صنعاء نيوز/ د. عادل رضا - الموجة الثورية العربية الثانية ضربت وتحركت بموقع مناطقي عربي يمثل مفاجأة كبيرة لكل من يعرف خبايا المنطقة العربية وهو دليل على ان الشعب العربي بكل مكان هو شعب المفاجأة وشعب لا يمكن الاستمرار بتحليل مواقفه ضمن اليات التفكير والتحليل القديمة فمن منا كان يتوقع هذا الحكم الديمقراطي بتونس؟ ومن منا كان يتوقع ان يتجاوز شعبنا العربي في لبنان العزيز الحالة الطائفية والدينية والانطلاق ضمن الموجة الثورية العربية الثانية.
ما الجديد الذي نستطيع ان نقوله ضمن هذا الواقع العربي اللبناني المستحدث؟
هناك من يريد ان يغير حقيقة الموجة الثورية العربية اللبنانية من "ثورة" ورغبة "ب " أسقاط" شلة حكم مليشيات الحرب الاهلية اللبنانية ومجرميها الي التركيز على انها " حركة مطالب فقط" وهذا موجود بالأليات الإعلامية المرتبطة بجهات معينة تشارك ضمن سلطة مليشيات الحرب الاهلية ونلاحظه بكيفية التعاطي مع هذا الثورة الحقيقية العربية على ارض لبنان ومحاولة ل "تمييع" مطلب الثورة والاسقاط الى امر اخر خارج رغبة الناس.
هي محاولة لأبقاء الوضع الحالي لمنع أسقاطه، وكذلك لتحويل المسألة الي
" قولوا ما تريدون وسنعمل ما نريد"
ولتحويل هذه الموجة الثورية العربية الثانية بالقطر العربي اللبناني الى
" تجمعوا كما تريدون وسنعمل ما نريد"
أي إعادة الحركة السياسية اللبنانية لنفس السياق السابق المرفوض من قبل
"الناس" في القطر العربي اللبناني واستمرار
"سلطة مليشيات الحرب الأهلية اللبنانية ومجرميها"
وإبقاء الحال على ما هو عليه.
بنفس الوقت صحيح ان هناك تدخل استخباراتي من كل الأطراف الدولية والخارجية لاستغلال ثورة شعبنا العربي في لبنان لتحقيق أهدافهم بأسقاط موقع القوة النضالي ضد الصهاينة وهناك أطراف من سلطة مليشيات الحرب الاهلية اللبنانية تريد ان تعيد أجواء الحرب الاهلية اللبنانية القديمة ذاتها وتفجير فتيلها كما حاولت سابقا ذلك بعد اتفاق الطائف وهي تتحرك كذلك لاستغلال الثورة الشعبية العربية اللبنانية لذلك الهدف وهو واضح بمناطق معينة.
وهؤلاء أيضا يتجاهلون هدف الثورة الشعبية العربية اللبنانية ويريدون ركوب الموجة واستغلال ثورة الناس بأمور أخرى.
علينا ان نقر ونعترف ان هناك من يريد جر الخبزة الي ناره إذا صح التعبير كذلك بخباثة وشر كذلك ضمن جهات خارجية استخباراتية.
وأيضا علي القول انه ليس لدي إجابة على سؤال عن الكيفية الالية القانونية الانتقالية من الواقع الحالي الى واقع ديمقراطي حقيقي مختلف وطريقة ذلك وهذا سؤال داخلي لبناني اتركه لأهل هذا القطر العربي الجميل والعزيز.
فشعبنا العربي في لبنان يقدم حالات حضارية راقية من الوعي والبصيرة ويكشف حقيقة ما تقدمه
"شلة مليشيات الحرب الأهلية اللبنانية ومجرميها"
من حقن تخدير ومماطلة ومحاولات تقسيم شعبنا العربي في لبنان خارج نطاق أهدافهم الثورية الساعية الى اسقاط نظام حكم المليشيات ومجرمين الحرب الأهلية اللبنانية.
هذا الشعب العربي اللبناني حقق ما قاله استاذنا الشهيد د.علي شريعتي بكتابه بناء الذات الثورية ، وصنع ما يخلق ويصنع الثورة التغييرية بالواقع وهو معرفة ما وراء اللعبة وكشف المستور ويتحرك هذا الشعب العربي اللبناني بذكاء وعقل جمعي متوازن ناجح ولا يحتاج إلى اي تنظير سياسي او توجيه من هنا او هناك وكاتب هذه السطور يجلس في مدرسة هذا الشعب العربي اللبناني ويتعلم منه ولسنا بموقع التنظير عليه او نشر الوعي فيه فهو قد وصل وحقق هذه المرحلة ويتحرك على خط التطبيق بنجاح الى هذه اللحظة التاريخية الحاصلة رغم ان هناك عدد من زعماء مليشيات الحرب الأهلية اللبنانية يحاولون حرف وتجيير واستغلال والدخول على خط حرف وتحريف ما يجرى الى أجندات خاصة فيهم او ضد فريق اخر من المليشيات ومجرمين الحرب الأهلية اللبنانية ضمن الصراع المافيوي فيما بينهم او تنفيذ لرغبات دول خارجية لضرب فريق سياسي او اسقاط شخصية لها احترامها بخط الصراع ضد العدو الصهيوني.
ولكن لله الحمد لا زال شعبنا العربي في لبنان واعي وكاشف وقادر على كشف مثل هذه التلاعب وخباثات.
|