صنعاء نيوز/ عمار جبار الكعبي -
ملاحظات وقراءات كتبتها بعد ان وفقني الله لاداء مناسك الزيارة الاربعينية، تجسدت فيها اهم الملاحظات والمشاهدات التي كانت مميزة وتعبر عن نضوج وتطور في مجمل الزيارة الاربعينية والمشاركين بها والقائمين عليها، حيث تتلخص بما يأتي :
1- ملابس الشباب وكلامهم ومزاحهم ونقاشاتهم في هذه السنة هي غاية في النضج والتطور مقارنة بالسنوات السابقة .
2- احتشام النساء ووقارهن وحيائهن في هذه السنة يعتبر انموذج يقتدى به للزينبيات المعزيات لزينب (ع) وامها فاطمة الزهراء (ع) .
3- الخدمة المقدمة من المواكب سنة بعد سنة تتطور والابتكار واستحداث اساليب في الخدمة بشكل يجعل الانسان يقف عاجزاً عن شكراً هذه القلوب النقية والاجساد التي بذلت راحتها وطاقتها واموالها خدمة للحسين (ع) .
4- الجو العام للزيارة امتاز بالهدوء والابتعاد عن كل ما يعكر اجواء الزيارة وقدسيتها واهدافها .
5- اللطميات والاناشيد التي تم تشغيلها في جميع المواكب والحسينيات والسيارات امتازت بالرزانة والتعبير الجيد عن القضية الحسينية من الناحية العاطفية والفكرية .
6- الوضع الامني المستقر والسيطرة الواضحة والثقة الكبيرة لقواتنا الامنية سواء بحشدها وشرطتها وجيشها .
7- المشاركة الكبيرة لجميع فئات وطوائف وقوميات الشعب العراقي، فلم تعد هذه الزيارة شيعية فقط، وانما امتازت بعبورها للطائفة والدين والقومية بل امتدت لتشمل جميع دول العالم، في تجمع بشري مهيب .
8- حالة التنظيم الكبيرة للمواكب والخدمة والسيارات والمسير وكل ذلك بعيد عن تدخل الدولة ومؤسساتها، وانما هو تنظيم مجتمعي خالص يعبر عن حجم ومستوى الرقي الذي وصله الشعب العراقي .
9- النمو الكبير والتطور الواضح للفرق التطوعية ومنظمات المجتمع المدني والادوار الكبيرة التي تقوم بها سواء على مستوى التنظيف او المساعدة او الاطعام او التوعية وغيرها من الاعمال والخدمات وهو ما يعكس عن النضوج الكبير الذي بدأ يظهر على مؤسساتنا الاجتماعية .
10- المشاركات الرسمية والدبلوماسية للعديد من دول العالم وتعبيرها عن التعاطف الكبير مع القضية العراقية وقدسية الزيارة الاربيعينية واهدافها السامية، خصوصا ان الكثير من الدول كانت تكفر الشيعة وتعتبر هذه الزيارة وثنية، ولكنها اليوم تعترف بخطأ سياساتها اتجاه العراق في السنوات السابقة لتعود وتصحح ذلك عمليا من خلال مشاركتها بهذه الزيارة ودعمها والتودد للشعب العراقي لفتح صفحة جديدة .
11- الوفود الشبابية الكبيرة من المدن المحررة والتي تعبر عن إزاحة الحاجز الذي بناه من اراد التفرقة بين ابناء الشعب العراقي، لتعاد اللحمة بين أبناءه ويتم تمتين الاواصر المشتركة بين ابناء الوطن الواحد، واكثر ما شدني لذلك هو وفد طلبة جامعة الموصل الذي زار مكاتب المراجع في النجف الاشرف وكربلاء، وهو ما يجعلنا نستبشر خيراً بالقادم .
12- المواكب النوعية ذات البعد الثقافي والمعرفي والتي تدعوا للتركيز على نقاط غاية بالاهمية والتي تجعل من الزيارة اضافة الى بعدها الروحي بعداً اخر يتجسد بالبعد المعرفي والاجتماعي لتكون بمثابة مسيرة تربوية متكاملة يتضح من خلالها الاثر الكبير في شخصية وروحية المشاركين بها .
13- الاعلام الشعبي غير المنظم وغير المنتمي لاي مؤسسة حكومية او حزبية والذي يدار بشكل عفوي من خلال الشباب المؤمن بالقضية الحسينية والذي يريد ان يبرز الجوانب المضيئة في هذه الزيارة والتي هي من الكثرة حتى تطلبت ان يتم التنويع بشكل وفحوى هذا الاعلام التطوعي، بين الكتابة والتصوير الفوتوغرافي والفيديوهات والتصميم والرسم والتصميم وغيرها من الاشكال التي تعبر عن حجم الابداع الشبابي في هذا الجانب .
14- التغطيات الإعلامية للقنوات الفضائية من العديد من القنوات حتى بات الجالس امام الشاشات في المنزل لا يجد قناة فضائية لا تخصص جزءاً من برامجها اليومية حول هذه الزيارة العظيمة، بل ان بعض القنوات الفضائية اوقفت كافة برامجها وحشدت جميع كوادرها وطاقاتها صوب نقل مراسم الزيارة الاربعينية، واللطيف بالامر ان حتى القنوات التي كانت سابقا تحارب القضية الحسينية استسلمت للارادة الشعبية وباتت تواكب هذه الزيارة وتعرض على شاشاتها برامج وتقارير عن الزيارة الاربعينية .
15- التركيز المجتمعي الشعبي على مجمل الزيارة الاربعينية واهمالها ما دونها من احداث سياسية ورياضية او على الاقل عدم التفاعل معها بالشكل المعهود، كتشكيل الحكومة العراقية ونهائي كأس الاتحاد الاسيوي ومباراة الكلاسيكو الاسباني وغيرها .
16- فشل جميع الحملات المشبوهة الداعية للتشدد اتجاه الزوار الاجانب عامة والايرانيين خاصة، وابراز الوجه الحقيقي للكرم العراقي وحسن الاستقبال والتاكيد على ابعاد التأثيرات والمشاحنات السياسية وعدم ربطها بالعلاقات الاجتماعية بين الشعوب، وهو ما يعكس النضوج الكبير الذي وصله المجتمع العراقي الذي بدأ يستوعب البعد العالمي للقضية الحسينية . |