صنعاء نيوز رندا شواله -
حميد الاحمر.. مكايدا في (التوريث) ومخادعا في (رئيس جنوبي)



منذ سنوات ابتكرت قيادات في حزب التجمع اليمني للاصلاح قضية موهومة لتناضل في سبيلها نضالا مثيرا للسخرية، فهو من قبيل مناطحة طواحين الهوى.. قضية اسمها التوريث.. تصور نفسك وأنت تنهك نفسك وقدراتك في مطاردة قطة سوداء في غرفة مظلمة غير موجودة أصلا..

قالوا أن الرئيس علي عبد الله صالح يعد الترتيبات الكفيلة بتولية نجله (أحمد ) المنصب الأول في البلاد. أي سيخلفه في رئاسة الجمهورية. الرئيس كان ولا يزال يرد بالقول ان احمد علي عبد الله صالح مواطن مثله مثل غيره من المواطنين اليمنيين الذين يكفل لهم الدستور وقانون الانتخابات الترشح في أي انتخابات رئاسية ما دام أي منهم متوافر على الشروط المحددة في الدستور والقانون.. وقال مرة: أنا لا انصح ابني أحمد بذلك.. بينما قال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل وغيره من قيادات المشترك.. نعم هذا من حق أحمد لكن عليه أن يترك منصبه العسكري قبل عدة أشهر من موعد فتح باب الترشيح حتى لا يستخدم موقعه العسكري لتقوية موقعه السياسي في الانتخابات..

الشيخ حميد الأحمر الذي يسيطر عليه وسواس خناس، كلما فتح عينيه ورأى ان (احمد) لا يزال في موقعه العسكري، يندفع بقوة نحو شائعة التوريث هذه ووظفها لمهاجمة الرئيس وبالمرة يقترح رئيس جنوبي من باب المزايدة. بينما الذي يحركه تجاه هو انه يتخيل أن (أحمد) منافسه على المنصب ذاته، ما يعني أن فكرة الرئاسة مسيطرة عليه بقوة رغم اعتقاده بأفضلية علي محسن صالح..

بعد أن اكد الرئيس في مبادرته التي اعلنها في الثاني من فبراير الماضي أن قضية التوريث قضية مفتعلة من قبل المعارضة، وهي في الواقع كذلك ولا وجود لها في عقل الرئيس، وان لا توريث ولا تمديد ولا تصفير للعداد كما تزعم المعارضة.. كان أول رد فعل صدر بهذا الصدد من قبل حميد الأحمر الذي قال: لكي يثبت الرئيس جديته فعليه أن يقوم فورا بعزل ابنائه وبني اخوانه واقاربه من مناصبهم العسكرية.. ومن المفارقات أن الحديث الذي يدور بين قيادات في حزب الاصلاح حول اختيار الرئيس المقبل يتمحور حول حميد الاحمر وعلي محسن صالح الأحمر، وفي الوقت الذي يتحدث فيه حميد الاحمر عن تفضيله لرئيس جنوبي -وهذا من باب المزايدة المفضوحة كما قلنا- فأن علي محسن الاحمر بالنسبة له يجب وضعه على رأس قائمة الأولويات ايضا لأسباب معروفة قبلية وايدلوجية ومصلحية.

يدرك الشيخ حميد الاحمر أن عددا قليلا من القيادات العسكرية والامنية تنتمي الى عائلة الرئيس، وأنها شخصيات وطنية ومجربة، وأن من حق رئيس الجمهورية أن يعين من يراه جديرا بالمسؤولية، وليس عيبا تعيين ذي قرابة ما دام جديرا، إذ لا يعقل- بل من الظلم- استبعاد شخصا ما يتمتع بالكفاءة المطلوبة لمجرد انه ذي قرابة.. كذلك من حق أي رئيس وقائد للقوات المسلحة يأتي خلفا للرئيس صالح لديه أفق وطني مثله، أن يختار قيادات بديلة إذا وجد أن البدائل أفضل مما هو قائم وان المصلحة العامة تستدعي ذلك.

أن حميد الأحمر يدرك ذلك جيدا ولذلك يصبح من المفهوم لماذا هو يكايد في هذه القضية. وعندما نقول انه يستخدم هذه القضية في مجال المكايدة السياسية فذلك ليس تجنيا على الرجل بل استنادا الى واقعه وواقع قبيلته وحزبه.. فالتوريث يضرب اطنابه في جذور عائلة حميد الاحمر الاسرية والقبلية والحزبية... حميد وثلاثة من اخوانه يتوارثون اربعة مقاعد في مجلس النواب، وصار اخوهم حمير وريثا لأبيه من الدرجة الثانية في هيئة رئاسة مجلس النواب... وعلى مستوى قبيلة حاشد هم دون غيرهم الذين يتوارثون المشيخة والدوائر الانتخابية واستعباد أفراد قبيلة حاشد الذين جهلوهم واعموهم لكي يبقوا مسخرين لهم في الخدمة والحراسة وغيرهما.. وعلى مستوى حزب الاصلاح قاموا في المؤتمر العام الرابع بتعديل النظام الداخلي للحزب لكي يبقى الشيخ عبد الله الأحمر رئيسا للهيئة العليا لفترة جديدة بعد أن استنفد فترة رئاسته للهيئة بموجب النظام الداخلي قبل تفصيله على مقاس الشيخ.