صنعاء نيوز/ بقلم / توفيق الحرازي - (نُخَب الحرائق)...
عمَّ التنطّعُ في البلادِ وسادا... والشطحُ في اليمنِ الجريح تمادى
والعنتريةُ والحماقةُ أشهرت .... سيفَ الغرور تعجرفاً وعنادا
واستوطنَ الفشلُ الذريعُ ديارها... والعجزُ دَق بساحِها الأوتادا
والشؤمُ أطبق مُـذ تأمّــر بينهم... نُخَـبٌ أضاعت حكمةً وسدادا
نخبٌ على أخطائها لم تستـفِد... درساً، وحسبُ الأشقياءِ عنادا
جعلوا البلادَ خَرابــةً ومَناحةً ... ومصيبةً عظمى تضج حِدادا
نكأوا المواجعَ والجروحَ ومادروا.. كيف التئامُ النزفِ عَـزَّ ضِمادا
بطروا بنعمةِ أمنـِهم ووئامِهم ...... إذ أقسموا أن يصبحوا أضدادا
وغدوا على حَـرْدٍ فلما أصبحوا.. عَجِبوا لما حصدوا وساءَ معادا
فإذا البلادُ حرائقٌ وكوارثٌ ........ لا تنتهي ، وتكالبٌ يتـنـادى
من مأزقٍ تهوي إلى مستنقعٍ ....... ومتاهةٍ كالليل طال سوادا
وإذا همو في حيرةٍ من أمرهم .. فقدوا الحلولَ وضيعوا الإرشادا
يتلاومون ، فذاك مُتـهَـمٌ ، وذا ...... متنصِّلٌ يتوعّـــد الأوغـــادا
في جُحرٍ ضَبٍّ أقحموها عُنوةً ... ورَحىَ صراعٍ تطحن الأكبادا
وعقولُ بعضِ القوم باتت خُردةً.. تهذي وتحسب طرحَها إرعادا
البعضُ في وادي المصالح هائمٌ .. والبعض صار لبعضه كـيّادا
والانـتـهازُ انْسَـلَّ يتخذ الأسى ....... ودمَ البلاد تجارةً ومـزادا
وتبلَّدَ الإحساسُ، لا خجلٌ ولا .. وعــيٌ ، ولا من يقرأ الأبعادا
لم يشهدِ التاريخُ لعنـتـَهم ولا ....... وَلدت بلادٌ مثلَهم أحفــادا
يا أسوأ المـارّين في أزمانها ....... بعقوقكم أبكيتم الأجدادا
ما صُنتمُ اليمنَ العظيمَ أمانةً ... وأهنتمُ الميراثَ والأمجادا
في عهدِكم هوت البلادُ واُسقطت... أعلامُها وتشطرت آحادا
يا بِئسَ ما أورثتم الأجيالَ من... وطنٍ تهلهلَ والتظى أحقادا
كونوا هباءً كالرذاذ تطايروا.. بَدداً وصيروا كالهشيم رمادا
يا ليتكم في الأصل ما كنتمُ ولا .... كنا على أيامكم أشهادا
تباً له زمنٌ، وتبّت نخبةٌ .... سادت، وساءت رؤيةً وقيادا
سيسطر التاريخ يوماً أنكم... أغبـى وأشقى مَن أدار بلادا
بألم / توفيق الحرازي |