صنعاء نيوز/ د.عادل رضا -
الوطن العربي بحاجة لوجود مشروع نهضة حقيقي يتحرك بخط التطبيق وأيضا الوطن العربي بحاجة الي إعادة صناعة الدولة بشكل حضاري متقدم خارج الأطر الحالية التي ثبت فشلها و سقوطها وكذلك الوطن العربي بحاجة الى إعادة دور المواطن الذي يتحرك ضمن نظام قانوني و ليس ب "قشرة" قانون.
والوطن العربي بحاجة الى "تغيير" ثقافي للمجتمع وهذا جزء من صناعة دولة عربية حقيقية ديمقراطية لتعيش ضمن بيئة فردية اجتماعية اقتصادية حقيقية و هذا كله يتحرك ضمن نقاش مطلوب حدوثه و التفكير فيه وهو نهاية دور الأحزاب بالوطن العربي و انتفاء سبب وجودها و خاصة مع تحولها الى عصابات مافيوية يرأسها شخص وأمثلة لبنان و ما حدث في العراق الجريح شاهدة و ذلك يجرنا الى استبدال مؤسسة الحزب الى العمل الجماعي الفردي والمجتمع من خلال الدولة.
هذه مشاريع نقاش و ملامح رؤى للحاضر العربي لصناعة مستقبل جديد و هذا الحاضر الذي يتحرك فيه موجة عربية ثانية ثائرة تريد التغيير.
من هذه المقدمة ننطلق للحديث عن القطر العربي السوري و اين هو في هذه اللحظة التاريخية بعالمنا العربي و الذي تحتل معه سوريا موقع القلعة المدافعة و الصامدة ضد الصهيونية و التي تريد الاستقلالية عن سائر ما هو شر في العالم الذي يريد لها ان تترك قضية فلسطين و كذلك ان تتجاهل مسألة تحرير الجولان العربي السوري المحتل.
سوريا هي بلد ضمن النظام الرسمي العربي وهي بلد مؤدلج ويعيش وضعية خاصة من حيث وجود الايجابيات والسلبيات التي تفعل مفعولها بالنظرة التحليلية لواقع هذا القطر العربي فمن يريد خطاب البروباغندا الدعائي الاعلامي يستطيع التركيز على السلبيات اذا كان يريد تسقيط الدولة او الإيجابيات اذا كان يريد تثبيت الدولة وايضا هذا الخطاب يتغير و يتنوع أيا كان موقع تمويل من يثير البروباغندا الدعائية ولكن الخطاب العلمي هو الخطاب الذي يذكر الجانبان معا وايضا يقدم رؤية لحلول او لتصورات تغيير الى الافضل.
مؤخرا تم الاعلان عن مصنع سيارات تركي وبنفس الوقت تم التهليل الهيستيري بفتح ذلك المصنع وخاصة شبكات الاخوان المسلمين بالواقع العربي التي اخذت تتكلم عن مزايا العثمانية الجديدة ومأثر الخليفة العثماني الاردوغاني!؟
هؤلاء منهم شبكة الاخوان المسلمين السوريين الذين ارتبطوا سابقا ولاحقا ولا زالوا بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد وتأمروا ضد بلدهم سوريا وربطوا انفسهم بتعاونهم مع الاجنبي والمشاريع الصهيونية وسابقا كانوا يمدحون الطاغية صدام حسين ويأخذون منه الدعم والمساندة ضد سوريا الدولة والمجتمع والجيش.
هؤلاء الاخوان المسلمين السوريين كانوا وعاشوا في بئر الخيانة والعمالة للأجنبي وهؤلاء تاريخهم معروف وثابت في موقع خدمة الاجنبي والاتراك جزء من ذلك الاجنبي بعثمانيته الجديدة التي يستخدمها لتنفيذ الأجندة العنصرية والتمدد والغزو التركي ضد سوريا الذي يمثل حالة خادمة للقومية التركية الطورانية بعنوان عثماني.
قبل افتتاح الاتراك لمصنع سيارتهم الحالي بسنوات هناك في الجمهورية العربية السورية كان لديها مصنع سيارات سوري وايضا لديها اكتفاء ذاتي من الابرة للصاروخ وبلد غير مديون لأي أحد وهو في حالة طوارئ عسكرية دائمة نتيجة للصراع "الحقيقي" الواقعي مع الكيان الصهيوني ومجمل داعمي هذا الكيان السرطاني.
بمعنى ان السوريين نجحوا بذلك و هم بحالة حرب وهذه إيجابية.
وهو صراع حقيقي وحروب استخباراتية وامنية واقتصادية عاشتها سوريا الدولة والمجتمع والجيش وليس كما يقوم به العثمانيين الجدد من تحالف مع الصهيوني موروث ومستمر ومتصاعد ويتقوى مع حكم حزب العدالة والتنمية التركي .
لماذا هؤلاء المروجين بهيستيريا للعثمانية الاردوغانية لا يعيشون مع بلدهم الام مسألة النموذج الذي يريدون تطويره؟ لماذا يريدون اسقاط بلدهم لصالح مخططات التأمر؟
بالسبعينات تم عرض ادخالهم ضمن الدولة السورية وكجزء من الجبهة الوطنية الحاكمة كما وثق ذلك الاستاذ فاروق الشرع بمذكراته ولكنهم رفضوا وتحركوا ضد الجيش العربي السوري وضد الدولة السورية وقتلوا شعبهم بالداخل وارتبطوا بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد وتوجهوا للطاغية صدام حسين المجرم الوحشي ليقدم لهم الموقع والدعم المضاعف.
سوريا الدولة والمجتمع والجيش وايضا حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم فى سوريا لديهم تاريخ طويل من الصراع ولديهم اشكال متعددة من المقاومة والتصدي لكل ما هو شر في العالم لأنه سوريا هي المحك وموقع المقاومة الاصيل ضد الصهاينة.
نعم الجمهورية العربية السورية لديها مشكل ديمقراطي تعددي وايضا مشكلها الاساس هو انحراف تصرفات الأجهزة الأمنية وتزاوج الاجهزة الاستخباراتية الأمنية مع الطبقات التجارية القديمة والمستجدة اذا صح التعبير وامور اخرى يعرف شرحها السوريين والجهات ذات العلاقة داخل القطر العربي السوري.
ولكن من ناحية أخرى كان هناك دعم الدولة السورية للمجتمع السوري المحلي وكذلك كل العرب كالمواطن السوري سواء بسواء.
كان هناك ولا يزال دعم التعليم والصحة والسكن والتموين والمازوت الذي توفره الدولة السورية للمجتمع البشري المقيم على اراضيها.
هو يتم تقديمه بشكل مجاني ومضمون والكثير من السوريين الذين اصبحوا لاجئين في اوروبا انصدموا ان حالتهم المعيشية ودائرة حياتهم كانت افضل داخل سوريا قبل نجاح قطار التأمر ضد سوريا الدولة والمجتمع والجيش هذا التأمر ضد سوريا الذي استغل و وظف سلبيات دولة حزب البعث العربي اليساري الحاكم في سوريا لصالح مخططات التأمر لأسقاط قلعة العروبة الصامدة سوريا من حالة الصراع ضد العدو الصهيوني.
اكتشف اللاجئين السوريين في أوروبا ان المعيشة هناك ليست مشهد سينمائي في فيلم حيث الحياة وردية وكل شئ جميل واكتشف السوريين ان أوروبا ليست موقع سياحي مستمر فالسياحة شئ والواقع والحقيقة المعيشية أمر آخر وخاصة الواقع الرأسمالي الضرائبي وتحرك الانسان بدائرة الاستعباد الالي للمجتمعات الرأسمالية.
اكتشف اللاجئين السوريين أن الرأسمالية ليست الحل وانها هي المأساة وأن ما كان مضمون متاح ضمن دولة الرعاية للمواطن العربي الشاملة التي كانوا في ظلها في القطر العربي السوري هو شئ غير موجود في بلدان اللجوء.
فالغرب ليس فيلم سينما حيث كل شئ جميل بل هو واقع مرير وكل أمر هناك يدفعون ثمنه وليس مجانيا نعم هناك نظام رأسمال يحكمهم.
سوريا "الدولة" لديها مشاكل في نظامها ولديها اشياء سلبية عليها حلها وهذا كما ذكرت في موقع اعلامي سابق هو حوار سوري داخلي لا اريد ان احشر أنفي فيه لأنه هناك من التفاصيل الداخلية التي يعرفها السوريين والجهات ذات العلاقة داخل القطر العربي السوري اكثر من كاتب هذه السطور ولكن اريد الكلام عن موقع يثير الألم وهو عودة نفس تصرفات الأجهزة الأمنية لسابق عهدها وهذا ما يؤلم وايضا يثير الغضب لأن هذه الاستمرارية تمثل خيانة لدماء اكثر من مائة وخمسين الف شهيد من الجيش العربي السوري.
على سبيل المثال لا الحصر الكل لاحظ خط السفر البري من نقطة المصنع من لبنان العزيز الى العاصمة السورية دمشق وكيف يمكن رشوة وشراء مواقع التفتيش العسكري والأمني على طول الخط هذا؟
هذا تصرف خياني بالدرجة الاولي للموقع العسكري وايضا استمرارية لممارسات قبول الرشاوي والفساد وانهيار الضبط العسكري هذا مثال عائد للواقع السوري الداخلي يعطينا ان دائرة السلبيات والتي شكلت بؤرة لنجاح التأمر الدولي على سوريا عادت وكأنك يا زيد ما غزيت وطبعا نحن نشرح مثل واحد لأمور كثيرة شكلت انحراف تصرفات الأجهزة الأمنية والعسكرية خارج مواقع دورها المطلوب وهذا هو المشكل الاساس في سوريا حسب قراءتنا للواقع هناك.
اذن لمن يعيش هيستيريا الدعائية لأفتتاح الاتراك لمصنع سيارات!؟ نقول:
ليس موضوع النهضة العربية هو موضوع صناعة سيارة في مصنع؟! ولكن استفزني كل هذه الهيستيريا الحزبية حول نجاح تركيا العثمانية من عمل مصنع سيارات!؟ ومطالبة شبكات الاخوان المسلمين بفتح مجال النفوذ التركي بالواقع العربي نتيجة لذلك؟
وهنا اسأل هؤلاء أليست تلك الحجة والمنطق تنطبق على سوريا ما قبل العام ٢٠١١ ؟
كانت سوريا تسبق الاتراك بسنوات بصناعة سيارتهم المحلية الخاصة , لماذا لا تريدون النموذج السوري و تريدون النموذج الاردوغاني الطوراني؟ سؤال يتحرك بنفس منطق أصحاب هيستيريا مصنع السيارات!؟
سوريا الدولة والمجتمع والجيش الى اين الان؟ ونحن نعيش الموجة الثورية الثانية بالواقع العربي؟
هي لا زالت في وسط الحرب العالمية الرابعة تحارب وتسعى للخلاص من الوضع الذي تعيشه منذ نجاح التأمر ضدها بالعام ٢٠١١.
ما بعد طرد الغزاة الأجانب ومحاسبة الجواسيي المحليين اتصور ان استمرار الوضع السابق للدولة السورية كما كان لن يحصل ولن يوافق عليه اكثر من مائة وخمسين الف عائلة سورية قدمت زهرة شباب عائلاتها وهم حسب تصوري الكتلة التغييرية التي ستصنع المستقبل السوري ضمن حوارات المطلوب تفجير بركان القاش حولها:
حوار الديمقراطية
وحوار العزل السياسي لمن تعامل مع الغزوات الأمريكية والصهيونية والبريطانية والفرنسية والتركية ومن فتح الباب للأوزبك والشيشان والتركستانيتين وعشرات الجنسيات من شواذ الفكر ومنحرفين العقل من مجرمين التكفير.
والعزل السياسي لفرارية الجيش والهاربين من الخدمة العسكرية
حوار النهضة العربية الشامل.
حوار حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري في سوريا ودوره المستقبلي كدولة وحزب وامتداد عربي و حالة أيديولوجية
حوار الدين والاسلام.
حوار من هربوا من طبقات تجارية أستفادت من مواقع الأجهزة الأمنية و تزاوجها؟
حوار ارجاع الاموال المنهوبة أينما وجدت في سوريا والعالم؟ ويكفى معرفة ان ثروات شخص واحد فقط تكفى لأعادة اعمار كل سوريا!فما بالك عن باقي الاشخاص؟
حوار سوريا سيكون حوار العرب لأنها قلعتهم بكل بساطة.
وهي ستعود من جديد كما عادت بعد عام ١٩٨٢ عندما حاربت وحدها الصهاينة وتركها النظام الرسمي العربي آنذاك تحارب وحيدة وكما حققت التوازن الاستراتيجي بمنتصف الثمانينات وحمت نفسها من الاعتداء والحرب.
وكما اعادت بناء جيشها وحدثته بالعام ٢٠٠٥ هي ستعود من جديد وهذا ليس خطاب بروباغندا دعائي ولكن هو خطاب يعرف ان دماء الشهداء ستغير الواقع فهناك اكثر من مائة وخمسين ألف عائلة سورية قدمت زهرة شباب عائلاتها ضد حرب عالمية "رابعة" على ارض سورية حيث صنع الجيش العربي السوري المعجزة وحقق الاسطورة.
هذا الدم الشهادتي وهذه العائلات وامهات الشهداء لن يقبلوا استمرار سلبيات دولة حزب البعث العربي اليساري الحاكم في سوريا بعد طرد الاحتلال الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي على الاراضي العربية السورية وتصفية جواسيسهم واحزاب الخيانة وعملاء الأجنبي.
ملف المشكل الديمقراطي السوري لا زال قائما وهؤلاء سيفتحونه وايضا البعثيين الحقيقيين المؤدلجين سيطلقون النقاش والحوار الجاد الساعي لمرحلة نهضوية عربية سورية جديدة تتجاوز حالة السلبيات.
سوريا ستعود ولكن نريد لها عودة من دون سلبيات وبحالة ديمقراطية عربية حقيقية وتداول سلطة حقيقي وسلطات منفصلة وحريات حقيقية وعدم بقاء اي شخص بموقعه لأكثر من فترتين بدون اي استثناء من موقع رئاسة الدولة الى موقع رئيس قسم اداري بسيط.
أمهات شهداء سوريا هم وقود الموجة الثورية القادمة بسوريا وهم الذين لن يخافوا ولن يستطيع اي جهاز أمني او نفوذ سياسي ان يخيفهم فأمهات الشهداء هم قادة الموجة الثورية بالواقع العربي السوري.
والام التي قدمت أبنها لن تخاف من اي شئ اخر في العالم.
ولست اقول موجة ثانية لأنه بالأساس لم يكن هناك ربيع عربي في سوريا بل فورة غضب تم استغلالها ولمن يريد ان يعرف اكثر عليه ان يقرأ ما كنا نقول ونكتب من قبل تفجير خط التأمر ضد سوريا الدولة والمجتمع والجيش والى اليوم.
ولا زال الصراع مستمرا
|