صنعاء نيوز/ محمد عايش - مقالة الكاتب والاعلامي محمد عايش فيها وما فيها، على العقلاء من قادة انصارالله أن يتوقفوا امام ما طرح بعقل مفتوح ويولوه برحابة صدر حقه من الاهتمام إلى مقالة محمد عايش:
ليت أنّ لدى الحوثيين حماسا لتحديث أفكارهم مثل حماسهم لتحديث صواريخهم..
نكستكم الرئيسية، وإخفاقكم الحقيقي، يكمنان في أفكاركم الطائفية المتخلفة والبالية بلى العصور التي مرت عليها..
لو بذلتم أي جهد لتطوير أفكاركم، وصولاً إلى إنجاز خطاب وطني معاصرٍ، وجامعٍ لليمنيين لربما كنتم نجحتم في تجنيب أنفسكم، واليمنيين معكم، فظاعة وويلات هذه الحرب، وغيرها من الحروب القادمة بالتأكيد.
مجموع أفكاركم المتعلقة بالولاية، وما يتفرع عنها من مفاهيم، وما يترتب عليها من ممارسات، تشكل سلاحاً حقيقيا بيد كل خصومكم؛ سلاحاً أمضى وأشد فتكا من الإف 16 وكل أسلحة العالم الحديث.
لأنه، وحتى لو انتصرتم على السعودية وعلى العالم كله، فإنكم ستضلون في مواجهة مستمرة مع شعبكم إلى ما لا نهاية، ذلك أن من يعتقد أن الله غرس فيه الهدى والحق غرسا وأمر الناس باتباعه وحده لا يمكن أن يتعايش مع الناس أو يتعايش معه الناس، خصوصا في هذا العصر الذي كاد فيه الإنسان، بقيمه الحديثة وفتوحاته العلمية والمعرفية الواسعة، أن يصل الى الله ويواجهه وجهاً لوجه.
إلى كم ستضلون في خندق واليمنيون في خندق؟ وهل تعتقدون أن هذه معركة يمكن أن تنتصروا فيها؟!
لم تعد "الولاية" لديكم، كما كنا نحسب خطأً، مجرد عقيدة دينية معزولة عن الواقع، لقد باتت برنامج عمل ومشروع دولة.. ولم يعد بإمكان أحد أن يتعامى عن هذه الحقيقة إلا إذا كان ممن يجيدون مغالطة النفس وإهانة الذات والذكاء بشكل دائم.
كل واجهات النفوذ في البلاد الآن هم من آل الحوثي وآل الشامي وآل المتوكل وآل العماد وآل الجنيد وآل المنصور وشرف الدين و..و.. الخ.
ولا تقولوا إن الأمر طبيعي أو مجرد صدفة؛ إنه وليد فكرة "الولاية" و نتاج خرافة تقديس "البطنين".
لستُ ضد الهاشميين، فهم جزء من هذا المجتمع اليمني العزيز علي، ولكن فكرة "الولاية" بتطبيقاتها الحوثية، ترتكب جناية فظيعة بحق الهاشميين أولاً، حيث تكدسهم في خندق وتكدس بقية اليمنيين في الخندق المقابل.
وهذه جناية أسوأ مليون مرة من جناية الحرب العالمية القائمة الان في اليمن، فمن يشرخ الجسد الواحد، من داخله، ينجح في الإجهاز على الجسد أكثر من نجاح الغزاة من الخارج.
تراجعكم الكامل عن فكرة الولاية، أو إعادتها على الأقل إلى بطون الكتب، وخزائن التراث، كفكرة تاريخية لا كمشروع للواقع، هو ما سينجيكم من التاريخ المظلم والدموي الذي تصنعونه الآن بينكم وبين بقية اليمنيين.
اعترفوا أنكم بشر أولاً غير "مطهرين" ولا "مصطفين" من الله، ثم تواضعوا لحقيقة كونكم يمنيين، كي ترمموا الشرخ الهائل الذي تحفرونه عميقا في ما تبقى من جسد يمني مريض.
وبغض النظر عن نتائج معركتكم مع السعودية، والتي ينجح خطاب "الولاية" في تصويرها كحرب بين "آل سعود" و "آل البيت"؛ لا تتوقعوا أن يقبل بقية اليمنيين بكم، أو يتقبلون تفكيركم القائم على أساس عرقي، ولا بعد مليون عام، وحتى لو قهرتموهم بالسلاح عشرات السنين إلى الأمام. |