صنعاء نيوز/ علاء الدين الشلالي - انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت عدد من الأغنيات التي يُـطلق على تسميتها بالأغنية الشبابية في اليمن، إسوة ببقية الدول العربية، ولكن بطريقة مغايرة فالأغنية الشبابية التي يؤديها الفنانون العرب تتميز بإيقاعها السريع وكلماتها المختصرة، وتصويرها بطريقة “الفيديو كليب”، ويظهر فيها الفنانون ومن معهم بأزياء متنوعة في أماكن تصوير مبهرة، مستخدمين جديد التكنلوجيا لإضافة العصرية على أغانيهم.
“في اليمن لا يجد المستمع والمتابع للأغنية الشبابية اهتمام مؤديها بالصورة، ولا بطريقة العرض، نظراً لاعتبارات عدة منها عدم وجود شركات إنتاج تتبنى أعمالهم التي عادة ما تكون ذات تكاليف مادية مرتفعة”، كما يقول الفنان هشام توفيق، الأمر الذي دفع عدداً من الفنانين اليمنيين الشباب إلى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية لنشر أعمالهم والمساهمة في انتشارها على نطاق أوسع.
ويرى الكاتب والناقد الفني جمال حسن، أنه “لا توجد أغنية شبابية في اليمن بالمعنى الدقيق للكلمة، عدا أنها تنتمي إلى جيل من المغنين الشباب، وهم غالباً يعتمدون على الأغاني القديمة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن المغنين اليمنيين الشباب هم أيضاً لا يعتمدون على أسس حديثة في أساليب الغناء، والتوظيف الموسيقي أو حتى في التسجيلات، هم فقط يعتمدون على آلة العود”.
ويضيف حسن القول، إنه “يحسب لتلك المجموعة من الشباب ما أضفوه على الأغنية اليمنية من نشاط وتجديد نسبي، على الأقل في التوظيف المقامي للأغاني، المتأثر بما هو شائع في العالم العربي، مع المحافظة على شخصية الأغنية اليمنية، بمعنى أن الأغنيات التي يغنيها أولئك الفنانون في الغالب تنتمي إلى فئة عمرية يمثلها جيل من الشباب، لكنها لا تنتمي إلى صيغة حداثية بالمعنى الموسيقي”.
الانتشار عربياً
استطاع عدد من الفنانين الوصول لذائقة الشباب اليمني ومنهم حمود السمه، وأحمد سيف، وهاني شيباني وغيرهم، بيد أن بعضهم تجاوزت أغانيه نطاقها المحلي مثل الفنان صلاح الأخفش الذي كانت أغنيته “يا ليالي”، الأكثر متابعة في منطقة الخليج العربي، بحسب إحصاءات اليوتيوب.
كما وصلت الأغنية إلى مسامع ملايين المتابعين العرب لتصبح أعلى نسبة مشاهدة لمغنٍ يمني شاب، عبر قنوات الفيديو المتداولة بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وهي ذات الأغنية التي أعاد عدد من مشاهير الفنانين العرب غنائها، كالعراقي ماجد المهندس والمغربية أسماء بسيط والسعودية موضي الشمراني.
ويرجح الفنان صلاح الأخفش نجاح أغنيته إلى “بساطة كلماتها التي خاطبت الشباب وكل فئات المجتمع التواقة للحب والرومانسية، بالإضافة إلى اللحن الهادئ المؤثر في النفس”.
و يقول صلاح “عندما أغني وأعزف على العود، أستمتع وأغني لأجل الفن، دون النظر لأي اعتبارات مادية، ويكفينا تقدير الجمهور، الذي أعتبره تكريماً لي، وللأغنية الصنعانية المتفردة بالعراقة والتنوع”.
أسباب سياسية
ومن الفنانين الشباب الذين ذاع صيتهم في اليمن في الآونة الأخيرة عدنان العطاس، الذي شكا ، الواقع الذي يعاني منه الفنانون الشباب في البلاد، قائلاً “هناك فنانين شباب كثر مبدعين على الساحة في حضرموت واليمن بوجه عام، لكنهم يواجهون تحديات جمة، لها تأثير مباشر على أحلامهم وطموحاتهم، ليس بالضرورة أن تكون جُلها مادية، حتى أن عديد من الشباب لا يستطيعون السفر إلى خارج اليمن لتنفيذ أعمالهم الفنية لأسباب سياسية”.
المشاركة في المسابقات
في المقابل يرى الفنان نصر عيسى وهو مدير فرقه “دندنة” الموسيقية بمدينة “عدن”، أنه “يجب على الفنانين الشباب تطوير ذواتهم والاهتمام بأنفسهم، وأن لا ينتظروا الاهتمام بهم من قبل الحكومة أو غيرها”.
ويقول عيسى ، “ليست كل الأغاني التي يؤديها المغنون الشباب مستساغة، بل إن بعضها مبتذل، وتحوي كلمات غير لائقة لا أخلاقياً ولا فنياً، هذه الفئة يجب أن لا نعيرها أي اهتمام”.
واتجه عدد من المغنين اليمنيين الشباب خلال فترة الحرب المندلعة منذ نحو أربعة أعوام إلى المشاركة في مسابقات اكتشاف المواهب الفنية التي تبث على القنوات الفضائية العربية، بهدف الانتشار، وكان أبرزهم عمار العزكي، وسهى المصري ومؤخراً، عمر ياسين المشارك في البرنامج الغنائي المسابقاتي “الزمن الجميل”، الذي يبث على قناة أبو ظبي الفضائية.