صنعاء نيوز/ بقلم/ توفيق الحرازي -
يبدو أن المنطقة مقبلة على تحولات خطيرة، وانتقال صراعاتها الى طور جديد!
فمن صراع عربي-اسرائيلي، وانقسام عربي- عربي، وعراك (سني- شيعي)،
الى صراع (عربي- اسلامي) وطلاق بين اُمتين، تلوح مؤشراته في الأفق!
ربما بدا خلال العقدين الاخيرين صراعا خفياً (عربي- تركي- ايراني)،
لكنه اليوم بات ظاهراً للعلن، ومتجهاً للاتساع!
وبعد تصدع جامعة العرب جاء الدور على المنظمة الاسلامية لقصمها!
لعل مبادرة الماليزي مهاتير لعقد قمة اسلامية مؤخراً جاءت لتدارك الكارثة!
من يقرأ عقلية الرجل وسيرته الذاتية في كتابه (طبيب في رئاسة الوزراء)
يدرك كم هذا المسلم النهضوي مقاوم للهيمنة المتصهينة رغم انفتاحه على العالم،
ومغـتاض جداً لتدهور العرب ودورهم التاريخي والقيادي في المنطقة،
الأمر الذي ترك فراغًا كبيراً أتاح الهيمنة عليهم، وضياع فلسطينهم،
بسبب انشغال الأمتين بصراعات الأمس، وصراع جديد سيضيع ماتبقى!
لهذا بعد انشغاله بنهضته العملاقة يريد أن يختم حياته الثمانينية بتقارب إسلامي،
ليحول صراع الأمة الى تكامل نهضوي.. كمحاولة اخيرة لم يفهمها أحد!!
كل هذا بسبب افرازات ربيع عربي فتح الباب لدول مسلمة للتدخل في دول عربية!
أن يتدخل العرب في بلد عربي فذاك لأنهم اشقاء، وتاريخ وجغرافيا وقومية جامعة!
غير أن ثمة تداخلاً تاريخياً بين العروبة والاسلام يبرر للمسلم التدخل ايضاً!
بحجة ان الاسلام لا يفرق بين عربي وأعجمي (امة واحدة)!!
ما ينذر بصراع وشيك وظهور معسكرين ومحورين جديدين (عربي- إسلامي)!
تبدو تركيا وإيران اقرب لبعض، بدافع الرابط الاسلامي، والحساسية من العرب!
والبقية ستتبع، حتى باكستان لن تكون استثناءً، لأن محيطها اسلامي لا عربي!
وأي نغمة عن أحقية واُخوّة عربية فقط ستـثير حساسية اسلامية تدفع دولها للتكتل!
لهذا كان عبدالناصر محقاً جداً، حين تبنى القومية مبكرا، كقوة عروبية جامعة،
لإغلاق الباب أمام فتن المذاهب والاديان، وعلاقات الإسلام السياسي المشبوهة!
لكنه جوبه بمعارك شقيقة وجهت سلاحها بالاتجاه الغلط، لتكتشف اليوم صواب ناصر!
واليوم أيضا سيجابهون مهاتير المسلم، ليكتشفوا غداً أنهم أضاعوه وأي فتىً أضاعو!
الخلاصة أننا أمام أمة مسطولة أدمنت صراع الزعامة كمدمن أفيون يصعب شفاءه!
ووحده مهاتير.. يحلق في فضاء شاهق.. لن يدركوه جميعاً... يا أمةً ضحكت ...!!