مختلف الجنسيات , بعدها أنتقلت إلى فيينا وميونيخ وروما وتورينو وظلت مفتوحة للجمهور خلال تسعة أشهر , متى تعود تلك المعارض عن الآثار اليمنية لتساهم في التعريف والترويج لحضارة اليمن لتساهم في عودة وانتعاش القطاع السياحي لهذا البلد الذي أرهقته الحروب والصراعات , لهذا ندعوا الجهات المختصة في التفكير الجدي وطلب المساعدة من الخبراء ودراسة إمكانية إدراج المواقع الأثرية وهي براقش في الجوف وعرش الملكة بلقيس ( معبد برّان ) ومعبد أوام وسد مارب القديم في مارب في قائمة الثراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) وهذه المواقع لاتقل أهمية تاريخية وحضارية عن العديد من المواقع الأثرية المدرجة في قائمة اليونسكو وان تم ادراجها يوما ما ستكون حافزا معنويا تساهم في الحفاظ على تاريخنا وآثارنا. |