صنعاء نيوز/ د. إبراهيم عبد الولي البحري - ️ د. إبراهيم عبد الولي البحري
في السودان مع مجموعة من الزملاء نسكن في سكن واحد، ملتزمون بالحجر من قبل أن تدعو إليه الحكومة السودانية، ومهتمون بتطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة.
في أول يوم من أيام رمضان، مرض أكثر الساكنين وظهرت عليهم أعراض كورونا، التي بدأت بالحمى الشديدة (ارتفاع الحرارة)، وألم في المفاصل وأسفل الظهر، والتهاب شديد في شرايين الساقين، وألم في الحلق، ثم فقدان حاستي الشم والطعم، قليل منهم شعروا بضيق في التنفس.
تم التعامل مع الموضوع باهتمام، وكانت معنويات الأغلب مرتفعة جدا، وساعد الجو الإيماني في رمضان على ذلك من فضل الله تعالى.
أحدنا كان يعاني من مرض آخر إضافة إلى أعراض كورونا، اشتد مرضه وأسعف فتوفي ـ رحمه الله ـ في طريقه إلى المستشفى، وبعد فحصه تبين أنه مات بكورونا.
كلنا خالطناه، أو خالطنا من خالطه، وأسعفه.
تأثر الجميع لموته، وازدادت مخاوفهم، فجاءت لجنة طبية متخصصه لتفحص عينه من الساكنين، ففحصوا (29) حالة فقط، فإذا بالنتيجة صادمة للجميع، إذ الجميع مصاب ما عدا اثنين.
نزل الأمر على الجميع كالصاعقة، جاءت النتيجة مع الأسرّة البيضاء، وأجهزة التنفس الصناعي، ومستلزمات الطوارئ،
واجه الجميع الموضوع بقوة، وثبات، وتوكل على الله، وابتهال ، ودعاء، واتخذوا الاحتياطات اللازمة التي ينصح بها الأطباء ك:
ـ العزل الصحي المقدور عليه.
ـ التعقيم المستمر لليدين.
ـ التغذية الجيدة.
ـ الإكثار من الشراب الساخن مع الليم والكركم (الهرد) باليمني، والزنجبيل.
ـ تجنب الماء البارد.
ـ التعرض اليومي لأشعة الشمس.
ـ تناول مخفضات الحرارة.
الآن ونحن في (27) رمضان جميعا حتى الذين ثبت بالفحص أن عندهم كورونا، بخير والحمد لله، تجاوزنا الوباء بفضل الله تعالى.
ـ لقد أتاح لي العزل الصحي لمدة شهرين، مع توفر النت بشكل ممتاز، القراءة والاطلاع عن كورونا، والمتابعة لكل جديد، والاستماع لمقاطع على اليوتيوب، لدكاترة متخصصين، ولمرضى عافاهم الله، ودخول مواقع رسمية وغير رسمية، والبحث المستفيض ـ كما أظنه ـ عن الوباء، كما أن الشعور بأن الجميع مصاب، بالإضافة إلى موت زميلي، كل ذلك كان دافعا قويا للاطلاع والبحث، ورغبت في نشر هذا المقال لحاجة الناس الماسة لمثل هذا، بسبب ما ينشر من التخويف وبث الرعب، ونشر الكوارث، ما صح منها ومالم يصح، وعدم نشر التجارب الجيدة في التعامل مع الوباء وحالات الشفاء من هذا الوباء، والتي تمثل 98% بفضل الله.
ـ إن بث الرعب والخوف بهذه الصورة مقصود وممنهج وليس عفويا.
ـ هناك قوى دولية خلف ما نراه ونسمعه من تهويل، لأهداف كثيرة تناولتها كثير من مراكز الدراسات وبعض الباحثين.
ـ كورونا ليس خطيرا إلى الدرجة التي يصورها صناع المعلومة وأتباعهم، فمن يموت به لا يكاد يذكر مقارنة مع من يشفى منه.
ـ نتوكل على الله تعالى، ونعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها كما أخبر الصادق المصدوق ـ عليه الصلاة والسلام ـ ثم نتخذ التدابير الوقائية التي ينصح بها الأطباء ، من غير تهويل ولا تهوين، وقد ذكرتها سابقا.
ـ ضرورة التوقف عن نشر ما من شأنه التخويف وبث الرعب، فكل ذلك يوهن القوى، ويضعف المناعة، فأكثر ضحايا هذا الفيروس هم الذين أصابهم الرعب والخوف.
ـ نتحصن بالأذكار الشرعية، وندعو الله تعالى أن يشفي كل مريض، ويصرف عنا شر الأشرار وكيد الفجار، والوباء والبلاء وسائر الفتن، وأن يختم لنا بالحسنى، والحمد لله أولا وآخرا.
27/رمضان/1441هـ
الخرطوم. |