shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
 
كيف قتل حسام شقيقته  الصغرى صفاء ثم شقيقه الأكبر محمد وألحق بهما والده.. وكيف أبلغ عن الجريمة.. وكيف نجت أمه من المذبحة بأعجوبة.. وكيف تصرف القاتل أمام المحققين واعترف بقتل أقرب الناس إليه دون أن يذرف دمعة واحدة؟؟

الإثنين, 10-يناير-2011
صنعاءنيوزالغد- أحمد القمري -


الجريمة التي هزت المجتمع وأذهلت الناس






كيف قتل حسام شقيقته الصغرى صفاء ثم شقيقه الأكبر محمد وألحق بهما والده.. وكيف أبلغ عن الجريمة.. وكيف نجت أمه من المذبحة بأعجوبة.. وكيف تصرف القاتل أمام المحققين واعترف بقتل أقرب الناس إليه دون أن يذرف دمعة واحدة؟؟



ما بين الساعة السادسة والتاسعة مساء يوم الأربعاء الماضي، تحول منزل الإعلامي اليمني والمخرج الإذاعي المعروف عبد الرحمن عبسي إلى بركة دم، سفكها ابن عاق أقدم على قتل والده وشقيقه الأكبر وشقيقته الصغرى ابنة الـ14 ربيعاً بدم بارد وضمير ميت ودوافع غامضة ما زالت حبيسة نفسه الإجرامية.
قتل المخرج الإذاعي عبد الرحمن عبسي بيد نجله (حسام) وقتل حسام شقيقه الأكبر محمد (23 عاماً)، ثم قتل شقيقته (صفاء) ابنة الـ14 ربيعاً ذبحاً بخنجر مسنون، واحداً تلو الآخر دون رحمة ولا شفقة، ولا وازع من أخلاق أو ضمير أو رادع من أوصر القربى وصلة الدم، ودون اكتراث بحق الأب على ابنه وحق الشقيق على أشقائه.. قتلهم غيلة وغدراً وحقداً، مستلاً خنجره ليذبح الأب والشقيق والشقيقة، حيث لم يكتف الابن القاتل بالذبح حين دفعه حقده الإجرامي إلى تأكيد جريمته ومجزرته المفزعة بعدة طعنات غرزها في أجساد أقرب الناس إليه وأعظمهم قربى وصلة دم ورحم.
هي جريمة ولا كل الجرائم في أول الخلق أقدم قابيل على قتل أخيه هابيل، كان الغراب أول مستنكر لجريمة قتل الشقيق لشقيقه، فأراه –بأمر الخالق عز وجل- كيف يواري سوأة أخيه تحت التراب، غير أن قابيل حين استيقظ من غفلته وأدرك بشاعة فعلته أصابه الجزع ومات بحسرته على أخيه، مسجلاً أول جريمة قتل في تاريخ البشرية.
وهنا نسأل: ما الذي فعله الابن القاتل (حسام) بأبيه وبشقيقيه مع سدول ظلام ليلة الأربعاء الماضي؟؟ وربما يكون السؤال هنا أكثر وجاهة حين نسأل الابن القاتل: ما الذي فعله أبوك لتمد إليه يدك وتقتله وتهرق دمه ذبحاً وطعناً بخنجر أسكنته شيطان جرمك؟ وما الذي ارتكبه شقيقك الأكبر ليلقى على يديك مصير أبيكما؟ وبأي ذنب قتلت بخنجرك شقيقتك صفاء؟.. أسئلة مهما كانت وأياً كانت الإجابات عنها فهي إنما تزيدنا ذهولاً وتجسم لنا بشاعة القتل وبشاعة ما ارتكبه ابن بحق أبيه وشقيقه، بل وبحق الإنسانية جمعاء.
ليتك يا حسام قتلت نفسك انتقاماً لسوادها وأفرغت غضب الشيطان من خنجرك على جسدك الأجوف الفارغ من عاطفة الابن وشفقة الشقيق وضمير الإنسان السوي.. ليتك استبدلت فعلتك التي فعلتها بأبيك وشقيقيك بقتل شيطان سكن نفسك وألهمها الفجور والعصيان والعدوان.. إنما سولت لك نفسك ارتكاب ما حرم الله ودفعت بك إلى خزي في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة.
نسي حسام أمر الخالق عز وجل في محكم كتابه العزيز (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً).. الآية.
نسي حسام ابن الـ22 عاماً أوامر الخالق سبحانه لعباده بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربي، والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، فخالفها جميع، فقد قتل الأب والأخ والأخت وأحزن الأم حين رمّلها على حين غرة، وأثكلها حين قتل -وهو ابنها- فلذتي كبدها غدراً وحقداً وكفراً.. حسام فعل كل ما أمكنه الفعل القبيح بأبيه وشقيقيه الفاحشة والمنكر والبغي، فبأي وجه يلقى ربه، وبأي قلب سفك دماء الأقربين له رحماً وصلة دم، وبأي جريمة سيمثل أمام عدالة القضاء على الأرض، وإنها لكبيرة وأم الكبائر.
رحم الله الإعلامي القدير والمخرج الإذاعي المخضرم عبد الرحمن عبسي، ورحم الله ابنه محمد وابنته الطفلة صفاء، وأسكنهم جميعاً فسيح جناته، وألهم أهلهم وذويهم والناس جميعاً الصبر والسلوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإلى تفاصيل أبشع جرائم العصر:

الأخ الأصغر للأب المقتول يروي تفاصيل الجريمة
يروي الأخ الأصغر والوحيد للمخرج المقتول تفاصيل الجريمة البشعة.. يقول عبد السلام عبسي أنه بعد أن عاد محمد الأخ الأكبر لحسام من الجامعة وأخته صفاء من المدرسة، ذهبوا إلى الأم لتناول طعام الغداء في منزل أسرتها الذي تسكنه بعد خلافها مع أخو عبد الرحمن، والذي يقع على مقربة من بيت أبيهم، بعد ذلك أخذ محمد أخته ورجع إلى بيتهم، لكنه تأخر مع أصدقائه أمام المنزل بينما سبقته صفاء، وبمجرد دخولها باشرها حسام بضربة بحديدة في وجهها فأصاب أنفها وطعنها أربع طعنات متفرقة في جسمها، وبعد أن قتلها سحبها إلى المطبخ.. وما هي إلا لحظات حتى دخل أخوه الأكبر محمد بينما كان حسام (القاتل) مختبئاً وراء الباب، وحين دخول محمد باشره بأربع طعنات، ثم سحب جثته إلى جوار جثة أخته في المطبخ، بعدها قام بالاتصال بأبيه الذي كان عند أحد زملائه المهندسين في الحصبة، وقال له أن الكمبيوتر الذي كان ضائعاً وجده في البيت، فعاد الأب إلى المنزل، وبمجرد وصوله باشره حسام بسبع طعنات متفرقة في جسده.

الأم تنجو بأعجوبة
بعد ذلك خرج حسام يستدعي أمه لتأتي إلى البيت، فقد كانت نيته سوداء حتى تجاه أمه، غير أن الأم رفضت المجيء إلى البيت فُكتب لها عمر جديد.

تصرفات حسام بعد ارتكابه الجريمة
وأوضح عبد السلام أن حسام بعد أن ارتكب جريمته قام بتغيير ثيابه وخبأ الخنجرين والحديدة (أدوات الجريمة) في مكان خلف المنزل، وذهب إلى صاحب البقالة وأخبره بأن والده وأخاه وأخته مذبوحون داخل البيت، ثم قام بالتبليغ عن نفسه.
وأضاف عبد السلام بأن التحقيق لم يأخذ وقتاً، لأن حسام اعترف في بدايته، فلم يجادل أو ينكر فعلته، بل أعطى التفاصيل كاملة لمحققي البحث الجنائي، وأخبرهم بمكان أدوات الجريمة دون أن يبدي ندماً أو اكتراثاً بما فعل.

القاتل لم يكن يتعاطى المخدرات
ونفى عبد السلام أن يكون حسام يتعاطى المخدرات أو الخمر أو غيرهما، حتى أن أباه قام بتسجيله مؤخراً في نادي ضباط الشرطة ليمارس رياضة كمال الأجسام.. مشيراً إلى أن حسام كان يتعاطى القات، وأن والده أودع لدى أحد أصدقائه يوم الحادثة مبلغاً من المال ليعطيها لولديه محمد، وحسام كما يفعل دائماً، على الرغم من أن الأب لا يتعاطى القات (لا يخزن) مطلقاً.. مضيفاً: لا أدري كيف تجرأ حسام على قتل أبيه الذي يكد ويتعب طوال عمره من أجله وإخوانه!!

كان القاتل في حالة نفسية طبيعية
ووصف شقيق المجني عليه "عبد السلام" الوضع النفسي لحسام بالطبيعي، وبأنه ليس منطوياً، بل كان بشوشاً يضحك مع الجميع.. وقال بان بعض المشاكل كانت تحدث بينه وبين والده فيترك البيت هارباً عند أصدقائه لأسبوع أو أسبوعين، لافتاً إلى أن أكثر خلافات حسام كانت مع والدته.
فادي (29 عاماً) الابن الأكبر للمخرج عبد الرحمن عبسي من زوجته الأولى -التي أنجبت له ولداً وبنتاً- والأخ غير الشقيق لحسام قال: لم أفق بعد من هول الصدمة المفجعة، ولا أستطيع أن أتحدث بأي معلومات جديدة أكثر مما قاله عمي "عبد السلام".. أما بالنسبة لعلاقة والدي بإخواني فلا أعرف طبيعتها، لأني أسكن في تعز، ولم أزرهم سوى مرة أو مرتين، حتى أني لم أجلس معهم في المنزل.. كما أن علاقتي بحسام منعدمة تماماً.
وأشار فادي إلى أنه لا يعرف عن وضع أخيه حسام النفسي شيئاً، وإن كان هناك من خلل في نفسيته أو تغيير ما كنا عرفناه.. وقال: "أنا أبحث عن تفسيرات أو دوافع لفعلة حسام ولم أجد أي تفسير أو مبرر".. مضيفاً: "والدي كان أباً بكل ما تعنيه الكلمة، فلم يكن يفضل محمد على حسام، فكل أبنائه سواسية، حتى أن والدي رحمه الله من النوع الهادئ، لم يكن يمد يده أو يرفع صوته على أحد من أولاده، وكان يحسن إلى الكل كما هو الحال مع حسام، لكن لا أدري كيف طاوعته (حسام) نفسه لارتكاب جريمته!!
الشيخ يحيى الحباري –عضو مجلس الشورى وأحد أصدقاء الفقيد- يؤكد أنه شاهد جثة صديقه عبد الرحمن في ثلاجة الموتى وإحدى يديه معطوفة إلى مقابل وجهه، ما يوحي أنه كان مربوطاً.. مستبعداً أن يكون حسام قام بالجريمة منفرداً، بل لا بد له من شريك ساعده في ربط والده وتكتيفه من الخلف، وإلا لكانت يده ممدوة إلى جنبه.
وقال الحباري: جاءتني غيبوبة حينما رأيت الجثث، فلساني يعجز عن وصف ما رأيت، وما يسيطر على تفكيري هو كم عدد الذين اشتركوا في هذه الجريمة الشنعاء، لأنه من المستحيل أن يكون حسام بمفرده من ارتكب الجريمة.. وأضاف: طعنات القتلى كانت في نفس الأماكن وبذات الطريقة، وكلها في أماكن حساسة كما هي في الأب عبد الرحمن، ففيه طعنتان في أوردة الرقبة، وطعنة في القلب، وأخرى سطحية في الجبهة، وطعنة في البطن أخرجت أحشاءه.. مؤكداً بأن القاتل شخص متخصص أخذ "كورس" في معهد للقتل والذباحة.. فالطعنات دقيقة وفي نفس الأماكن، حتى أنها ذات العمق بحسب ما أكد لي الطبيب الشرعي.

كان أباً رائعاً
جمال الرميم –أحد زملاء المجني عليه الأب عبد الرحمن عبسي- يقول: كنا نلاحظ على زميلنا عبد الرحمن الحنية التي يتعامل بها مع أبنائه عند زيارتهم له في الإذاعة، خصوصاً مع حسام، كان ينظر إليه وكأنه طفل لا يزال يحبو على الأرض يريد احتضانه، إذ أن حسام كان يبدي شيئاً من الفكاهة، فكان يضحك له بارتياح ويحس بأن ابنه اللطيف أصبح رجلاً مكتملاً.. إضافة إلى أن الحنية كانت روح تعامله، في نظراته وطباعه وفي كل شيء.. كان عبد الرحمن يتفانى في إكرام أبنائه، يشتري لهم الغداء من المطعم ويذهب به إلى البيت عندما لا يكون فيه من يطبخ لهم، ولم يكن يترك شيئاً من حقوق أولاده إلا وأعطاهم، سواء المعنوية أو المادية، والمادة بالذات.. كان رجلاً رائعاً.
وأشار الرميم إلى أن البيوت أسرار، لكن مهما بلغت المشاكل الأسرية، ومهما كانت المبررات فهذا لا يعطي الدافع لحسام قتل أبيه وإخوانه.. وهذه الجريمة لا تأتي إلا من وحشية سكنت النفس أو خروج عن الإدراك في اعتقادي الخاص.

القاتل اعترف ولم يذرف دمعة!!
من جانبه أكد العميد الركن رزق الجوخي –مدير مباحث أمانة العاصمة- أن الجاني حسام لم يحاول الهرب، بل كان متخفياً نوعاً ما بأسلوب هادئ، معتقداً انه لن يتعرف عليه أحد. وقال: أخذته ودخلنا معاً لنتعرف على الجثث، إلا أنه لم يحاول مجرد محاولة أن ينزل دمعة واحدة من عينه، وإن كان الآن نادماً بعد أن تم التحقيق معه وسلمت القضية بشكل نهائي إلى النيابة العامة.

دوافع حسام غير مقنعة
بحسب ما صرح به حسام لقناة السعيدة في برنامج صدى الأسبوع فقد قال: "من حين ما أعرف نفسي وتعاملهم في البيت معي وكأني بلا أسرة".. مشيراً إلى أن ظلم أسرته من دفعه إلى قتل والده وأخيه وأخته.. ناصحاً الشباب أن يواجهوا آباءهم بمشاكلهم، وحثهم على التمسك بالصلاة وعدم تركها.

القاتل في سطور
حسام الابن الرابع للمخرج عبد الرحمن عبسي.. قبله فادي وأمل من زوجته الأولى، ومحمد وصفاء من زوجته الثانية الإعلامية المعروفة زهور ناصر.
يصفه أحد زملائه بالفاشل دراسياً، حتى أن بعض أقرانه وصلوا إلى الجامعة وهو لم يتعد المرحلة الإعدادية إلا بصعوبة بعد سنوات من الإعادة.. مضيفاً أن والده كان يلومه كثيراً على رسوبه في الدراسة وعلى مرافقته لأصدقاء السوء بعد أن انتقلوا من حي الصافية إلى بيتهم الجديد في منطقة دارس، وحاول أبوه أن يمنعه من هذه الصدقات السيئة لكن دون جدوى.
وبحسب مصادر مقربة من سكنهم الأول أنه كان كثير الشكوى من تعنيف والده وأخيه محمد له، خصوصاً فيما يتعلق بالدراسة والمذاكرة، وأنه كان مولعاً باقتناء الخناجر إلى درجة أنه يستطيع التفريق بين الجيد من الرديء.. كما يحرص على اقتناء أحسن ماركة، منها الخنجر الفرنسي وآخر معروف بـ"المسمم"- بحسب وصف أحد أصدقائه.

ظاهرة قتل الأقارب

برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة قتل الأقارب في اليمن، بعد حدوث أكثر من جريمة، لتشكل ظاهرة تستدعي الوقوف أمامها ودراسة الأسباب والمشاكل التي أدت إلى هذا التحول الخطير:- في ذمار أب يبلغ من العمر 67 عاماً، أقدم على قتل ابنه (30 عاماً) بإطلاق عدة أعيره نارية أردته قتيلاً إثر خلافات أسرية.- في إب شاب يبلغ من العمر 25 عاماً قتل شقيقه البالغ (16 عاماً) حين قام المجني عليه بتحذير أخيه الجاني من تهديد والدتهما بالسلاح، فباشره بطلقتين في رأسه أدت إلى وفاته.- وفي ذمار أيضاً أقدم شاب في العشرين من عمره على قتل والده (45 عاماً) على خلفية مشاكل أسرية، بعد عودته بأيام من الغربة في المملكة العربية السعودية.. إلا أنه تم العفو عنه من قبل أولياء دم الأب.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)