صنعاء نيوزبقلم/عبدالرحمن حسن باهارون * -
يعد الإعلام في أي مؤسسة حكومية أو مستقلة الركيزة الأساسية واللبنة المهمة لخاصرتها، وأي تطور في أي مؤسسة لابد أن يواكبه الإعلام كمساند له، ومحافظ عليه، ويعرف الآخرين به، باعتبار أن الإعلام (مكتوب، ومسموع، ومرئي)، كما يؤكد علماء الاتصال هو حلقة الوصل بين المؤسسة وجمهورها الذي يشكل المنتفع منها، والداعم لها، والضامن لديمومتها.
وأي إهمال لدور الإعلام في أي مؤسسة حكومية أو غير حكومية، فأن النتيجة الحتمية لهذه المؤسسة تؤول إلى جهل الجمهور بما تقوم به، وتؤدي إلى تخليه عن دعمها في أي موقف قد تتعرض له، ويؤدي بالمؤسسة إلى السير في منحنى هابط لنشاطها، وانهيار لأعمالها ولمؤازرة البيئة المحيطة بها، لأنها أصبحت غير قادرة على العطاء والتعريف بنفسها أمام الجمهور، وتفقد مسانديها، وتكون آيلة للسقوط عند حدوث أي هزة تعصف بها.
وانطلاقا لما تقدم ومن واقع الأمس وحاضر اليوم في الجانب الإعلامي فان تلك الحقائق السالفة الذكر عن الإعلام قد استوعبتها كثير من مؤسساتنا الحكومية والخاصة والأهلية، فنحن اليوم نلمس تطورا إعلاميا ملحوظا في العديد من المؤسسات الحكومية، وعلى سبيل المثال جامعة عدن (بيت القصيد هنا) فإننا نجد تطورا متناميا في الجانب الإعلامي فيها وخاصة خلال العامين الأخيرين، وذلك للإدراك الموضوعي لأهمية المؤسسات الجامعية التي يعتمد عليها المجتمع ويراقبها باعتبارها مصدرا تنويريا وتثقيفياً له، ومن خلال الإعلام يمكن تبيان كل أنشطة الجامعة تجاه المجتمع، وتوضيح دورها في إثراء الحياة الثقافية والعلمية فيه، بل والتعريف بالجامعة ونشاطها الأكاديمي المتنوع، وبما تقوم به من ادوار في جوانب علمية وتنموية متعددة، الأمر الذي يحقق تواصلاً إيجابيا مع الجمهور والمجتمع وبقية المؤسسات المحلية، ويسهم في إيجاد الحلول العلمية للمشكلات والبحث في سبل تجاوزها والاتجاه لتطويرها.
ومن خلال متابعتنا خلال العامين الماضيين لنشاط جامعة عدن فقد لاحظنا أن دورها لايقتصر على الفعل خارج محيطها، وإنما الاستناد قبل ذلك على قاعدة الحياة الثقافية والعلمية والمعرفية داخلها، أي بين مراكزها العلمية وكلياتها، من خلال تعمق التواصل فيما بينها للقيام بالأبحاث والتعليم، والاضطلاع بالأدوار العلمية، وكذا توفير البيئة العلمية المواتية للباحثين والطلاب لإبراز قدراتهم في إبتكار الوسائل والأساليب العلمية الجديدة لحل معضلات المجتمع المختلفة.
أن الاهتمام بإعلام جامعة عدن يبين لنا مدى الاستيعاب لأهميته ودوره التنويري والتحفيزي للتنمية الحضارية للبلاد، وقد تمثل الاهتمام من خلال تحول أداء الإعلام الجامعي في جامعة عدن من الأسلوب القديم في التعامل مع وسائل الإعلام، أو في إرسال الأخبار والمعلومات والصور، إلى إتباع أساليب عمل جديدة منها استخدام أجهزة الكمبيوتر وكاميرات الديجتال والتعامل مع شبكة الانترنت بالتراسل، وهو مامكن إدارة الإعلام بجامعة عدن خاصة خلال العام الماضي 2010م، التي كثفت فيه الجامعة من فعالياتها العلمية بمناسبة احتفالها بالذكرى الأربعين لإنشائها، من إثبات نفسها على الخارطة الإعلامية للمؤسسات الأكاديمية في الوطن، وتمكنت من الإسهام بفعالية في إيصال رسالة الجامعة العلمية التنموية عبر وسائل الإعلام المختلفة بسرعة ويسر واقتدار، وبكفاءة طاقمها المحترف..، فتحية للجامعة في عيدها الأربعين، وتحية مفعمة بالتقدير والاحترام لكل وسائل الإعلام اليمنية والعربية والعالمية التي دعمت وأسهمت في تبليغ رسالة الجامعة العلمية التنويرية التثقيفية للجمهور اليمني والخارجي.
* ماجستير صحافة، مدرس بالتربية والتعليم م/عدن