صنعاء نيوز/عبدالخالق البحري -
برعاية رئيس الجمهورية:
وكيل وزارة الصحة لـ(صنعاء نيوز): قريباً تدشين حملة وطنية لتحصين الأطفال ضد مرض المكورات الرئوية بعموم محافظات الجمهورية
اللقاح سيسهم في تخفيض معدل المراضة والوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة الثلثين
20% من أطفال اليمن دون الخامسة من العمر يموتون سنوياً بسبب أمراض المكورات الرئوية
اليمن أول دولة في الإقليم تحصل على لقاح المكورات الرئوية كمنحة من حلف اللقاح العالمي
تستعد وزارة الصحة العامة والسكان حالياً لتنفيذ حملة وطنية شاملة لتحصين الأطفال دون الخامسة من العمر في عموم محافظات الجمهورية بلقاح المكورات الرئوية كمنحة من حلف اللقاح العالمي، التي ستدشن لأول مرة في الجمهورية اليمنية ابتداء من الـ29 من يناير الجاري برعاية كريمة من فخامة الأخ/ على عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وتعبر اليمن أول دولة من دول الإقليم تحصل على هذه المنحة نتيجة للنجاحات التي حققتها في مجال التحصين.
وتعد المكورات الرئوية أحد الأسباب الرئيسية للمراضة والوفيات في جميع أنحاء العالم.. ففي عام 2005م قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الناجمة عن هذه العدوى سنوياً بنحو مليون و600 ألف شخص منهم 800 ألف طفل دون سن الخامسة معظمهم من البلدان النامية، ومن بين الأمراض الخطيرة التي غالباً ما تنجم عن هذه المكورات: الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، وتجرثم الدم الحموي، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الشعب الهوائية..
ونظراً لإدراك منظمة الصحة العالمية للعبء الثقيل لمرض المكورات الرئوية في صغار الأطفال ومأمونية لقاح المكورات الرئوية ونجاحاته في هذه الفئة العمرية، فأنها تؤكد على ضرورة ايلاء أولوية لأدراج هذا اللقاح في البرامج الوطنية للتحصين، لاسيما في البلدان التي تزيد فيها معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة على 50 طفلاًمن كل الف مولود حي ويبلغ هذا المعدل في اليمن 78 طفل من كل الف مولود حي..
وأوضح الدكتور/ ماجد يحيى الجنيد وكيل وزارة الصحة العامة والسكان في تصريح لـ(صنعاء نيوز) بأن إدخال لقاح المكورات الرئوية وبدعم من حلف اللقاح العالمي سيسهم في تخفيض معدل المراضة والوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة مما يساعد بشكل كبير في تحقيق الهدف الرابع من الأهداف التنموية للألفية الثالثة، والذي يهدف إلى خفض وفيات الأطفال بنسبة الثلثين بحلول عام 2015م مقارنة بعام 1990م.
وقال الأخ الوكيل أن حصول بلادنا على هذه المنحة يعكس اهتمام وحرص قيادات وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالدكتور/ عبدالكريم يحيى راصع وزير الصحة والنجاحات التي حققتها الجمهورية اليمنية في مجال التحصين ومكافحة الإمراض وخاصة أمراض الطفولة القاتلة، من خلال تدشين العديد من الفعاليات الصحية والتنموية، مفيداً بان اللقاح يعد خطوة أساسية ومرحلة هامة من مراحل مسيرة البرنامج الوطني للتحصين الصحي الموسع، وهذا اللقاح يعد اللقاح التاسع في إطار اللقاحات المتوفرة في برنامج التحصين الصحي الموسع بوزارة الصحة العامة والسكان، سواء للأطفال أو للأمهات في سن الإنجاب، وهو واحداً من أهم اللقاحات التي سيتم إدخالها والتي سيحض بها أطفال الجمهورية اليمنية، فهذا اللقاح مخصص لواحد من أهم الأمراض التي تسبب أعلى معدل للوفيات والمراضى لدى الأطفال وهو لقاح المكورات الرئوية الذي يموت بسببه أكثر من 20% من أطفال اليمن دون الخامسة من العمر سنوياً.
من جانبها أشارت الدكتورة/ غادة شوقي الهبوب مديرة البرنامج الوطني للتحصين الموسع الى ان امراض المكورات الرئوية هي عبارة عن بكتيريا جرثومية ولها أنماط مصلية كثيرة (serotypes). تتواجد هذه الجراثيم بشكل طبيعي في الأنف و البلعوم للأشخاص الأصحاء. تستطيع هذه الجراثيم في ظروف معينة الانتقال إلى أعضاء الجسم الأخرى فتسبب العديد من الأمراض و منها الالتهاب الرئوي و الذي يعتبر السبب الرئيسي للالتهاب الرئوي الجرثومي.
حجم المشكلة
وتشير الدكتورة غادة الهبوب الى ان حجم المشكلة الذي تسببه أمراض المكورات الرئوية في اليمن و العالم تتمثل في إن وفيات الأطفال الناتجة عن أمراض المكورات الرئوية تشكل أكثر من 800,000 وفاة في العالم بينما تبلغ إجمالي الوفيات عند كل الفئات العمرية حوالي 1,600,000 وفاة. وإن الأمراض التي تسببها جراثيم المكورات الرئوية تسبب الوفاة في 10-50% من الحالات المرضية. كما تحتل التهابات الجهاز التنفسي الحادة و خاصة الالتهاب الرئوي السبب الأول لوفيات الأطفال دون الخامسة في اليمن حيث تمثل حاليا 20% من نسبة هذه الوفيات. وتعتبر بكتيريا المكورات الرئوية السبب الرئيسي لحدوث التهابات الجهاز التنفسي الحادة. وهذه الحالات تؤدي إلى الإقامة بالمستشفيات أو الوفاة نظرا لتأخر اكتشاف الحالات والمعالجة. مفيدة بأن مقاومة المكورات الرئوية للمضادات الحيوية, مثل البنسيلين, والسيفالوسبورين, والكوترايموكسازول, - تعتبر مشكلة خطيرة ومتفاقمة في جميع أنحاء العالم, مما يؤكد على أهمية توقي المكورات الرئوية عن طريق التحصين.
تعريف المرض
وأضافت مديرة البرنامج الوطني للتحصين الصحي الموسع بأنه يعرف مرض المكورات الرئوية بأنه عدوى جرثومية تتصف نموذجيا يبدأ فجائي مع نافض مرجف وحمى , وضيق تنفسي وسعال منتج لبلغم صدئي وكثرة الكريات البيض وقد يكون البدء اقل فجائية لاسيما عند المسنين ,ومصاحبه لقيئ واختلاجات عند الرضع وصغار الأطفال، كما يعتبر مرض التهاب الرئة بالمكورات الرئوية سبب هام للوفاة في الرضع والمسنيين ومعدل الإماتة كان سابقا 20-40%بين المرضى في المستشفيات ...وقد انخفض 5-10% بفضل العلاجات بالمضادات الحيوية. و لا يزال معدل الإماتة في الدول النامية عند الاطفال يتجاوز10%ويصل إلى 60%عند الرضع دون ستة اشهر. وعلامات المرض تتمثل في الم في الصدر، سعال مع بلغم اخضر أو مغبر اللون، ارتفاع درجة الحرارة مع تعرق شديد، رعشة، ازرقاق في الشفتين والأظافر في الحالات الشديدة، اختلاط ذهني وهذيان في الحالات الشديدة، اختلاجات.
طرق الانتقال
وتؤكد الدكتورة غادة الهبوب بأن جرثومة المكورات الرئوية تنتقل عن طريق التعرض المباشر للمفرزات التنفسية للمرضى من الرذاذ المتناثر أثناء السعال والعطس و كذلك التماس القريب و استخدام الأدوات الشخصية للمرضى. والفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية تحدث أمراض المكورات الرئوية في جميع الأعمار إلا أن الفئة الأكثر تعرضا للإصابة هم: الأطفال دون سن الخامسة و خاصة الأطفال دون السنتين يعتبرون الأكثر عرضة لخطر الإصابة و الموت من هذه الأمراض، كبار السن أكثر من 65 سنة فقر الدم المنجلي sickle cell anemia المرض القلبي الوعائي المزمن، السكري والكبد، الفشل الكلوي المزمن. العدوى بفيروس العوز المناعي البشري (الايدز) ألأطفال الصغار الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية و كذلك التعرض لدخان السجائر داخل الغرف المغلقة.
عالمي الانتشار
وتنوه مديرة برنامج التحصين إلى أن المرض يصيب كل الأعمار لاسيما الرضع من عمر شهرين حتى 3 سنوات , وكذلك المسنين والأشخاص ذوي الحالات الطبية المزمنة. الأطفال هم الفئة الأكثر تعرض لخطر الإصابة في البلدان النامية وفي المجموعات التي تعيش أوضاع اجتماعية صعبة، باعتبار أن جميع المناخات، والمواسم أعلى حدوث له في الشتاء والربيع وفي المناطق المعتدلة، وكثيرا ما يكون الحدوث الزائد مصاحبا لأوبئة النزلة الوافدة influenza . وقد اخذ بتزايد بانتشار مستويات مرتفعة من الإصابة بالمكورات الرئوية المقاومة للبنسيلين وأحيانا الجيل الثالث من السفالوسبورين .
الوقاية
وعن طرق الوقاية من هذا المرض أفاد الدكتور/ عبدالحكيم النهاري نائب مدير عام التحصين الصحي الموسع بأن طرق الوقاية من الأمراض الناتجة عن الإصابة ببكتيريا المكورات الرئوية تتمثل في إتباع السلوك الصحي الشخصي من خلال تجنب الازدحام ما امكن, استخدام المناديل اثناء السعال والعطس والتخلص السليم منها ,وعدم استخدام الأدوات الشخصية للمرضى وكذالك من خلال الحد من التعرض لعوامل الخطر , مثل التلوث المنزلي, ودخان التبغ, والفطام المبكر, ونقص التغذية. والتحصين بلقاح المكورات الرئوية: و يعتبر الطريقة الأكثر فعالية و التي تؤدي إلى تخفيض كبير في أمراض و وفيات الأطفال. والتطعيم لجميع الأطفال بثلاث جرعات في لقاح المكورات الرئوية بدءا من الأسبوع السادس بعد الولادة وفاصل شهر بين الجرعة والتي تليها.
وقال الدكتور النهاري بأنه يمكن علاج أمراض المكورات الرئوية بالمضادات الحيوية مثل الأمكسيسللين و الكوتري موكسازول و غيرهما و يعطى من خلال الوصفات الطبية في العيادات أو المستشفيات. حيث أصبحت بعض جراثيم المكورات الرئوية مقاومة لتلك المضادات الحيوية في كثير من البلدان مما يستدعي استعمال مضادات حيوية أخرى مثل السفالوسبورينات و الفانكومايسين و خاصة لعلاج الالتهاب السحائي.