صنعاء نيوز/ بقلم : سري القدوة -
وأخيرا تمكن تكتل الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو من تشكيل الحكومة الإسرائيلية والتي ستكون العنوان لتطبيق صفقة القرن الامريكية وهذا التحالف يعد الأخطر في تاريخ حكومات الاحتلال ليجسد العنصرية والإرهاب المنظم ويكون أساسا لممارسات العنصرية والقمع والعدوان وتستمر عناصر القمع لتتجمع أدوات ممارسة الكراهية والتنكيل وتشكل اكبر قوة ضد الحقوق الفلسطينية.
لقد تطلع الجميع الي إخراج نتنياهو من المشهد السياسي الإسرائيلي ولكن تحالفه مع غينس يعيده وبقوة الى الوجهة السياسية الإسرائيلية ليكون المرتشي والسارق والمطلوب للمحاكمة رئيسا للوزراء ويتم الاتفاق على توليه رئاسة الوزراء في تشكيل جديد جاء بعد اعادة الانتخابات الإسرائيلية للمرة الثالثة على التوالي .
عملت القائمة العربية المشتركة لمنع وصول نيتناهو لتشكيل الحكومة وأبدت موقفا مهما في دعم حزب ازرق ابيض لتشكيل الحكومة ولكن تحالف العنصرية كان أقوى ليتم خرق التفاهمات والتوصل مع الليكود على صيغ جديدة تمكنهم من إعلان تحالف بينهم لتشكيل حكومة وانتخاب غينس رئيسا للكنيست الإسرائيلي هذا الأمر يضع القائمة العربية المشتركة في موقف مهم ايضا لتترأس قوة المعارضة في الكنيست لأول مرة في تاريخها ولتوضح القائمة المشتركة مواقفها بأنها حاولت ان تلعب دورا في التوصية السابقة بشان غانتس حيث كانت تهدف الى منع إمكانية تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة من جديد وإن الهدف الوحيد لهذه التوصية كان إسقاط نتنياهو لا دعماً لغانتس لإدراك الخطورة الكامنة في تشكيل حكومة يمين متطرف استيطاني يعمل على مصادرة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .
إن غانتس نقض وعده لشركائه في أزرق أبيض ولكافة من قام بانتخابه مما أدى إلى أن يعارض نصف أعضاء تحالفه خطوته هذه والى انشقاق هذا التحالف إلى شطرين وأنه عمليا بخطوته ساهم في استمرار نتنياهو سياسة الارهاب والتطرف .
إن القائمة المشتركة تدخل التاريخ من أوسع أبوابه لتشكل قوة المعارضة وتكون رأس الحربة في مناهضة حكومة نتنياهو وسياساتها العنصرية ولتستمر في دور المعارضة الشرسة والقوية وتقف في مواجهة سياسة العنصرية والكراهية، ولعل المرحلة المقبلة تؤكد وحدة عمل القائمة المشتركة وأهمية التحرك ومواصلة الجهود من أجل انتزاع حقوق المجتمع العربي الفلسطيني المدنية والقومية وفي مقدمتها مكافحة العنف والعمل على إلغاء قانون كمينتس والسعي لتوفير حلول خاصة باحتياجات المجتمع العربي في ظل أزمة كورونا وغيرها من القضايا الملحة .
إن هذا التكتل هو إعلان الانحياز الواضح لصالح اليمين المتطرف وأجندته السياسية المعلنة وانحيازه لصالح مشروع ما يسمى دولة إسرائيل الكبرى القائمة على الاستيطان والتهويد وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وشطب القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية واختزالها بحكم إداري ذاتي في معازل سكانية للفلسطينيين محاصرين بكل أشكال الاستيطان في قلب دولة الاحتلال وتحت هيمنتها الكاملة السياسية والاقتصادية والأمنية .
لعل طبيعة المرحلة تطلب على الصعيد الفلسطيني توحيد الجهود وإعلان قيام الدولة الفلسطينية من قبل المجلس الوطني الفلسطيني هو بمثابة الرد العملي على هذه التطرف العنصري والعمل على إقامة ودعم مؤسسات الدولة الفلسطينية والاستمرار في الانفكاك عن الاحتلال وبناء المؤسسات الفلسطينية في مجال العمل الوطني الفلسطيني وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة سياسات الاستيطان والضم وتعبئة الطاقات الجماهيرية واستنهاضها وصولا إلى الانتفاضة الفلسطينية الشاملة والعصيان الوطني المدني ضد الاحتلال وتوسيع قاعدة العمل الكفاحي والجماهيري والصمود الوطني لمقاومة الاستيطان ومشاريع الضم والتصدي لما يسمى صفقة القرن العنصرية.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]