صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف - حسب علماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان ) توجد علاقة مباشرة بين ممارسة كرة القدم وصيد الفرائس التي كان يمارسها الإنسان البدائي عبر الأدوات الحجرية وهم من دشنوا النشاط الجماعي , وليس من الغريب ان نرى مجموعة من اللاعبين يركضون خلف كرة مصنوعة من الجلد حتى يتمكنوا من وضعها في الشباك لتسجيل الهدف وهذا يعني غنموا فريسة. كرة القدم الحديثة ظهرت في بريطانيا مع تأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في عام 1863. خلال العقود الماضية توسعت ممارستها في جميع انحاء العالم , في البداية كانت هواية ومن ثم إلى احتراف كما تحولت الأندية إلى ىشركات تجارية تجني منها أموال كبيرة. كرة القدم يجب ان تكون دوما فرصة لتعزيز حسن الأخلاق والروح الرياضية وتقبل نتيجتها وان كانت صعبة ولكن عندما تتحول إلى مواجهات عنيفة بين المشجعين تثير الرعب والفوضى , فانها تفقد مضمونه الأساسي , نشاهد الفرحة في وجوه المشجعين عند الفوز والحزن عند الهزيمة ومنهم من يجهش بالبكاء وكانهم فقدوا ذويهم , ولكن هذا هو حال الكرة , الأرجنتين هذا البلد العملاق والذي انجب أبرز عمالقة الكرة العالمية عجز عن تأمين لقاء إياب نهائي كأس ليبيرتادوريس بين قطبي الكرة الأرجنتينية بوكا جونيورز وريفير بلايت بعد تعادلهما في 11 نوفمبر على ملعب بوكا ( بومبونيرا في بوينوس إيرس) بنتيجة 2-2 ذهابا . قرر اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم ( كونميبول ) نقل مباراة إياب نهائي كأس ليبيرتادوريس إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد والذي يبعد عن العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس مسافة 10.039كم, رحلة الطيران تتجاوز أكثر من 11 ساعة , ملعب سانتياغو بيرنابيو تم افتتاحة في 14 ديسمبر عام 1947 وخلال السنوات اللاحقة تم توسعته, في الوقت الحاضر يتسع ل 81. 044 مُتفرج . السلطات الإسبانية رحبت بهذا اللقاء لانه سيساهم في اعطاء دفعة قوية لها في سعيها لتنظيم كاس العالم لكرة القدم في عام 2030 بالاشتراك مع المغرب والبرتغال كما ان الدوري الاسباني لكرة القدم يتمتع بشعبية عالمية , منذ عام 2005 وبشكل متواصل حصل اللاعبون في الأندية الإسبانية أغالبهم من ريال مدريد وبرشلونة على جائزة الكرة الذهبية كافضل لاعبين في العالم التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية , كان أخرهم لاعب ريال مدريد الكرواتي لوكا مودريتش التي تسلمها في 3 ديسمبر 2018 . لقاء قطبي الكرة الأرجنتينية في مدريد يحظى بترحيب من قبل الشركات السياحية والفنادق والمطاعم وخاصة وانها تاتي مع بداية الاحتفالات باعياد الميلاد ونهاية العام حيث تضاء الأنوار في شوارع مدريد وبقية المدن الإسبانية وتنتعش الأسواق التجارية بشكل كبير , حسب التوقعات بان مدريد سوف تجني من هذا اللقاء مبلغ 50 مليون يورو أغلبها ستذهب الى قطاع الفنادق والمطاعم . مدريد على موعد تاريخي وحدث رياضي نادر يجمع فريقي بوكا جونيور وريفيربلايت في نهائي كأس لبيرتادوريس في يوم الأحد 9 ديسمبر 2018 , الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت مدريد , الساعة الرابعة والنصف عصرا بتوقيت بوينوس إيرس . سعر تذكرة من 80 يورو الى 300 يورو ,انها جنون كرة القدم , كما ان شركات الطيران استغلوا هذا الحدث ورفعوا أسعار تذاكر الذهاب والإياب بين بوينس آيرس ومدريد بشكل جنوني , حيث يصل قيمتها من 1.077 يورو إلى 2.368 يورو , يضاف اليها تكاليف الإقامة لمدة لاتقل عن اربعة ايام , علما بان متوسط الراتب في الأرجنتين لايتجاوز 336 دولار أمريكي ويعيش وضع اقتصادي صعب . توجد جالية أرجنتينية كبيرة في إسبانيا يصل عددها 250.400 نسمة. السلطات الإسبانية ممثلة بوزارة الداخلية لها خبرة واسعة في حماية الملاعب , يشارك فيه 3.000 من شرطة ومجموعة من قوات مكافحة الشغب يساعدهم 15 شرطي ارجنتيني لتحديد هويات مشجعي الفريقين وتم تخصيص مبلغ 150.000يورو لحماية هذا اللقاء , وتم ايضا إتخاذ كل الإجراءات كل الضروروية لتجنب اي أعمال شغب من جانب المشجعين المتعصبين .
|