صنعاء نيوز/ بقلم/ د غسان شحرور - بسبب عملي واهتمامي، أضحى السفر وحضور الاجتماعات والمؤتمرات في جميع أنحاء العالم جزءا مهما في حياتي، وقد فوجئت من خلال هذه الفعاليات وحديثي الى المشاركين فيها، أن العالم لا يعرف إلا القليل عن "سورية" وبقية الدول العربية، بل ان منهم من يرى صورا مشوهة عن مجتمعاتنا بعيدة كل البعد عن الحقيقة، بسبب ندرة برامجنا الثقافية والإعلامية الخارجية، لذلك كنت احرص على اصطحاب نسخا من كتيبات عن "سورية" وبقية البلاد العربية وبشكل خاص كتاب "سورية" المصور الذي تصدره وزارة السياحة وذلك لتقديمه إلى بعض المشاركين الذين التقيهم خلال هذه اللقاءات الدولية. وقد وجدت صدى ذلك إيجابيا جدا على الصعيدين الشخصي والعام، بل إن بعضهم لا يزال يحتفظ بهذه الكتيبات حتى الآن.
منذ نحو عشرين سنة وخلال مشاركتي في بعض الفعاليات بمدينة "لنكولن" عاصمة ولاية "نبراسكا" الأمريكية تلقيت على هامش تلك الفعاليات دعوة تكريمية من المحافظ وحاكم الولاية التي تقع في وسط الولايات المتحدة وتزيد مساحتها عن مساحة "سورية" وتشتهر بإنتاج اللحوم والذرة وباقي الحبوب وغيرها.
خلال ذلك اللقاء منحت منهما شهادة فخرية تقديرية وبالمقابل انتهزت هذه الفرصة واللفتة الكريمة من هذه الشخصيات الاجتماعية والثقافية فقدمت لهما نسخا من كتاب "سورية"، أخذ الحاكم يتصفح هذا الكتاب المصور والملون بشكل سريع، وفجأة صاح وكأنه اكتشف في صفحات الكتاب شيئا: الآن عرفت ماذا تعني "بالميرا" Palmyra )تدمر) ، لقد ولدت في بلدة بالميرا الامريكية، وطوال حياتي لم أعرف يوما معنى هذا الاسم ومصدره والآن فقط عرفت انه يعود إلى هذه المدينة التاريخية القديمة في "سورية"، انه شيء رائع حقا، بعد قليل ذهب إلى مكتبه وعاد مسرعا قائلا يسعدني أن أقدم لك هذا المفتاح الرمزي لولايتنا الذي نقدمه لكبار الزوار، ثم تابع مداعبا بابتسامة عريضة: من الان وصاعدا تستطيع فتح كل أبواب المدينة.
"الأمس بعين اليوم": زاوية ثقافية دورية يكتبها د. غسان شحرور
|