صنعاء نيوز/تطوان/ المغرب : مصطفى منيغ -
تطوان/ المغرب : مصطفى منيغ
لن يكون تاريخياً ولا مُعاصراً ولا خطيراً بل خطابا عادياً يقرؤه ملك معتقداً أن سكان المغرب عن آخرهم يستمعون إليه كالعادة ، ويصفقون عن محض إرادة، ثم ينسحبون في هدوء وصمت كأي مرة ، انتظاراً لنفس الحدث الدائر بذات المراسيم الفلكلورية المُكررة . هناك المكلفون بكتابة الخطاب يتابعهم مباشرة خبير سياسة النظام الملكي كما يطلقون عليه داخل ذاك الديوان حيث "الصفوة" المُؤدى لأعضائها رواتب تفوق أجور بعض رؤساء الدول المتقدمة ، تُعقد حلقة للقراءة الإيطالية كما يسمون الفاعل العاملين بالميدان المسرحي للتمرين على النطق السليم واصطحاب النبرة الصوتية حلال مقاطع من نص سيذاع فحواه بواسطة الإعلام المرئي بالمجان وطنيا وبالمقابل بالنسبة لبعض القنوات ذات المشاهدة العالية العدد عبر العالم ، طبعا للملك معلومات تُضاف للخطاب كأوامر تُعطى يستوحيها من مقامه الذي يجعل منه الأول والأخير مهما كان المجال براً أو بحراً أو جواً وكل مَن فوق المغرب عليه الولاء والطاعة والسجود ، ومن يعاكس ذلك فهو خائن يُحاكم سراً أو علانية لا فرق إذ ليس هناك دفاعا منتميا لأي هيأة قضائية من "طنجة" إلى حدود "موريتانيا" قادرا الوقوف حيال الإرادة الملكية الشريفة المقدسة المبجلة التي لها بهذه المناسبة احتفالا يبتدئ برنامجه بسماع الخطاب المذكور وينتهي بالسجود للملك كانسان دون الله الرحيم الرحمان.
... الخطاب لن يُلَطِّفَ أجواء "الحسيمة" ، ولن يعبأ بوضعية "جرادة" ، أو يهتم بما سيترتب عن مثل الأحداث من تصعيد لوتيرة الاحتجاجات على الصعيد الوطني مستقبلا ، ليُبيِّن أنها شكل من أشكال التعبير الجماهيري العابر لن يُغيِّرَ في مخطط نظام الحكم قَيْدَ أنمُلة وكما الكتاب يُقْرَأُ من عنوانه على المُنتَظِر الفهم أزيد ، أن يستحضر ما حلَّ بالمسؤولين فيما عاد يُعرفُ بمشروع "منارة المتوسط" الذين قرَّر الملك في شأنهم ما قرر من عقوبات ظلت لحد الساعة أقوال مناسبات بعدها يهيمن النسيان بمفعول القوة ومن أراد أن يشرب من البحر فهو قريب لسكان"الحسيمة" ومن تحالف أو سيتحالف معهم بَدْءاً من منطقة الريف طولاً وعرضاً ، بقي هؤلاء ينعمون ويمرحون ويرقصون في بعض المهرجانات كأن الذي ربط مسؤوليتهم بالمحاسبة مجرد راعي يسعى لإخراجهم سالمين إذ كانوا يُنفِّذون تعليماته أساسا والعاقل من حلل انطلاقا من معلومات لا ينال أدنى شك من صحتها ، والأيام بيننا .
... الذين يسهرون على كتابة الخطاب والعرق يتصبَّب من جباههم خوفا من فقدان الثقة الموضوعة فيهم من طرف تابع خُطى المعني بالأمر، نجباء في عكس الوقائع بما يجعل الجائع يتصور أنه غير ضائع ، لكن التوقيت لم يعد يؤجل ما يستوجب الحسم لأسباب بسيطة دشنها الملك لحظة السؤال الذي طرحه مرددا :
- أين ذهبت الثروة المغربية ؟؟؟.
... منذ تلك الهنيئة بدأ النفق يتوغل حافره لاقتحام منبع أسرار تتوزع قنوات سيلانها بين باريز (فرنسا) ونيويورك (أمريكا) و "تل أبيب" (إسرائيل) ، وأثينا (اليونان) ، وبارن (سويسرا) وأيو ظبي (الامارات) دون حصر القائمة . ومع ذلك لا زالت الفواتير تُدفع من طرف الشعب بما فيها الموجة لتغطية تكاليف المناسبة المُعدة لسماع خطاب لن يُقدم أو يؤخر شيئا وَتَدُ الخيمة الأساسي المقامة فيها حفل السجود لملك ابتعد ،أقولها وأمري لله، عن سماع صوت الحق المنطلق من حناجر الشعب المغربي العظيم حفظه الله ونصره . (المقال المقبل تحت عنوان:"ّالخِطاب الجامع للحَطب")
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان
في سيدني _ استراليا
[email protected]
المقاطعة