صنعاء نيوز/ محمد حسن الساعدي -
الخطوة التي أقدم عليها رئيس الجمهورية برهم صالح كانت بمثابة خطوةً استفزازية خصوصاً لقوى المعارضة للمحورالامريكي الخليجي وذلك بعد ترشيحه لشخصية جدلية كثر عليها التساؤل وعلامات الاستفهام , خصوصاً وان صالح يعلم جيداً أن المرشح يمثل الكتلة الأكبر ولا يمكن تمريره إلا من خلال مصادقة الكتل الشيعية على ذلك , ما يعني الوقوف بوجه القوى الشيعية عموماً , ويعطي انطباعاً ان وراء هذا الاختيار انسجاماً ورغبةً مع أهداف واشنطن والتي تدفع باتجاه هذا الاختيار , حيث تؤكد الأخبار الواردة ان الولايات المتحدة تسعى لإبقاء قواتها في العراق , وهذا ما يأتي منسجما تماماً مع تطلعات الزرفي في سعيه من اجل إبقاء هذه القوات على الأرض العراقية وهذا ما ترفضه قوى محور المعارضة التي تمتلك القاعدة الجماهيرية والشعبية الرافضة لهذا التواجد , والذي سوف يمنع تمريره في داخل قبة البرلمان خصوصاً وان الشعب العراقي يعلم علم اليقين ان الزرفي موظف في البيت الأبيض .
ان عملية تمرير الزرفي داخل البرلمان سوف تفشل , وبقاءه كمرشح مضيعة للوقت خصوصاً بعد تراجع الحكيم عن دعمه وسائرون التي هي الأخرى أبدت تحفظاً وصمتاً تجاهه , ما يعطي انطباعاً ان القوى التي أعطت الضوء الأخضر لترشيح الزرفي لرئاسة الوزراء قد تراجعت عن هذا الترشيح , وتركت المرشح وحيداً دون غطاء سياسي يذكر , لذلك فأن القوى السنية هي الأخرى سوف لن تأيده لعدم تأييده من الكتلة الأكبر إلى جانب الأكراد الذين ينتظرون ويترقبون هذا الصراع , وان عملية إسقاطه ما هي إلا مسألة وقت , خصوصاً بعد رفض رئيس المحكمة الاتحادية العليا قرار المحكمة الاتحادية المؤيد لرئيس الجمهورية في ترشيح الزرفي لرئاسة الوزراء , لذلك فأن رئيس الجمهورية هو الآخر وجد نفسه محرجا أمام هذا الخيار , ربما يتسبب بإنهاء وجوده كرئيس للجمهورية بعد موقفه من الكتلة الأكبر , ومحاولة وضع حجر الأساس لكسر هذه المعادلة في اختيار رئاسة الوزراء للكتلة الأكبر .
الجانب الأمريكي أبدا ارتياحه لهذا الترشيح , من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي والذي رحب بهذا الاختيار وقدم الدعم الكبير للولايات المتحدة للمرشح في تسهيل مهمته القادمة , ولكن هذا الدعم لن يشفع للزرفي كما لم يشفع للعبادي من قبل عندما فضل مهاجمة إيران لكسب ود واشنطن ما رفضته قوى المعارضة للمحور الأمريكي والذي أدى الرفض تجديد ولايته لرئاسة الوزراء , ولكن ما جرى فعلاً في هذا الترشيح هو اتساع الهوة بين كتلة البناء وبرهم صالح والذي هو الآخر دخل دائرة الاختلاف وأصبح شخصية جدلية وغير مرغوب به سياسياً , اذا ما علمنا حجم الخلافات داخل الحزب الوطني الكردستاني او الخلاف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني , والذي يتمنى خطف هذا المنصب لذلك ربما ستسعى القوى الكردية إلى الإطاحة به سريعاً وهذا ما نراه ربما قريباً في ضل المتغيرات السريعة للمشهد السياسي عموماً .