صنعاء نيوز/ ثامر الحجامي -
من الإجحاف أن نقارن بطولة كأس العالم بالعملية السياسية في العراق، فلا يوجد وجه للمقارنة بين لعبة أسعدت الملايين، يعشقها الصغار والكبار، مع ما يجرى من فوضى وصراع وتفرقة بين مكونات الشعب العراقي.
من غير العدل أيضا نجوم العالم الذين أمتعوا سكان المعمورة، وأدخلوا الأفراح في قلوب محبي الكرة المستديرة، مع فرسان السياسة العراقية الذين جعلوا من العراق ملعبا للفساد والفشل، ولم يشاهد الجمهور العراقي منهم إلا التصارع في أرضية الملعب، فكانوا هواة في إدارة الدولة، فاشلين في تحقيق الأهداف التي تحقق رفاهية شعبهم.
شهدت بطولة كأس العالم الأخيرة أحداثا هامة ومميزة، أبرزها خروج الفرق الكبيرة من الباب العريض، وتألق لاعبين جدد بخلاف النجوم الذين لم يقدموا شيئا، يسعف فرقهم في الوصول لمراكز متقدمة، فذهبت جائزة الهداف وأفضل لاعب الى لاعبين غير متوقعين، ولعبت فرنسا وكرواتيا المباراة النهائية، عكس أغلب الترشيحات لمحللي ومتابعي كرة القدم.
تميزت البطولة الأخيرة بتقارب المستوى بين الفرق المشاركة، ولم تشفع الأسماء الكبيرة لأصحابها، لذلك شهدت المباريات تنافسا شديدا حتى اللحظات الأخيرة، نتج عنه أهدافا حاسمة غيرت نتائج المباريات ومجرى البطولة، فأكثر من 14 هدفا سجل في اللحظات الأخيرة، أضفت على البطولة متعة أخرى جعلت الجميع ينشد الى متابعة مبارياتها.
في العراق كان الوضع مشابها لبطولة كأس العالم ولكن بنسخة كاربونية سوداء، خال من المتعة بعيدا عن التشويق، فعلى ما يبدو أن السياسيين تأثروا بأجواء مباريات كأس العالم، ولحظاتها المثيرة في دقائقها الأخيرة، وتقمص السياسيون أدوار نجوم كرة القدم، محاولين تسجيل أهداف في مرمى خصومهم في الأوقات الحاسمة، رغم إن الأداء السيئ جعل المباراة تنتهي بوقتها الأصلي وأشواطها الإضافية بنتيجة سلبية.
وصنا الى ضربات الجزاء الترجيحية ولما تحسم النتيجة بعد، فالأحزاب ما زالت تتصارع فيما بينها على تشكيل الكتلة الأكبر، وقد مر على إجراء الانتخابات البرلمانية أكثر من شهرين، المفوضية السابقة للإنتخابات أعلنت النتائج في خمسة أيام، والمفوضية الجديدة تعطي نتائج المراكز التي عليها شكاوى بالقطارة منذ أكثر من شهر ولم تحسمها بعد.
برلمان غائب وآخر ينتظر، وحكومة لتسيير الأعمال اليومية منقوصة الصلاحيات، وتظاهرات تعم المدن العراقية تطالب بالخدمات، وما زلنا ننتظر اللحظة التي يسجل فيها الهدف الذهبي، ويرفع الفائز كأس تشكيل الحكومة، ويقدم فريقه الوزاري على منصة البرلمان.