صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف - الحروب وان تنوعت تسمياتها, فهي مرادفات الدمار والأمراض والمجاعة والتشريد , تعمق جرح المجتمع وتجاوزه يحتاج الى وقت طويل وصبر , اذا ماذا يجري لليمن ؟ لماذا يتقاتل ابنائه ؟ وعلى ماذا ؟ اسئلة تتكرر دوما ولكنها بحاجة إلى اجوبة… سنوات تمر والبلد في حالة حرب مستمرة ارهقت المواطنين وتحولت الى جزء من الحياة الطبيعية , انها حرب منسية , القيادات السياسية اليمنية من كافة الأحزاب تتحمل جزء كبير من نتائج هذه الحرب لانها تجاهلت منذ البداية البحث عن حلول سلمية لكل القضايا والمشاكل ترضي كل الأطراف وفي إطار البيت اليمني من دون تدخل أو وصاية خارجية . اذا ما استمرت الحرب فانها ستزيد من معاناة الشعب والوطن , الكل فيها خسارون , فقد حان الوقت لايقافها وتغليب صوت العقل والحوار والحكمة . الصحافة الأسبانية بكافة أطيافها السياسية انتقدت منذ اللحظات الأولى تدخل قوات التحالف العربي في اليمن لانها كانت تدرك جيدا بان المدنيين الأبرياء سوف يكونون أهداف وسوف تنتج عنها عن سقوط ضحايا . حسب التقديرات الدولية , منها منظمة العفو الدولية, منذ انطلاقة العمليات العسكرية العدوانية لقوات التحالف في 25 مارس 2015 وصل عدد الضحايا إلى 17640 بين قتيل وجريح والعدد في تزايد , بينما يعاني أكثر 14مليون شخص من نقص في المواد الغذائية وسؤ التغذية بالاضافة إلى تعرض الممتلكات الشخصية والعامة إلى دمار كبير. في الوقت الراهن نلاحظ ارتفاع موجة العداء والنعرات القبلية والمناطقية والكراهية والحقد الأعمى بين اليمنيين شمالاً وجنوباً , تجعلنا نشعر بالألم والحزن , انها مأساة حقيقية , بعض الأجيال القديمة مازالت تعشعش في عقليتها الحقد والثأر بينما الأجيال الجديدة تفتح عينهاعلى حروب وأصابعنا مثبتة على الزناد , لدينا حكومتين والعدد في تزايد وهذامؤشر خطير قد يؤدي الى تشطير اليمن إلى دويلات صغيرة لن تستقر فيها الأوضاع ونتائجها السلبية قد تمتد إلى محيطها الإقليمي . حقيقة الصراع الدائر في اليمن هي بين مراكز القوى والذي يحاول فيه كل طرف رسم خارطة طريق جديدة للسيطرة على الثروة والسلطة عبر استخدام السلاح وفرض حكم الأمر الواقع , البعض منهم ينفذون إملاءات إقليمية وعالمية , بينما المدنيين الأبرياء يدفعون أرواحهم ثمنا غاليا , الجهل بتاريخ اليمن السياسي , قد تقودنا إلى جهلنا بان اليمن يعتبر حقل تجارب سياسية في الوطن العربي ومسرح للصراع الإقليمي باعتباره المفتاح الإستراتيجي والحيوي لأهم ممرات النقل والمعابر البحرية في العالم , كما ان انتشار ظاهرة حيازة السلاح بيد المواطنين والمجموعات ذات المصالح المتقاطعة اوجدت سوق منتعشة لتجارة السلاح وبروز أمراء الحروب والصراعات تغذيها انحياز أطراف إقليمية لجهة معينة, في نهاية المطاف يتم سفك الدماء اليمنية امام صمت رهيب . الحروب من السهل ان تندلع ولكن من الصعب ايقافها لتخوف الأطراف المتحاربة للواقع الجديد التي قد تفرضة نتائجها ميدانيا واقتصادياً وسياسياً وقبليا واجتماعيا ولن تعود الأوضاع كما كانت عليه في السابق , لا في الشمال ولا في الجنوب , اليمن تم اختطافه , أراضيه وأجوائه باتت مستباحة من قبل القوى الدولية والإقليمية . التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات قد فشل في تحقيق هدفة وانهياره بات وشيك وخاصة بعد المواجهات الدموية الأخيرة في عدن حيث تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات من السيطرة على مقرات الحكومة وان استمر في توسعه تكون دول التحالف قد فقدت ورقتها وعليها ان تنهي تواجدها وترفع حصارها عن هذا البلد , اليمن بلد فقير ولكنه يعتز بكرامته وشهامته وشجاعته وإيمانه ومتعود على مواجهة الصعوبات في كل الظروف .
العاصمة اليمنية صنعاء , تصوير عبدالله ناصر بجنف |