صنعاء نيوز،/ أحمد سيف حاشد -
البلاش يتعمم .. و فرض مزيدا من الواجبات التي يلقى عبئها على المجتمع، و
بالمقابل التخلي المستمر من كل إلزام أو مسؤولية أو واجبات من قبل السلطة
حيال المجتمع.
حتى الأمن و الذي هو حراسة لسلطتها في المقام الأول يجري التخلي عن بعض
التزاماته، و يتم إلزام أصحاب المحلات بشراء كامرات مراقبة للشوارع
العامة .. يريدون كل شيء ببلاش و لا يريدون تقديم أي شيء إلا إذا كان
يوفر لهم مالا و ربحا سخيا..
ليس لديهم مفهوم للدولة و لا حتى لسلطة الأمر الواقع التي من المفروض
عليها قانونا و قبلها اخلاقا وقوع التزامات مهمة على عاتقها حيال
المجتمع، و لهذا فإن تخليها المستمر عن تلك الالتزامات و وصفها بالجائحة
من قبل البعض فيه مقاربة أو غير بعيد في أفضل الأحوال..
التخلي عن كل الالتزامات التي كان يتعين على السلطة أداءها و الالتزام
بها، و من ضمنها رواتب المعلمين، ثم تفرض خدمة التدريس الإلزامية، لتتحلل
تماما من التزامها بدفع رواتب المعلمين المقطوعة، و يجعل “تجويحها” في
الوصف جائز جدا..
فرض الخدمات المجانية الإجبارية على المجتمع، و بالتالي توفير الكثير من
المال للسلطة التي كان يقع عليها التصدي لمسؤولياتها و واجباتها، و من
دون مقابل أكثر من الصدقة التي تفكر بمنحها، يتأكد لنا إنها سلطة جباية
مستبدة، طالما لا يقابل جبايتها أي التزام أو مسؤولية حيال المجتمع
المثقل بها.
إنه مزيدا من فرض الأعباء على المجتمع، و في المقابل التخلي عن الخدمات
التي يتعين على السلطة توفيرها. و فوق هذا هو إجراء انفصالي يتم اتخاذه
من طرف واحد، و فرضه إجباريا على المجتمع الواقع تحت سلطتها، و بمساحة
تكاد تكون شطرية، بل هو تكريس لواقع شطري فرضته الحرب و أطرافها المحليين
و الدوليين، و تكريس لأهم مخرجات الحرب على الواقع.
كثرة الجباية التي تُوقعها السلطة على مجتمعها، و في المقابل تخلي الدولة
أو تلك السلطة عن التزاماتها هي من علامة انهيار السلطات أو الدول التي
تحدث عنها عالم الاجتماع الشهير ابن خلدون، و ربما تتفق مع مقولته
المشهورة “الظلم مؤذن بخراب العمران”..
https://yemenat.net/2019/07/353426/ |