صنعاء نيوز/ عباس البخاتي -
خيبة أمل كبيرة أصابت العراقيين الذين يحلمون بوطنٍ تُحْتَرَمْ فيه القيمُ والأعراف، فلم يكن في الحسبان أن يؤدي التحول الديموقراطي إلى تحولٍ في الطبيعة الجنسية.
نعم...إنه التحول الجنسي الناتج عن الإستثمار الأفضل للحريات والذي يبدو لحد الآن أنه الإنجاز الأهم حيث سينهي حقبة طويلة من الكبت والحرمان الذي عانته وتعانيه الأعضاء التناسلية ومؤخرات مصاصي ال... الذين سُرِقَتْ حقوقهم من قبل مصاصي الدماء وسارقي قوت الشعب.
لقد أثبت التنوريون الجدد وفاءهم لتلك الشريحة المنيوطهدة من خلال موقفهم لبيان مدى التهميش والمضايقات التي يتعرضون لها، حيث تقول آلاء حسين وهي فنانة عراقية إنها تعرف كثيراً من أولئك اللوطيين لكنهم أناس رائعون!
ولما لا يكونوا رائعين وقد وهبوا أعز ما يملكون لإدخال السعادة على غيرهم ؟
في ما يرى أوس فاضل وهو مخرج سينمائي أشرف على بعض الأعمال الكوميدية إن اللوطيين شريحة مهمة يجب ان تحضى بالإحترام الذي تستحقه مؤكداً أنه لم يتناول تلك الفئة بطريقة سيئة في أعماله مشيراً الى ضرورة ترسيخ فكرة مفادها إن اللوطي انسان حاله حال بقية البشر في الوعي الإجتماعي.
تلك الآراء وغيرها الكثير الذي صدر من بعض الناشطين والمنادين بحقوق الإنسان تتفق على مضمون واحد وهو التعامل مع شريحة المثليين كواقع يجب الإعتراف به لكن تلك الجهود فشلت بأول خطوة إصطدمت بها مع الطبيعة الأجتماعية والثقافية للشعب العراقي الذي لا يرى في هؤلاء إلا مجموعة لوطية تستحق الإزدراء وهو ما لا يروق للمنظمات الحقوقية ومن سار بركبها ممن يرى في تغيير المصطلحات من لوطي الى مثلي هي بداية المشوار في استحصال الحقوق المزعومة!
شيء آحر لابد من التأكيد عليه وهو إن أغلب المتعاطفين معهم هم من الناقمين على العملية السياسية الجارية في العراق وممن لايرون في النظام السياسي الحالي إنموذجاً مناسباً لتلبية حاجات أبناء الشعب بما في ذلك أشباه النساء منهم.
لذا يجب على القائمين على الشأن السياسي الإبتعاد عن التعاطي مع المستجدات بالطريقة التقليدية ولا بد من ممارسة الدور وفق الإطار الحداثوي لمواكبة الركب العالمي.
أولى خطوات الأداء السياسي وفق منظور الحداثة هي منح اللوطيين حقوقهم بدءاً من إنشاء إقليم ليطستان والسماح لهم بالترويج لذلك إعلامياً عبر القمر المداري فرخسات بمعدل ترميز معتبر وعلى الطريقة الفرنسية والذي سيكون لفضائية حلوين دوراً مهماً في الترويج لهذا المشروع، الذي سيحضى بإعتراف دولٍ عدة وفي مقدمتها طيزٍآباد التي يضرب بها المثل بجودة الخمور المصنوعة هناك، إذ يستغني المقيم فيها عن شرب الماء لوفرة مزارع الكروم هناك حيث يقول الشاعر:
بطيزٍ آباد كرمٍ ما مررتُ به إلآ تعجبت ممن يشرب الماءَ.