صنعاء نيوز - ويحتفل العالم هذه السنة أيضا بمرور 70 عام على صدور رواية "1984" لجورج أورويل.
يبدو ان 1984 ستكون رواية كل العصور، إذ ما أن يدخل البشر عصرا تكنولوجيا وسياسيا جديدا حتى يعيدوا قراءة الرواية ليجدوها تنبأت بما يحصل.
تتخيل الرواية سقوط العالم تحت حكم دول شمولية تتحكم في كل شيء.. حياة الناس العامة وحياتهم الخاصة.. وتراقبهم داخل بيوتهم عبر شاشات تلفزيونية تسجل أدنى حركاتهم واصواتهم، وتراقبهم في الشوارع والعمل عبر صور "الاخ الأكبر" الذي يتابعهم بعيونه ذات النظرات المرعبة أينما حلوا.
ان النظام الاستبدادي في الرواية لا يتحكم في الحاضر فقط بل يتحكم في الماضي أيضا. فهو يعيد كتابة التاريخ وكتابة الصحف والكتب كل مرة لتتناسب مع التغيرات الحادثة في السياسية حتى او اختلفت إعادة الكتابة عما سبقها اختلافا كليا.
دولة "اوشينيا" العظمى تتحكم حتى في أفكار الناس وتقرؤها فلا مجال للاختلاف حتى داخل الدماغ. وهناك شرطة مرعبة هي شرطة الفكر تراقب وتستبق كل محاولة للتفكير المخالف وتسحقها قبل ان تتبلور.
حتى الأطفال في هذه الدولة يتم تدريبهم منذ الصغر للتجسس على آبائهم والتبليغ عنهم اذا شكوا في "خيانتهم"!
الحب محرم في هذه الدولة ويعتبرونه خطرا على الدولة والحزب، والعلاقات الجنسية مراقبة وهدفها الوحيد هو انجاب أطفال جدد لينضموا للحزب.
حتى اللغة تمت إعادة صياغتها لكي تكون لغة مسطحة لا تعبر عن أي فكرة. وقد أضاف المؤلف ملحقا في نهاية الرواية يشرح فيه قواعد "الكلام الجديد " للدولة الشمولية.. الكلام المفرغ المسطح لأن اللغة بحد ذاتها صارت مفرداتها محدودة جدا وصارت اغلب الكلمات محرمة وقد تكون عقوبة ترديدها الموت.
وعلى جدران الوزارات ترتفع الشعارات الثلاثة لدولة الخوف والرعب:
الحرية هي العبودية
الحرب هي السلام
الجهل هو القوة..
لا معنى هنا للكلمات..كل كلمة تعني نقيضها.. فوزارة السلام هي المسؤولة عن الحرب ووزارة الحب هي المسؤولية عن التعذيب والإعدام..
مع دخول العالم عصر الرقابة الشاملة عن طريق الانترنت، وقدرة الحكومات على مراقبة كل شخص داخل بيته وخارجه عبر تقنيات التجسس الإلكترونية، ومع انتخاب ترامب وكذباته الدائمة وحديثة عن "الحقائق البديلة"، ومع صعود الأنظمة الشمولية والنظام الشمولي في العالم تعيد رواية 1984 طرح نفسها لتقدم مفاتيح لفهم عالم الرقابة الشاملة، وتزوير الحقيقة، وتفريغ اللغة وتفريغ الأفكار من مضامينها.
لا زالت الرواية تتصدر قائمة المبيعات منذ صدورها عام 1949 وحتى اليوم.
............................
* الرواية مترجمة إلى العربية ومتاحة على النت pdf |