صنعاء نيوز/ بقلم :ضياء الراضي - إن الشيء الذي بعث من أجله الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-الأقدس هو إصلاح الناس والسير بهم نحو الخير والرحمة وإنقاذهم من الهاوية ومن الجاهلية التي كان يعيشها مجتمع الجزيرة وبالأخص مكة وما حولها حيث تسلط القوي على الضعيف وانتشار الربا واستعباد البشر إلى غيرها من صفات منبوذة فأتى النبي الخاتم-صلى الله عليه وآله وسلم- رافعًا شعار التغيير والاصلاح وكان هدفه اصلاح المجتمع والسير به نحو هداية المجتمعات الأخرى وكان من أهم الأمور التي بعث إليها -صلى الله عليه واله وسلم- ألا وهي نشر الأخلاق الإلهية الحميدة وكيف وهو صاحب الخلق العظيم الذي وصفه العلي الجبار بمحكم كتابه(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )4)القلم ) وهو القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)فأراد المصطفى الأمجد نشر هذه الأخلاق والتي فيها تكامل للفرد والمجتمع وهي تقرب العبد من ربه وعلى العكس من الأخلاق المذمومة التي نهى عنها العلي القدير من كذب ونفاق وغيبة وظلم وسرقة وقتل وإلى آخرها فإنها أفعال وصفات مذمومة تحجب الإنسان عن معرفة الحق وصاحب الحق وتزيد الضبابية لدى الإنسان فلذا نهى عنها الشارع المقدس وهنا إشارة لسماحة المرجع الصرخي بهذا الخصوص خلال بحثه الأخلاقي "السير في طريق التكامل" قوله
(التخلّي عن الصفات الرديئة
الثابت عقلًا وشرعًا أنَّ النفس المجردة باقية أبدًا بعد مفارقتها للبدن، ونتيجتها أما متنعمة دائمة أو معذبة دائمًا، والتذاذها وتنعمها يتوقف على ما تحصل عليه من الكمال والسموّ، ومراحل كمالها من الناحية النظرية: هي الإحاطة بحقائق الموجودات ثم الترقي منها إلى معرفة الله- سبحانه وتعالى- والوصول إلى مقام التوحيد الخالص، من الناحية العلمية: هي التخلي عن الصفات الرذيلة والرديئة والتحلي بفضائل الأخلاق المُرضية ثم الترقي منه إلى الإيمان بالغيب بصورة مطلقة وعملية وتطهير السرّ عمّا سوى الله وهذا معناه: إنَّ النفس لا تكون مستعدة للترقّي في المقامات والفيوضات الإلهية ولا تصل إلى السعادة الأخروية ما لم تحصل لها التخلية عن الرذائل والتحلية بالفضائل، فالأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس كما تحجب الأوساخ من ارتسام الصور على المرآة.)انتهى كلام المرجع المحقق
فعلى الإنسان أن يتخلى عن هذه الأخلاق والصفات وينتهج نهج الصالحين ويتزود بأخلاق الأئمة وجدهم الأمين ليحظى بالفيوضات الإلهية والمعارف الربانية .
مقتبس من البحث الأخلاقي "السير في طريق التكامل" لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله- |