صنعاءنيوز محمد صالح البحري -
لا تزال الحقائق تتكشف، وينقشع الضباب، لتستبين سبيل المجرمين، الذين ملأوا الأرض قهرا وظلما وتفريطا. فالوثائق التي كشفت قناة الجزيرة عن وجودها ما هي إلا تحصيل حاصل، وإنما تأتي في سياق تأكيد المؤكد, حيث أن الممارسات الممنهجة والسلوك اليومي لطواقم سلطة أوسلو السياسية والأمنية لا يدع مجالا للشك بمدى تساقط هذه الفئة، ومدى اندماج مشاريعها السياسية والأمنية مع الاحتلال.
إن هذه الوثائق تبين مدى حجم التآمر الذي وصلت إليه سلطة أوسلو ورئيسها عباس على الشعب الفلسطيني ومقدساته وثوابته، وتظهر مدى انحراف واحتراف هذه الفئة للتضليل والكذب السياسي على الشعب الفلسطيني، بل مدى الخيانة العلنية عبر المشاركة في الحرب على غزة مقابل مصالح شخصية رخيصة.
كشف هذه الوثائق يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن سلطة فتح الحالية في الضفة المحتلة ما هي إلا مجموعة من العابثين والمقامرين بقضايا الشعب الفلسطيني كلها، وهي سلطة غير مؤتمنة مطلقا على مصير الشعب الفلسطيني ولا على قضاياه الوطنية. وإن هذا الكشف الخطير ليعتبر فضيحة مدوية لسلطة فتح، وإن ادعاءاتها بالتمسك بالثوابت سقطت إلى أسفل سافلين.
لذلك فإننا ندعو جميع الفصائل للتحرك الجاد وإعلان موقفها الصريح دونما أي تلكؤ أو تباطؤ تجاه هذا التلاعب الواضح واللهو الخطير بمستقبل الشعب الفلسطيني، بل بمقدسات الأمة كلها.
كما ندعوها للتحرك الجاد لعزل ومحاسبة كل المتورطين، والإطاحة بهذا الفريق التآمري عبر ثورة شعبية عارمة تطيح بفريق أوسلو ورئيسه.
وإننا ندعو أيضا لمحاكمة الطواقم السياسية والأمنية لسلطة فتح ومرجعياتها القيادية المتواطئة مع الاحتلال بتهمة الخيانة العظمى، فمثل هؤلاء الطغاة العابثين تجب محاكمتهم كمجرمين ومفرطين بالحقوق والثوابت.
وأخيرا فإننا على يقين بأن مصير كل الطغاة والعابثين إلى زوال، وأن حقوق ومقدسات الأمة لن يضيعها عابث رعديد، أو مصلحي منتفع، أو مفرط جبان، لأن الأمناء والأبطال في شعبنا وأمتنا كثر ولن يعدموا الوسيلة باستعادة الحقوق إن شاء الله.
|