صنعاء نيوز -
ربما لم تحظ مقالة علمية في سوريا بالانتشار الذي حازه منشور لباحث في علم المناخ قال فيه إن حرائق سوريا "مفتعلة" وليست ناتجة عن عوامل طبيعية استنادا إلى ما ذكر إنها قراءة علمية.
"في علم المناخ من الصعب أن يحدث الحريق ليلا بمسبب طبيعي، ولا بد من وجود يد فاعلة" هكذا يؤكد رياض قره فلاح أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافية بجامعة تشرين.
وحول ما دفعه لهذا الاستنتاج، يقول قره فلاح لـ RT إن الحرائق حدثت ليلا، ومن المعروف أن أكثر الأوقات برودة في اليوم هي في ساعات الصباح الأولى بين الرابعة والخامسة فجرا لأن الأرض تسخن بتأثير حرارة الشمس وتبرد ليلا.
وذلك يعني حسب قره فلاح أن: احتمال الحرائق نهارا يكون أكبر بكثير من احتمالها ليلا.
الشيء الآخر الذي يشير إليه قره فلاح والذي ذكره أيضا في تدوينته هو أن الضغط الجوي ليلا يكون مرتفعا، (بشكل عام وفي الأيام الصافية) وهذا يؤدي إلى هدوء في الرياح بشكل عام واستقرار الجو، وعند شروق الشمس تقل كثافة الهواء ويبدأ الضغط بالانخفاض وتشتد الرياح.
أي أن شدة الرياح تزداد نهارا وتخف ليلا بتأثير تغير الضغط، وهو ما يعني أن الظروف المهيئة للحرائق بسبب العوامل الطبيعية يجب أن تكون نهارا وليس ليلا، ويؤكد قره فلاح أن "احتمال اندلاعها ليلا يقارب الصفر عمليا"، فكل ما يساعد على ذلك يحدث نهارا كانعكاس المشمس على سطح عاكس، أو احتكاك الأشجار.. الخ، عدا عن أن الحرائق حدثت، كما يقول، في المناطق المرتفعة، حيث تزداد البرودة في المناطق الجبلية والهضبية بسبب الارتفاع، وهو ما يفترض أن يقلل احتمال نشوب الحريق.
ويشير فلاح إلى أنه من المعروف علميا أنه من بين كل 100 حريق هناك أربعة فقط تحدث بفعل العوامل الطبيعية ما يعني أن 96 في المئة من الحرائق تعود لأسباب بشرية، سواء أكانت متعمدة أم غير ذلك.
وحول تفسيره لما ينتشر في سوريا على نطاق واسع أن الحرائق ليست عفوية أو طبيعية، وحتى للإشارات التي ذكرها في صفحته والتي استخدم فيها وصف "الخيانة العظمى" لمن تسبب بالحرائق.
يقول قره فلاح إنه قدم محاكاة منطقية وعلمية وأنه ليس في موقع من يقدم اتهامات أو أن يتوصل لمعرفة من قد يكون الفاعل، وأنه قدم رأيا علميا خلص فيه إلى أنه من الصعب أن تكون الحرائق التي شهدتها البلاد طبيعية، وأنه يؤكد من وجهة نظر علمية أن ثمة يدا فاعلة.
وحول الخرائط المنتشرة للحرائق التي شهدتها المنطقة والتي أظهرت أن الحرائق لا تقتصر على سوريا، يقول قره فلاح إن الحرائق التي شهدتها دول أخرى لم تكن بنفس الحجم والطريقة التي شهدتها المحافظات السورية الثلاث، ويشير إلى أن "انتشار الحرائق في لواء اسكندورنة مثلا يفترض أن يكون أوسع، وذلك حسب طبيعته ومناخه واحتوائه على مناطق أبعد داخل اليابسة"
ويعيد قره فلاح التأكيد على أن "الحرائق في بلدنا مقصودة وانطلاقا من تحليل علمي فقط" ويضيف أن ثمة أسئلة كبيرة يمكن أن تطرح، منها:
لماذا لم تشهد سوريا حرائق مماثلة في الفترة منذ 2015 وحتى 2018 وهي التي كانت سنوات حارة جدا جدا؟
ولماذا الآن حدثت وفي الليل وفي مناطق متباعدة، وتوقيت متقارب؟ .. كلها أسئلة مهمة، يقول قره فلاح.
وكانت التدوينة التي نشرها قره فلاح حظيت باهتمام كبير إذ بلغ التفاعل معها مستويات عالية كما يظهر في صفحته:
هل الحرائق طبيعية..؟
عندما يندلع 20 حريقا ليل وفجر الجمعة في أماكن متفرقة ومتباعدة وداخلية في الغابة، وبشكل مخيف يصعب...
تم النشر بواسطة عن الطقس والمناخ في سورية " د.رياض قره فلاح " في الجمعة، ٩ أكتوبر ٢٠٢٠
أسامة يونس
المصدر: RT