shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



السبت, 21-ديسمبر-2019
صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

إن الكثير من المشكلات الاجتماعية ظاهرة واضحة للعيان ولا يختلف عليها الناس، فالفقر مشكلة. والكل يعلم هذا ويبغضه ،والأمية مشكلة. صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -

إن الكثير من المشكلات الاجتماعية ظاهرة واضحة للعيان ولا يختلف عليها الناس، فالفقر مشكلة. والكل يعلم هذا ويبغضه ،والأمية مشكلة. وغالبية الناس تعلم هذا وتستنكره ، والجرائم بكل أنواعها جزء من المشكلات الاجتماعية التي توجد في كل المجتمعات بدرجات متفاوتة ... والكل يستنكرها ... بدرجة أو بأخرى ، وانتشار تعاطي المخدرات بين الشباب ، في كثير من المجتمعات مشكلة خطيرة .

والكبار في تلك المجتمعات يحاولون جاهدين إيقاف سيلها ... الخ . كل هذه المشكلات وغيرها كثير مشكلات ظاهرة وواضحة ولكن هناك أنواعا من المشكلات الاجتماعية خافية وغير واضحة للكثيرين منا . وهذا لا يعني أنها غائبة أو غير موجودة أو غير خطيرة .

وعلى سبيل المثال فإن هناك مشكلة الأعداد الكثيرة من الناس الذين تقتلهم حوادث السيارات على الطرقات كل عام ، ورغم ذلك فإن الناس يخافون من ركوب الطائرات اعتقادا منهم بأنها أكثر خطرا من السيارات ، على الرغم من أن الإحصاءات قد أثبتت أن عدد القتلى من حوادث الطائرات أقل بكثير جدا من أعداد الذين يقتلون في حوادث السيارات .

الحقيقة أن المشكلة هناك بالفعل ، ونتائجها الخطيرة واضحة ومحددة في غرفة العمليات وفي تقارير الشرطة ودوائر المحاكم ، ولكن القناعة بها قد لا تكون ظاهرة أو واضحة للعيان ... كمشكلة اجتماعية خطيرة ، ومن هنا فهي مشكلة اجتماعية كامنة .

مـن خـلال مـا تقـدم يمكـن أن نستنتـج أن النـاس من خلال رؤيتهـم العامـة للمشكلـة ، أو من خلال عدم إحساسهم بها يعبرون عن تصوراتهم وقناعاتهم . فلو أننا أخذنا عينة من أفراد المجتمع وسألناهم عن خطورة الطائرة وركوبها ، وعن مقارنتها بالسيارة لجاءتنا الإجابة سريعا بأن الطائرة هي المشكلة بحوادثها وأهوالها . ومعنى ذلك أن المشكلة هناك. ولكنها قد تخفى على الناس .

ونفس الكلام يمكن أن ينطبق على برامج التلفزيون الغير ملتزمة في بعض البلاد، والتي قد تؤدي إلى انحراف الكثيرين من الشباب ، فالناس قد لا يحسون بهذه الخطورة الكامنة فيها ، ورغم ذلك فهي هناك تفعل فعلها في عقول الشباب وأحاسيسهم، وفي توجيههم نحو الجريمة والانحراف .

ومما لاشك فيه أن الكاتب المنحرف ، أو الغير ملتزم يكون أثره مساويا لمثل هذه البرامج السيئة التي يذيعها التلفزيون أو يبثها للمشاهدين ، ورغم هذا فقد لا يدرك المجتمع ـ للوهلة الأولى ـ خطورة وجود عدد من الكتاب يكتبون في صحفهم ومجلاتهم، فينحرفون بالشباب في متاهات سحيقة قد تقودهم إلى طريق الجريمة والخروج على قيم الجماعة ومعاييرها السلوكية التي ارتضتها لنفسها .

تعتبر المرأة هي أهم عنصر في المجتمع، حيث هي من تربي وتلد الرجال، وهي مصدر العطاء والحنان، وتقوم المرأة بدور عظيم في المجتمع، في التربية وفي تعليم النشأ، وكذلك للمرأة دور عظيم في تنمية المجتمع، وفي الثقافة والسياسة والاقتصادي، وكافة مجالات المجتمع المعاصر.

إن الحديث عن وجود مشكلة اجتماعية بين الناس كالفقر و البطالة و الجريمة أو هروب التلاميذ من المدرسة يعمل على إثارة مشاعرهم وهواجسهم وخيالهم ويوسع حجمها أو يبالغ في خطورتها بحيث تصور

و كأنها معضلة مستعصية الحل تعيش في أحشاء المجتمع يفهمها السامع بأن المسئولين في المؤسسات الإصلاحية و العقابية غير قادرين على السيطرة عليها أو معالجتها .

إذ أن تضخيم المشكل بين عامة الناس يعمل على إقلاقهم وعدم ارتياحهم فيصبح هذا التضخيم مشكلة اكبر من حجمها و آثارها تتعسر على المصلحين معالجتها بيسر وسهولة، هذا الرأي خاطئ لأن كتم المشاكل وعدم الكتابة عنها لا يحل المشكلة وإنما يزيد من تفاقمها وتزداد حدتها.

يعتقد الكثير من الناس بأنه مع مرور الزمن وتواتر الأحداث وخضوع المجتمع لقانون التغير والتطور، فان المشاكل القائمة تكون في طريقها إلى الزوال وهذه رؤية غير واقعية إن لم تكن وهمية، لأن العمل والمثابرة

من القيم الإسلامية التي أوصى الله عباده امتثالاً لقوله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" والتغيير يتم من خلال الجهود المثابرة والكفاح في مواجهة المشكلات التي تعيق تطور ونمو المجتمع.

البعض من الناس لا يرغب في رؤية المشكلة محلولة وذلك إما لكون حلها يعود بتأثير سلبي عليهم، أو أن حلها يتعارض مع معاييرهم وقيمهم، أو لكون معالجتها مكلفة لهم .

مثال: كأن يدفعوا ضرائب إضافية أو باهظة فتصبح إزالة المشكلة مؤثرة على نفوذهم وسلطتهم, لذا فإن بقاءها قائمة -في نظر هؤلاء الناس – داخل المجتمع يعزز نفوذهم ويزيد من تأثيرهم الاجتماعي ويقلل من خسارتهم المادية.

من المعروف أن دراسة المشكلة تتطلب الحصول على الحقائق المتعلقة بها، وإن معرفة هذه الحقائق أمر مهم جداً ولكن الأهم من ذلك هو معرفة كيف نستطيع التحقق منها بواسطة التعرف على أبعادها وعناصرها. ويصبح للحقيقة معنى إذا استندت إلى قيم الإنسان، وعندما يكون للناس قيم مختلفة فإن وجود الحقيقة لا يستطيع حل عدم اتفاقهم.

والحقائق التي يتم الحصول عليها تحتاج إلى تفسير وترجمة في صورة خطط علمية، تتطلب الكثير من الجهد والمال وأحيانا تغيير اتجاهات كثير من الناس.

يعتقد البعض بأنه يمكن معالجة المشكلة الاجتماعية دون دفع تكاليف معالجتها – ماديا أو معنويا – وهذا الاعتقاد بعيد عن الواقع لأن معالجة أية مشكلة يتطلب تغيرا سريعا وجادا في المؤسسات و ممارستها الوظيفية .

من الخطأ التوقع من قبل المرء بأن المشكلات سوف تحل بسهولة ويسر, ولكون المؤسسات تتغير ببطء فإنها لا تستطيع معالجة المشاكل بسرعة بل ببطء أيضا، وهذا يعني أننا لا نستطيع القضاء التام على ( الفقر و البطالة و الجريمة )

إنما يمكننا وضع برنامج متطور لتقليل حجمها وتأثيرها الاجتماعي, وفي نفس الوقت لا يمكن القضاء أو إقصاء ( الأمراض العصبية و العقلية ) من المجتمع إنما بإمكاننا تطوير وسائل علاجها في المستشفيات المتخصصة بها.

يختلف أفراد المجتمع في الدراية والمعرفة عن المشكلة الاجتماعية السائدة في المجتمع، ويرجع هذا الاختلاف إلى درجة القرب أو البعد من المشكلة وإلى نوع العلاقة بينهم. إن جميع المشاكل الاجتماعية يتم إدراكها بدرجة أقل أهمية عند البعيدين عنها اجتماعياً وجغرافياً.

لأن المعرفة بها تكون قليلة وبالتالي تفقد الأهمية ، كما أن اهتمام الناس بالمتاعب الذاتية للأفراد يكون أكثر من اهتمامهم بالشؤون العامة للمجتمع، ويزداد إدراك الناس للمشكلات الاجتماعية إذا كانت "المشكلات" تمثل حالات مستعصية، أو ذات صيت واسع، أو تمس جانب من اهتمامات الناس.

معظم الناس لديهم معدل محدود من الدراية والمعرفة حول المشكلات الاجتماعية وغالباً لا تكون منتظمة وأحيانا تسمى متناقضة ومرات تغدو غير صحيحة ،والذي يستمع إلى المغالطات الواسعة المتعلقة بالمشكلات الاجتماعية يكتشف أن معظم معرفة الناس حولها سطحية غير متعمقة ،الأمر الذي يتطلب عدم الوثوق بها.

يحدث التفكك الاجتماعي بسبب الحراك الاجتماعي العمودي في المجتمع الدينامي الذي يفتح باب التنافس لكل المؤهلين لشغل المراكز والمناصب فينجح في دوره كموظف ولكن قد لا يصاحبه نفس النجاح في دوره كزوج أو أب فتحصل صراعات متماشية مع الحراك الاجتماعي العمودي.

وقد يحدث التفكك الاجتماعي بسبب الحراك الاجتماعي الأفقي المبني على العلاقات القرابة والطائفية والتي لا تخدم المؤسسة الرسمية وإنما تخدم شاغلي المواقع الهرمية العليا في تنفيذ مصالحهم على حساب أفراد المجتمع فيحدث التفكك الاجتماعي ويفرخ تفككا فرعية داخل الأنساق مثل: الواسطة / المحسوبية/ الرشوة/ النفاق/ الطلاق/ انحراف الأبناء

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)