صنعاء نيوز/ بقلم/ صالح حسين الشعيبي -
اليمن بشكل عام تتعرض لمؤامرة خارجيه كبيره من قبل عدة دول وكل دوله تريد ان تكون هي المسيطرة على القرار في اليمن وللأسف ساعدهم بعض النفوس الرخيصة التي تبيع نفسها من اجل المال ..
اعتقد ان الوحدة منذ التسعينات وما قبلها من خلال معايشتي للأحداث في الشمال قبل الوحدة حيث كان يعيش سكان المحافظات الشمالية في غفله من العالم وكانوا يعيشون في تطور لافت وسريع في جميع المجالات طبعا هذا الذي شفته .
فقد عايشت الأيام الأولى للوحدة وما تخللها من ارهاصات منذ عام 88 قوه صناعيه واقتصادية من خلال مشاركة أصحاب رؤوس الأموال المحلية مثل رجل المال والاعمال هائل سعيد وتجار آخرون- ورافق ذلك قوة اقتصادية في المجال الزرعي بدعم من الدولة وبمشاركة فاعلة للقطاع الخاص حيث حقق ذلك التطور الكبير قفزة كبيرة أيضا في مجال التعليم.. فقد شيدت الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية.
رافق ذلك التطور الاقتصادي والاجتماعي استقرار أمني لأبأس به ولو أن ذلك كان تحت مظلة الحزب الحاكم الأوحد المؤتمر الشعبي العام وافتقار لوجود ديمقراطية حقيقة حيث كان مجلس الشعب التأسيسي هو الواجهة الديمقراطية أنذاك وكلهم مهما اختلفوا لكن تحت راية حزب المؤتمر الشعبي العام وكانت أحول الناس في تحسن أفضل مما يعيشه أخونهم في المحافظات الجنوبية والشرقية.
لم تقتصر النهضة الاقتصادية على الداخل اليمني في شمال اليمن فقد حظي شمال الوطن حينها بسمعة جيدة وتعاون الاشقاء في مساعدة الدولة الناشئة حينها حيث كان الجواز الشمالي مقبول في مختلف دول العالم – وتذكر هجرة أعداد كبيرة من شباب المحافظات الجنوبية والشرقية الى شمال اليمن لغرض الهجرة الى دول الخليج والسعودية بجوازات شمالية حيث كان مرحب بكل من يأتي الى شمال اليمن من أبناء الجنوب لغرض الهجرة او العمل والاستثمار في المحافظات الشمالية وهذه التسهيلات لا ينكرها الى جاحد والأجمل من ذلك أن ابن الشمال يكن مشاعر طيبة نحوا أخوه القادم من أبناء جنوب اليمن ولسان حال الجميع يحلم بالوحدة المباركة وحصل تفكك للاتحاد السوفيتي حينها ورب مضرة نافعة يقول المثل اليمني ساعد ذلك في التسريع بإعلان الوحدة المباركة التي كان يعيشها الشعب اليمني للأسف في المهجر وفي بلدان كثيرة تجد اليمني يعيش مع رفيقه اليمني وكأنهم أسرة واحدة موحدين متحابين .. ومن خلال قراتي للأحداث أعتقد أن المملكة البريطانية سلمت الجنوب بعد خروجها للاتحاد السوفيتي ليس حب في الجنوب ولكن انتقام فتغير كل شيء.. عاش أبناء المحافظات الجنوبية في عهد الاستعمار حقيقة طفرة وازدهار اقتصادي واجتماعي وكان الجنوب يعد من افضل الدول العربية تطورا ولكن عقابا لأبنائه تم تسليم بلدهم للاتحاد السوفيتي .
وكان لأبناء الجنوب عقاب فتحولت دولتهم من دولة متقدمة ثقافيا واقتصاديا وعلميا الى حافة الفقر كون أبناء الجنوب تفاعلوا مع الثورات العربية في حقبة التسعينات وجاءت فرصة الوحدة مواكبة للزخم الثوري ومطلب جماهيري لأبناء المحافظات الجنوبية – والوحدة لم تكن طرفا سياسية فحسب بل مطلب شعبي وجماهيري أيضا وفعلا تحقق حلم اليمنيين في الوحدة يوم 22 مايو 1990م .
دول عربية سارعت في مباركة الوحدة اليمنية والقليل منها تضايقت من الوحدة اليمنية فهي لاتريد لليمن خيرا وبدلا من تفرغ الساسة اليمنيين لعمل خطط وبرامج تنويرية وتنموية تنهض باليمن وبناء جيش للدولة اليمنية الكبيرة الناشئة في شبه الجزيرة العربية لتصبح دولة كبرى ومحورية بدأت المؤامرات تحاك ضد اليمن وللأسف في مطابخ عربية حيث بدأت الأمور تتضح من خلال تشجيع القبيلة ودعمها للنفوذ القبلي المتخلف نفوذ المشايخ وإعادة المشيخات في جنوب الوطن بعد اندثارها وجاء ذلك بتشجيع ودعم من الدول الصديقة والشقيقة وتم منحهم مرتبات ومنح دراسية لأبنائهم وكذلك منح علاجية ’ كما تم تشجيع الأحزاب تحت مسميات الديمقراطية والتعددية السياسية وهذا ليس حب في اليمن حيث بدأ باب التدخل الخارجي من خلال زرع الفرقة بين أبناء اليمن الواحد الموحد من خلال الأحزاب تارة ومن خلال نغمة هذا شمالي وهذا جنوبي وهذا سلفي وهذا شيعي وهذا حوثي الخ وكل هذا بأشراف ودعم خارجي لزرع الفتنه بين ابناء اليمن وبهذه الطريقة وجد التدخل الخارجي وشرع ذلك ونحن نعي ولدينا القدرة أيضا في حل مشاكلنا لأننا نتصف بالحكمة والطيبة هذا هو الشعب اليمني.
والمشكلة صبت على رؤوس أهل اليمن في الشمال والجنوب للأسف فلم ينجو منها احد مع العلم اننا موحدين من قبل الوحدة كشعب وليس كحكام ورؤساء ومسئولين.. ومع الأسف لم نعي وجود نفوس مريضة شغلها الشاغل زرع الفتنة والفرقة وتجتهد في الترويج للألفاظ العنصرية التي تزيد من هوة الفرقة بين الأسرة اليمنية الواحدة وهذا لايعني اننا نجهل هذه الدعوات وهذه الفئات الضالة التي لاتريد لنا خيرا فنحن شعب عريق وكريم لن تهزمه العواصف المفتعلة ولن تتمكن قوى الشر التي ترى في تقدمنا وتماسكنا قوة عربية وإسلامية هدفها حماية الأمة العربية والإسلامية.
ندعو الله ان تزول هذه الغمه ويغير الله حال اليمن الى أحسن حال كما لايفوتني من خلال هذه السطور المتواضعة أن أوجه دعوتي لأخواني في اليمن وخارجه بان يكن التصالح والتسامح على أولويات أجندتهم خلاص الكل جرب الخيانة والعمالة والارتزاق ولم يعد لهذه المشاريع مكان بين أهل اليمن واقصد شريحة المتعلمين والمثقفين الذين ننتظر منهم العمل الجاد لإيقاف نزيف الدم فالقاتل يمني والمقتول يمني أيضا كفاية دمار وكفاية فتن ارفعوا أغصان الزيتون بدلا من البندقية فمعاول الهدم لابد ان تتوقف وأن تستبدل بفتح المدارس والمعاهد والجامعات.
فاليمن لايستحق منا كل هذا .
|