صنعاء نيوز - الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
“العربيّ الجيِّد هو العربيّ الميِّت”، هذه إحدى المقولات العنصريّة-الفاشيّة، التي درج الإسرائيليون على استخدامها عند الحديث عن العرب الفلسطينيين، ومنذ فترةٍ طويلةٍ جدًا، بعد زرع كيان الاحتلال في فلسطين، على حساب الشعب العربيّ-الفلسطينيّ، الذي شُرِّد وهُجِّر من أراضيه في نكبة العام 1948، منذ ذلك الحين ارتكب الاحتلال المجازر عملاً بتطبيق هذه المقولة أوْ بالأحرى النظريّة، أيْ قتل العرب بدمٍّ باردٍ من قبل شرطة وجنود الاحتلال، الذين يتلّقون الأوامر من المُستوى السياسيّ بالدولة العبريّة، وبالمُقابِل، ما زال الشعب العربيّ الفلسطينيّ، الذي يئِّن تحت نير الاحتلال الغاشِم يُردِّد من أشعار الأديب العربيّ-الفلسطينيّ الراحل توفيق زيّاد ولسان حاله يقول: “وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلاً باكِيًا يضحك”.
وفي هذا السياق، أبرق النائبان في الكنيست الإسرائيليّ، عايدة توما-سليمان وعوفر كسيف (الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمُساواة، القائمة المشتركة) برسالة لوزير الأمن الداخليّ الإسرائيليّ، غلعاد أردان، وهو من صقور حزب (ليكود) الحاكِم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطالبانه فيها بفتح تحقيق رسمي بحادث إطلاق الرصاص المطاطي على الطفل مالك عيسى وإصابته إصابةً خطيرةً في عينه خلال عودته من الدوام المدرسي يوم السبت الماضي في حي العيساوية شرقي القدس المُحتلّة.
ويذكر أنّ النائبان قاما بزيارة الطفل في مستشفى (هداسا) عين كارم في القدس الغربيّة، حيث لا يزال يقبع هناك، كما التقيا بوالد الطفل السيد وائل عيسى واستوضحا منه تفاصيل الحادث. وأكّد الوالد بأنّ مالك كان في طريق عودته من المدرسة عندما قاموا الجنود بإطلاق أعيرةٍ ناريّةٍ وإصابته في وجهه بعد أنْ نزِل من الحافلة التي كان يستقلها دون أنْ يفعل شيئًا يذكر.
وفي تعقيبهما على الحادثة قال النائبان إنّ هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية بإطلاق النار وإصابة طفل فلسطيني. الأمر يتكرر ويعكس سياسة احتلالية تتمثل في استخدام النار والقوة ضد الفلسطينيين بهدف تيئيسهم وترحيلهم من منازلهم وأحيائهم، على حدّ تعبيريهما.
وأضافا أنّه لا يمكن لوزير الأمن الداخلي أنْ يتجاهل في كلّ مرّةٍ أحداثًا كهذه منتهكة لكلّ القوانين والأعراف الدولية وأنْ يمر عليها مرور الكرام. وخلُصا إلى القول: نحن بدورنا سنعمل بشكل مستمر للوقوف سد منيع أمام هذه الجرائم وسنفضحها أمام العالم أجمع، كما أكّدا.
وقال النائبان في رسالتهما: هذا الأسبوع شهدنا جولة أخرى من ممارسات الشرطة العنيفة في العيسوية. هذه الأحداث أدت إلى إصابة طفل يبلغ تسعة أعوام بعينه إصابة بالغة نقل على أثرها للمستشفى وما زال يقبع هناك، حذرنا في السابق، ونحذر الآن من هذه الممارسات المستمرة التي لا علاقة لها بالحفاظ على النظام العام، وإنما بلطجة هدفها قمع سكان حي العيساوية وعليها أن تتوقف حالًا، وفق أقوالهما، كما طالب النائبان في نهاية الرسالة بتعجيل فتح تحقيق شامل يتضمن فحص جدي للسلاح الذي استعمل على يد الشرطة في نفس اليوم بالإضافة إلى الكشف عن هوية رجال الشرطة الذين قاموا بهذه الفعلة الشنيعة.
وفي تطوّر لاحقٍ، أعلن بعد ظهر أمس الأربعاء، بحسب التوقيت المحليّ لفلسطين، أعلن أنّ الطفل المقدسي مالك عيسى (8 سنوات) فَقَدَ بصره في عينه اليسرى، متأثرًا بإصابته بعيار مطاطي في بلدة العيسوية شمال شرقي القدس، السبت الماضي.
وقال والد الطفل عيسى في شريط مصور: إصابة مالك كانت قاتلة، لقد نجا من الموت، لكنه فقد بصره في العين اليسرى. وأضاف: لقد شفي من إصابته في الدماغ، لكنه لن يرى مجددًا في عينه اليسرى، حتى لو لم يتم استئصالها، لأنها تنزف داخليًا، وأشار الوالد في حديثه أيضًا إلى وجود خطر استئصال العين كليًا، في حال عدم قدرة الأطبّاء على إنجاح عملية التئام الجرح الداخلي في العين اليسرى. |