صنعاء نيوز بقلم :سوسن زهدي شاهين - منذ ثورة الياسمين في تونس وأنا أحاول أن اصمت وارقب الوضع لانتظر ماذا يحدث لكرة الثلج تلك التي باتت تجتاح الشعوب العربية والتي أطلق شراراتها في العلن الشهيد البوعزيزي ، لكن يبقه الله اعلم بمن اطلها في الخفاء ، فما يدعي الاهتمام والملاحظة أن ما يحدث على الساحة العربية ابتداء بتونس إلى مصر واليمن والسودان والى غيره غيره من الدول العربية التي باتت أنظمتها لا تتعامل إلا بلغة واحدة وهي لغة الأمن في ظل رغبات تتزايد وترتفع من العدل والحقوق إلى إزالة الانظة والإطاحة بها مما يشير انه يجب اتخاذ تغيرات هيكلية سريعة دون تباطيء ووضع خطة طوارئ لا لقانون يبقى الحكومات والانظة على مدار طويل بل على العكس تماما خطة طوارئ لإسكات الناس لمنع غضبهم ورفع الظلم عنهم .
لنعيد الأمور إلى نصابها ولنعمل على التحليل انه وقت الصراع والجدل انه وقت جلد الذات والمحاسبة لكل الأحزاب الحاكمة في الأنظمة العربية ، التي قست داخليا على منتسيبها وخارجيا على أبناء الشعب والمعارضة ، بالقمع والاستبداد، أن الأوان كسر الصمت للأنظمة العربية عليهم كسر صمتهم السياسي عليهم أن يقدموا قرابين من اجل إرضاء الشعوب الغاضبة والحفاظ على امن بلادهم.
دعوني هنا أذكركم بمقالة كنت قد كتبتها في 28تشرين الأول (أكتوبر) 2010 تحت عنوان " من سعيد تريب الأوراق العربية إيران أم لبنان" دعوني اذكر بعض المقتطفات التي وردت في ذلك المقال :-
"لو أخذنا الثالوث السياسي في المنطقة العربية ومدى القوة وحللنا كل وضع عربي على حدا لو جدنا أن الثالوث كان مرسوم كالتالي من بلاد الشام المملكة الأردنية الهاشمية ، ومن الخليج العربي المملكة العربية السعودية ومن إفريقيا مصر كان هناك ثالوث يجتمع الشرق الأوسط عليه وبالتأكيد كلهم يتمركزون حول نقطة إستراتيجية ومركزية وهي الدور الذي يلعبونه في المنطقة وبالأخص في الصراع الإسرائيلي العربي أي في القضية الفلسطينية"
وهذا يعيد وينبهنا إلى أن ما يحدث في المنطقة العربية هو خطر وتونس ما كانت إلى البداية التي تعمل على إبعاد الأنظار عن المخطط لإفشال هذا الثالوث بغض النظر عمن سيكون وراءه لكن الهدف هو تفتيت المراكز القوية في الشرق الأوسط هاهي مصر على بداية الهاوية وقد كتبت عن مصر بعض المقتطفات أعيد ذكرها وقد كنت حذرت منها إذا أني كنت قد ذكرت في هذا المقال الفقرة التالية وهي :
"أما جمهورية مصر العربية فلم تعد قادرة على الهاء أل سبعون مليون مواطن لديها من رصد الانتهاكات الحقوقية والإنسانية التي يرتكبها بعض الأفراد في سلك الشرطة والتي بدورها تعكس تصرفات ضد الإنسانية سواء من تعذيب أو تنكيل بالمعتقلين وآخرهم ما نشر على موقع اليوتيوب وهو اعتداء الحرس على الطالبة المحجبة في إحدى الجامعات المصرية ونشر من خلال الفضائيات عدى عن الشريط الذي نشر حول الاعتداء وانتهاك عرض احد المعتقلين في سجون المصرية ، وأيضا دخولهم الآن في أزمة الانتخابات تحت الرقابة الدولية والتنافس الكبير ما بين أن يكون الحكم وراثي أي أن يكون نجل الرئيس المصري جمال مبارك هو الرئيس القادم للحفاظ على الحزب الحاكم ووجوده أو أن يكون الرئيس القادم هو البر ادعي، ولا ننسى أن مصر يعاني العديد من أبنائها الفقر ويعشون في مناطق عشوائية عدى عن الأوضاع الاجتماعية السيئة التي تمر بها تلك لعشوائيات والتي تؤثر على العامل النفسي وعلى السلوكيات والتي بدورها ستكون التربة الخصبة لتغلل الإخوان المسلمين أو غيرهم من خلال استغلال حاجات الملايين الذين يقطنون تلك العشوائيات وبالأخص الشباب منهم الذي فقد الأمل في أن يحصل على فرصة المساواة العادلة في طبقة اجتماعية وجدت في مصر إما فقير وأما غني دون إيجاد طبقة وسطى تحد من الفقر أو تحد من النقمة على أصحاب السلطة والجاه إما بخصوص الدور المصري بعد الانقسام الفلسطيني الفلسطيني إذ تلعب مصر دور مقيدا يعتمد على تطور علاقاتها مع إسرائيل من طرف وعلى مدى مقدرتها على شد الحبل من جهة حركة حماس وعلى المصريين أن يدركوا انه إذا فشل ملف المصالح وسحب من الطرف المصري باتجاه الطرف السوري أو الإيراني فإن مصر سوف تخسر الكثير وبذلك تكون قد فقدت سحرها في المنطقة العربية وبأنها هي الأم الراعي لدول العربية لذا على الحكومة المصرية إعادة السيناريوهات لديها من جديد وترتيب الأوراق وفتح حوارات مع كل الأطراف بإيجاد مسافة بينها وبين تلك الإطراف بإستراتيجية نوعية وجديدة لتعيد الإمساك بزمام الأمور وعليها طرح مبادرات جديدة ."
أما المملكة الأردنية الهاشمية دعوني أذكركم بما قلت " أما الأردن فقد أغرقت بالعمالة الوافدة وأصبحت تعاني من البطالة المقنعة تحت بند الانفتاح على العالم ولسوف تعاني المملكة الأردنية من أزمة اقتصادية خانقة على المدى البعيد أو لربما القريب في حال بقي الانفتاح لديها في استقبال العمالة الوافدة فقط والسياح دون استقطاب المستثمرين من اجل القضاء على القنبلة الموقوتة داخلها ألا وهي البطالة المقنعة الأردن بلد يتمتع بالاستقرار ولهدوء وتعتبر الأجهزة الأمنية في الأردن من اقوي الأجهزة في منطقة الشرق الأوسط وتستطيع السيطرة على مجريات الأمور لذا على الحكومة الأردنية أن تحد من المشاكل التي سف تخلق لديها أزمة اقتصادية مستقبلية سوف تنعكس أثارها على الوضع السياسي هناك وعليهم تقديم عروض جديدة ومغرية استثمارية لاستقطاب المستثمرين الأجانب والعرب للاستثمار في المملكة الأردنية الهاشمية لا استقطاب العمالة الوافدة على حساب المواطنين الأردنيين" . وإذا كانت الحكومة الأردنية تود تلافي كرة الثلج المتدحرجة والتي أن أطاحت بنظام الرئيس مبارك لن تقف عند ذلك بل سوف تطيح بكل ما هو عربي آخر على الملك الأردني الآن إقالة الحكومة بتروي ومنح تسهيلات للشعب ووقف العمالة الوافدة ، لكن بتروي وحذر لان هذه الكرة سوف تبقى تطلب المزيد والمزيد إلى حين الوصول إلى مرحلة الإشباع لذا عليهم رسم إستراتيجية سريعة وتطويق الأمور والنار وإطفائها قبل أن تلتهب في المنطقة بأكملها .
إن ما حدث في تونس وأدى إلى الإطاحة بنظام الرئيس بن علي ما هو إلى رسالة إلى كل الحكومات في المنطقة العربية ولا نستثني منها احد وهي رسالة أيضا لسلطة الوطنية الفلسطينية كذلك ، ورسالة للغرب والى إسرائيل، انه لم يعد هناك من أي تحالفات سياسية فالتحالف الأوحد القوي هو التحالف مع الشعوب ، لكن في نفس الوقت على الشعوب أن تحذر وتنتبه لان هناك كثيرين سوف يركبون موجة الغضب هذه وتجيرها ليس للمصلحة العامة بل لمصلحتهم فالكل هنا ينتظر ويتربص من اجل أن يركب موجة النصر . وعلى الزعماء العرب أن ينتبهوا ولا يثقوا بأصدقائهم الغربيين فمصيرهم إذا أصرت الشعوب لن يكون بعيد عن بن علي وسوف تغلق الأبواب في وجوههم ، لربما سوف يجدون من يستقبلهم ، أما انتم يا رجال الأمن فلا مفر لكم، والشعب لن ينسى ما لقيه على أيديكم من ضرب واهانة وإذلال وقهر فتريثوا قبل أن تمتد أيديكم لتلحقوا الأذى بمواطنيكم، وخذوا العبرة من كتائب امن شاه إيران وما لحق بهم بعد رحيله عنهم، وتذكروا كتائب امن زين العابدين وهم يهربون من غضب الشعب التونسي عبر المنافذ البرية والبحرية وهم في خوف رهيب.
بات المشهد العربي خلال العقدين الماضيين أكثر تشابكًا وتداخلًا بين خيوطه يعجز معه المحليين والمراقبين تحديد أي القضايا المطروحة على الساحة العربية، هى قضية العرب الأولى. وفى الفترة الأخيرة ازداد الوضع تعقيدًا، وصاحبه مزيد من الحيرة والقلق فى تحديد أي من قضايا العرب حاليًا أكثر خطورة. فلأول مرة من المحيط إلى الخليج يصبح العالم العربي كله بمثابة كتلة نار مشتعلة تتدحرج وسط حقول القمح اليابسة لتقضي على الحاضر والمستقبل. وتكاد صورة العالم العربي حاليًا تكتسي بالسواد: بين تمزيق وتقسيم، وفتنة طائفية وصراعات دينية، بين شغب وثورة ضد القهر والظلم وبين هذا وذاك صراع بين الأخوة وحرب على الجاه والسلطان.
هذا هو في الواقع مُجمَل الوضع في عالمنا العربي حتى كتابة هذه السطور، المستفيد منه فقط قوى إقليمية متربصة لسقوطه للانقضاض على لالتهام ونهب ثرواته والتحكم في مقدراته وإمكانياته.
وإذا ما انتقلنا إلى الحديث عن أعراض مرضية أخرى يعاني منها الجسد العربي نجدها في أحداث الفتنة الطائفية والصراعات الدينية التي اجتاحت عدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة، فإلى جانب العراق، تبرز الفتنة الطائفية بأبشع صورها فى لبنان ومصر، والتي باتت أقوى العناصر المهددة لاستقرارها الاجتماعي والسياسي. فالأخيرة ترزح منذ سنوات تحت وطأة الانقسامات الطائفية والصراعات الدينية بين المسلمين والأقباط والتي بلغت ذروتها مع تفجير كنيسة التقديسيين فى الإسكندرية. ناهيك عن الانقسام الفلسطيني الأخطر .
ورغم المحاولات الشعبية لتهدئة الأوضاع المضطربة، لكن الجهات الخارجية تنفخ في نيران الفتنه الطائفية لتشعلها بأي ثمن. ومع ذلك فالأوضاع داخل مصر مرشحة للانفجار بقوة لتدخل أرض الكنانة في دائرة حرب أهلية غير مسبوقة بين المسلمين والأقباط.
ولعل السيناريوهات التي يضعها الخبراء والمحللون لمصر لا تختلف عن السيناريو الذي تشهده السودان وتونس حاليًا.واليمن ولربما السعودية لاحقا وحتى المملكة الأردنية الهاشمية في حال لم تتم السيطرة على الأمور.
لا شك أن حالة الاحتقان الداخلي في مصر، على جميع المستويات قد تنذر باشتعال الانفجار المرتقب في أي وقت، لتكون أم الكوارث على العالم العربي نظرًا لما تمثله مصر من مكانة إقليمية وعربية تاريخيًا وفى الوقت الحاضر، مما يجعل سقوطها بمثابة انهيار كامل للعالم العربي، وليس لنفسها فقط.
وحال الفتنة الطائفية فى لبنان ليس أفضل منه، بل أشد وطأة، نظرًا لعدم إدارة القيادة بشكل جيد وكيل الاتهامات لكل من الحكومة الإيرانية بالوقوف خلف حزب الله أو حتى لسوريا مما يخلق توتر كبير لقد صافحت إيران اليد العربية من إيران فصافحوها الآن قبل أن تترتب الأوراق العربية بطريقة فارسية.
ولعل الأوضاع الأخيرة التي أعقبت حل حكومة الحريري خير دليل على المصير المجهول الذي ينتظر لبنان خلال الفترة القادمة، وبخاصة بعد أن أجمع الخبراء والمتابعين للشأن اللبناني على أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من الدخول فى دارة مفرغة تؤدي لحرب أهلية جديدة تلعب قوى إقليمية دورًا حاسمًا فى إذكاء نارها وإشعال لهيبها.
ومن غير المستبعد أن يفيق العالم العربي على واقع جديد فى لبنان بين ليلة وضحاها، خاصة مع اقتراب الموعد الذي ستعلن فيه المحكمة الدولية نتائج التحقيقات بشأن المسئولين عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري خاصة إذا تذكرنا تهديدات السيد حسن نصر الله، بقطع يد كل من تمس أي من قيادات الحزب في حال إثبات تورطه.على أية حال فالمتأمل حاليًا فى المشهد العربي، وبنظرة تعمق وتمعن لا يمكنه أن يدرك سوى شيئًا واحدًا فقط هو أن تلك الأمة في طريقها لاستخراج شهادة وفاتها، وأنها حاليًا في مرحلة الموت الإكلينيكي، لكن يقيني التام وإيماني المطلق بأن هذه الحالة، هي التي يريد أعداء الأمة أن يصل من خلالها أبنائها إلى فقدان الأمل المصحوب بمشاعر الإحباط واليأس، يجعلني أكثر ثقة فى أن تلك الأمة سوف تستفيق، وتعيد حساباتها مجددًا، وأن بارقة الأمل التي خرجت من تونس الخضراء قد قلبت كافة الموازين، وأعطت الأمل لأبنائها، أنهم في استطاعتهم تغيير الوضع أي كان الثمن، وليعودوا كما كانوا "خير أمة أُخرجت للناس". |