صنعاء نيوز/ بقلم/ احمد الشاوش - يعيش العرب اليوم أسوأ وابشع واهون لحظات العمر بعد ان تحول الحاكم العربي الى مجرد أداه أو ذاكرة الكترونية لتعبئة وتنفيذ الخطط والسيناريوهات الاستراتيجية لصانع الشرق الاوسط الجديد.
فعلى المستوى الشعبي، فالعرب والمسلمون اليوم عُدةٌ وعُده أضحوا أكثر شعوب الارض تخلفاً نتيجة للتعليم المؤدلج والاسلوب التربوي المتطرف الذي حول شعوب المنطقة الى قنبلة موقوته تُعاني من الفقر والجوع والعطش والصراعات والثارات والانقسامات السياسية والمذهبية والمناطقية ،،.
لذلك فإن هذا العدد الكبير من البشر المُتخلف والمسلح بثقافة الانحطاط لايُقدم ولايؤخر في عالم اليوم الذي يحترم العلم والعمل والتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والانتاج والتصنيع والتكنولوجيا والذرة والصعود الى القمر ، بل أصبح عبئاً كبيراً على الدول والمنطقة ومصدر تهديد للعالم بعد ان تحول الى حقل تجارب للافكار والايدلوجيات والنظريات والابحاث الامريكية والبريطانية والصهيونية ، ومايجري في افغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا ولبنان ،، خير شاهد على حالة الاحتقان والانفجار والخلاف وتصفيات حسابات الدول الاخرى بإيادي منتجات التطرف.
على المستوى الرسمي ، بُليت المنطقة العربية بتجار حروب وصناع فتن وحكام جهلة فاسدين حتى النخاع ، ومستبدين حتى اخمص القدمين جاءوا على ظهور الدبابات والمدرعات وطلقات البنادق وأموال الشرق والغرب ودهفات الدول الاقليمية والدولية والشريف منهم زور الانتخابات ، تحت مسمى الثورة والانقلاب والديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة واسقاط الانظمة والجرع ، ليكتشف المواطن أن كل غاصب للسلطة أقبح من سابقة وانه كلما دخلت أمة لعنت أختها وطمست معالم ضرتها وانجازاتها وقالت فيها مالم يقل مالك في الخمرة.
والانسان العاقل والحكيم يُدرك ان مشاكل الشعوب العربية والاسلامية يرجع أولاً الى سياسة الاستعمار ، ومن ثم خروجه بالقوة وصناعة السلطنات وتفريخ الامراء والامارات وتنصيب البديل الاسوأ عبر طابوره الخامس واغتيال الشرفاء والوطنيين ومن ثم سياسة التجهيل وتدمير التعليم وانحطاط التربية وتفسخ القيم الدينية السامية وتدمير مكارم الاخلاق وانهيار العادات والتقاليد والاعراف النبيلة ، حتى صار الفرد والاسرة والمجتمع في وادي والحاكم وبطانته الفاسدة في وادي آخر بالجيوش والحراس والولاء والقداسة الزائفة والقرابين البشرية دون نصيحته أو ايقافه عند حده بإعتباره بشر يُصيب ويُخطئ.
وبغرور الحاكم المستبد ونفاق وصمت الشعوب المحتضرة ، أنخفض ترمومتر الوطنية والقومية والمبادئ والقيم وغاب مؤشر العقل والحكمة وهبطت الغيرة والمرؤة والرحمة لدى الحاكم العربي الى الصفر في مقابل الجلوس أطول مدة على كرسي السلطة ونهب وتبديد الثروات.
وانخفضت فولتية المبادئ لدى النُخب الحزبية والمثقفين والعلماء والاعلاميين ، وصار المواطن العربي يصنع القداسة ويختار " العبودية" بنفسه أو رغماً عنه ، بينما تختار شعوب الغرب المتحررة من الجهل والقيود وحمى الثورات والانقلابات والشرعيات المضروبة والمنتهية الصلاحية ، الرؤساء والحكومات عبر صناديق الاقتراع الحر بعيداً عن زيف القداسة والوراثة والوصاية والقبيلة والمشيخة والاسرة والقرية والمدفع والمال الحرام والاستقواء بالخارج ، وفي نفس الوقت يمارس حكام الغرب أبشع الاساليب بدعم الديكتاتوريات العربية مقابل مصالح معينه.
لقد تحولت القضية الفلسطينية الى سلعة للمتاجرة بها في سوق النخاسة والمزايدة السياسية منذ وعد بلفور المشؤوم وصار الشعب الفلسطيني المقاوم أكثر معرفة بالخونة والصهاينة العرب المتآمرين على قضيته وأراضية ودولته ، لتحقيق أحلام اسرائيل من الفرات الى النيل ووصوله الى المدينة المنورة وخيبر ، وتمكينه من السيطرة على باب المندب ومضيق هرمز والبحر الاحمر وبحر العرب وسوقطرة وحنيش وزُقر لبناء قواعد تعتبر الذراع الاطول لاسرائيل ، تحت فزاعة " إيران" ، بينما كنا نأمل الحديث عن تسوية سياسية واتفاقات سلام مع الاحتلال الاسرائيلي تُعلن فيه الدولة الفلسطينية وفق حدود 67عاصمتها القدس الشرقية .
لقد تحول الحكام العرب الى اضحوكة لدى دول الشرق والغرب بكذبهم على شعوبهم والتجرد من انسانياتهم وخدمة شعوبهم وصاروا محل تندر زعماء وحكماء وشعوب العالم بعد ان فقدوا البوصلة وسقطت اقنعة الوقار وتساقطت أوراق التوت ، واصبح الملك والامير والرئيس والقائد مجرد " طرطور" وفي أفضل الاحوال " سمسار" لدى امريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية إلا من رحم الله ، والعجيب ان الكثير منهم مازال يُزايد بإسم العروبة والاسلام والوطنية والقومية والسيادة والحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات وهو أكثر الناس فساداً وافساداً وفي رواية.. ألدُ الخصام.. فهل من رجل رشيد؟ |