صنعاء نيوز/ مصطفي العبسي - ١١. الشرعية
تملك الشرعية جيشا من الموظفين والوزراء وملحقاتهم - معظمهم يعيش خارج اليمن. كانت التوقعات لهؤلاء عالية في ظل الظروف الصعبة التي مر ويمر بها اليمن وفي ظل الحاجة لجهود حثيثة لخلق حلول تساعد على التخفيف من وطأة هذه الظروف. ظل أداء هؤلاء محدودا باهتا بل واحيانا مضرا. تعمق انطباع شعبي وهو أن اتباع الشرعية هم مجموعة من الفاسدين، الكسالى، محدودي الخيال والتفكير، يبحثون عن طرق لإثراء أنفسهم ومتناسين مسئولياتهم.
بالطبع هذا الانطباع قد لا يكون دقيقا وهو لا ينطبق بالضرورة على كل المستفيدين من كيان الشرعية لكنه يظل الانطباع السائد مع عجز او محدودية من يترزقوا باسم الشرعية حكومة ومستشارين وجهاز اعلامي وامني.. إلخ.
نقتنع الان ان الشرعية المؤقتة وبالطريقة التي تم بناؤها هي تجربة فاشلة تزيد مأساة اليمن تعقيدا. بالتدريج اصبحت جزءا من المشكلة وليس من الحل. ورغم برجماتية التشكيلة عند بدايتها قبل أكثر من اربع سنوات لكن فشلها كان جزء من تكوينها. مثلها في ذلك مثل ما يسمى بالمبادرة الخليج ومخرجاتها. مبادرتان تقفان على مسلمة خاطئة وهي ان الرعاة يريدون الحفاظ على بلد آمن ومستقل في اليمن. نزاهة من يقف خلف الشرعية وخلف المبادرة مشكوك فيه حد العظم. اذاً أسباب الفشل كثيرة هنا والفرصة التي اتيحت لأعضاء الشرعية تضيع كل يوم. الكسل الذهني وفقدان القدرة على التكيف مع التحديات وغياب قيادة يقضه محترمة وضع الجميع في مأزق الآن.
قبل سنة ونصف نبهنا إلى محدودية قدرة فريق الشرعية في التعامل مع متغيرات طبيعة المعركة التي تواجهها اليمن. وذكرنا امثلة من العجز الدبلوماسي المريع. وخسرت الشرعية الرهان. لولا نقود السعودية والإمارات لكانت قرارت اممية جديدة اتخذت عكس القرارات السابقة. احسسنا ان ديبلوماسية الشرعية تبدو كمجموعة مهرجين وصلوا من الهزل انهم فتتوا القضية القوية التي كانت معهم. وكأنهم يعملون ضد فكرة الشرعية أصلا. يرتكبون أخطاء دون ان يدركونها ويركزون على بيع الهواء والكلام الفارغ. شعرت بالحزن والعطف على أحدهم ذات مرة في حوار لم أرد ان أكون طرفا فيه. شعرت إلى أي حد اليمنيون مغلوب على امرهم. بين مطرقة دموية الحوثيين وسندان شرعية مرتهنه وضعيفة على أكثر من صعيد.
مغلوب على امرهم أولئك الذين اضطرتهم الظروف ان ينضووا تحت راية الشرعية سواء من موظفين او عسكريين.
الأرقام تتحدث عن اكثر من ٩٠% من اتباع الشرعية اليمنية يعيشون خارج البلاد متنقلين من بلد الى اخر ومن فندق الى اخر بين عواصم عدة بحثا عن مناسبات للالتحاق بها او حفلات للظهور والتصوير. في حين تعيش العديد من المدن اليمنية فراغا من النظام والخدمات الأساسية وغياب أي مؤسسات رسمية لتنظيم حياة الناس.
بدأ البعض يرى خطر الشرعية مثل خطر الحوثيه.
ويشيرون إلى عدن ومناطق أخرى تحررت من الحوثي لتحتلها الفوضى والعنف. وقوى الشرعية واتباعها يتحدثون عن مؤامرات دون اي تحركات دفاعية للحفاظ على المكتسبات. عندما تقع المناطق المحررة من الحوثي في براثن الانفلات وماسي التدهور الأمني والاقتصادي تضيع فرصة أخرى للشرعية لكي تثبت مبرر بقائها. يصل الأمر إلى مستوى أسوأ عندما يشير البعض الى الشرعية واتباعها كجزء من مكون الخراب وربما تضم عناصر هي من يسبب هذا التشرذم والضعف.
يعيش افراد الشرعية خارج اليمن. خوف (او جبن) وفساد وخمول وتلطع بين الفنادق والمدن. والشعب يعيش تحت رحمة العصابات والحوثي وقنابل التالحف العمياء.
من اَي الأبواب ستدخلون التاريخ يا بشر؟
ليس من أوسعه بالتأكيد ....
=======
(انطباعات عن ٣٠ اسما مؤثرا في اليمن الان. هي انطباعات شخصية قائمة على ملاحظات لأحداث جارية. الأسماء لأشخاص او أماكن او احداث اثرت سلبا وايجابا على حياة الناس في هذا البلد الحزين. ثلاثين يوما و ٣٠ اسما اقدمها بعدٍ تنازلي) |