صنعاء نيوز/ بقلم/ إبراهيم الأشرم - سأكتب في موضوعي هذا عن الشعور بالمسؤولية فقط وليس عن معناها
في مجتمعاتنا الريفية نفتقد للوعي بكافة أنواعه ولأن الوعي هو المصدر الرئيسي للشعور فمن الطبيعي أن نرى غالبية الشخصيات الإجتماعية لم تعد تشعر بالمسؤولية والدليل مايجري من أحداث إجتماعية وخلافات متتالية وتردي في الروابط الإجتماعية العامة
من جانب آخر سأتحدث عن التردي الإجتماعي وعلاقته بالشخصيات الإجتماعية التي تشغل مكان وحيّز كبير في المجتمع لكنها كما ذكرت سابقاً تقبع في نفق اللاشعور بلا شعور ولا تفكير ولا حتى قناعة بإعادة النظر في واقعهم ومآسي مجتمعاتهم التي تخلت عنها الأحداث ممثلة بالدولة ومؤسساتها
بمعنى أوضح أن الحرب التي أنهكت المجتمع إقتصاديا لايمكن لها أن تنال من المجتمعات التي ليست في قلب الحرب لتصيبها بالذبول والإنغلاق على غرار الخوف والإبتعاد عن الحرب وعدم التدخل أو أي عذرٍ كان
بل يعتبر هذا تملص وتخلي عن المجتمع بطريقة جاهلية ظالمة وأفسرها أنا شخصياً بمعنيين:
1- أن البعد الفكري الذي يسيطر على هذه الشخصيات محدود وليس له نوافذ مستقبلية بعيدة المدى مما جعلهم في تقصير مستمر وعدم وجود ثمرة!
2-أن هذه الشخصيات ترتبط إرتباط بأهداف تتجاوز المجتمع وتجعل منه وسيلة فقط لتمرير مشروع معين وبهذا لايهمهم المجتمع ولاتوعيته فكرياً والإكتفاء بالخدمة السطحية المتمثلة بأساسيات العيش والتخلي عن الأهم وهو التعدد الفكري السليم الذي سيصنع المعجزات في مجتمعاتنا
طبعاً أنا أستدللت بهذهين المعنيين كون مجريات وتحركات هذه الشخصيات الإجتماعية تمشي في هذين الإطارين فقط ولك أخي القارئ أن تقرأ المعطيات الجارية والتحركات والتأثير والثمرة للشخصيات الإجتماعية في مجتمعاتنا عامة
سأعود إلى مصطلح اللاشعور بالمسؤولية...........
بما أن غالبية الشخصيات الإجتماعية في مجتمعنا اليمني تسيطر عليها هذه المعضلة والإشكالية الخطيرة فمن الطبيعي أن نرى اللاشعور مسيطر على الأب والأم والمعلم والطالب فتغيب الأنشطة الثقافية والإجتماعية والإنسانية ومبادئ العيش الفكري النهضوي ذات المدى الواسع
وتغيب النظرة المستقبلية وتتلاشى طموح الشباب ويسيطر الجهل ولايتبقى من المجتمعات الى هياكل العقول وبعض العادات والتقاليد التي لاتعود على الفرد بالنفع والخير
ويمكنك أن تتخيل العكس تماماً مما ذكرته في الأسطر السابقة
حين تكون الشخصيات الإجتماعية تمتلك الشعور النادر الثمين بالمسؤولية
سيكون هناك إلتفات تام للجانب التعليمي أولاً وكذلك جوانب التعايش التي ستجعل من الفرد إنسانا متعلم ومثقف ومفكر في النهضة وعنصر فعال لبناء المجتمع بشكل أولي
وهذا سيكون على كل المستويات الإجتماعية الطلاب والطالبات والمعلم والآباء والنساء والرجال ....سيكون نتاج الشعور بالمسؤولية نماذج مزدهرة تنبذ الحرب وتهتم بالقلم والسلام والبناء
ما أريد إيصاله هو أن دور العاقل والعدل والمدير والشيخ يجب أن يكون فعالاً بطريقة غير التي نراها ونعايشها ....خاصة في ظل وجود مجتمع لايعي ماذا يجب أن يكون دور كل شخصية في ظل غياب دولة بحذافيرها
رأيي الشخصي هو أن الجريمة ليست هدم البيوت على رأس ساكنيها أو الرصاصة التي تقتل الأبرياء
بل الجريمة والإرهاب هو عدم إيصال الفكرة السليمة الى الفرد العامي المسكين واستغلال أميته في المشاريع التي لاتمد للمجتمعات بالمنفعة والعيش الآمن
الإرهاب هو أن تمتلك في عقلك فكرة يمكن أن تساعد أناس حواليك وأنت تحتكرها لنفسك وتحتفظ بها لنفسك في زوايا عقلك الآسن
الجريمة هي أن تكون مسافة بين الفرد العاميّ وبين المعرفة بسبب هذه الشخصيات الإجتماعية المسؤولة عن التوعية والمسيطرة على منافذ التوعية ومسارح التعليم
الشعور بالمسؤولية سيفضي الى نتيجة وثمرة! كما أنه بوجود هذا الشعور سيختلف المجتمع دون شك أو ريب في ذلك
إذا كان المسؤول في المجتمع يعي مسؤوليته فهذا كفيل بمعالجة الكثير من الإشكاليات والحد منها بشكل نهائي ليعم بعدها مجتمع يعي ماله وما عليه في ظل تعايش يكون مداه هو مدى الشعور بالمسؤولية في خوالج الشخصيات الإجتماعية المسؤوولة.
|