صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
استجابة لدعوة من طرف عدد من الرفاق على الصعيد الوطني بالمغرب، شاركت في مناقشة موضوع حول الوضع الاقتصادي العالمي وتداعياته على الطبقة العاملة في إطار ندوة رقمية مساء يوم السبت 13 يونيو 2020، من خلال الأرضية التالية، وهي الأرضية التي عرفت نقاشات عميقة تواصلت لعدة أيام، وفيما يلي مضمون الأرضية المطروحة مع إضافات مستخلصة من مضامين النقاشات إلي أجريت حولها.
ولا تخفى أهمية هذا الموضوع انطلاقا من ما تعرفه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، المتأزمة بوضوح محليا وعالميا عمقتها جائحة كوفيد 19 مع بداية سنة 2020، وما تسعى إليه الامبريالية والبلدان التابعة بالموازاة مع ذلك من أهداف تسلطية فاشية فوقية بدعوى مكافحة الجائحة.
وتحاول الأنظمة الرأسمالية قاطبة عبر وسائل الإعلام ومسئوليها الادعاء بأن الأزمة الاقتصادية لسنة 2020 هي ذات مصدر خارج عن نطاق ميكانيزمات نمط الإنتاج الرأسمالي باعتبارها أزمة طارئة ناجمة أساسا عن جائحة كوفيد 19، وقد شاهدنا مدى مبالغة هذه الأنظمة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية في نشر الرعب والخوف بين الناس عبر وسائل الإعلام التي ما فتئت منذ بداية سنة 2020 تمطرنا بأخبار ضحايا هذه الجائحة، وتؤكد أن لا خلاص من دون لقاح يشمل كافة سكان المعمورة.
ويبدوا جليا اليوم، بان اكبر متضرر من هذه الجائحة والإجراءات المواكبة لها هي الطبقة العاملة التي فرض عليها في كل مكان ان تشتغل في شروط تفتقر لأدنى شروط السلامة الصحية، وقد رأينا في المغرب أعداد العاملات والعمال الذين أصيبوا داخل المعامل بها المرض في المدن الصناعية الرئيسية بالدار البيضاء وطنجة على الخصوص وكذا إصابات واسعة بين العمال والعاملات الزراعيات بمزارع إنتاج الفراولة بمنطقة للا ميمونة ناحية مدينة القنيطرة والتي تعود ملكيتها إلى أحد المستثمرين الإسبان.
كما تعرض عمال قطاعات أخرى للطرد بسبب العمل النقابي أو حرموا من الأجر فظلت منذ بداية سنة 2020 معتصمة أمام مقرات العمل في احتجاج متواصل دون الالتفات إلى مطالبها والمثال الصارخ هنا هم عمال الكابلاج بشركة امانور في مدن طنجة وتطوان والرباط والذين تعرضوا يوم 24 يونيو لقمع وحشي خلف عدة إصابات في صفوف العمال.
سأحاول من خلال هذه الأرضية أن أناقش في محور أول حول مصدر الأزمات الاقتصادية للرأسمالية المعلومة اليوم من وجهة نظري وفي محور ثاني سأتناول تناقض القوانين الرأسمالية حسب دراسات كارل ماركس باعتبارها أساس استمرارية الأزمات الرأسمالية ووقوف نمط الإنتاج الرأسمالي اليوم على حافة الانهيار الكامل وكونها الأساس المهيأ للأزمة الثورية وبالتالي للثورة الاشتراكية العالمية، وفي محور ثالث، سأتناول تداعيات الأزمتين الصحية والاقتصادية على الطبقة العاملة وردود أفعالها حاليا ومستقبلا... يتبع
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.
[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/