صنعاء نيوز - الأحرار بليبيا إلى تاريخ والده الذي رفع المقاتلون صورته.. ابن عمر المختار، ذو التسعين خريفا، لم يستطع رفض نقل رفات والده من مرقده في بنغازي، بأمر من العقيد بحجة إبعاده عن المكان الذي أعدم فيه، رغم رفض النجل والعائلة وكذلك الشعب الذي مازال يحيط أسرة المختار بالمحبة والتقدير.. و في داره بمنطقة حدائق بنغازي، التقت "الشروق" محمد عمر المختار لتسمع منه ذكرياته عن مصر التي أرسل إليها الشهيد أسرته حتى يتفرغ للجهاد. كيف كان انضمامك للثورة الليبية؟ وهل تتوقع لها النجاح؟
- لا يساورني أدنى شك في نجاح هذه الثورة، وهؤلاء الشباب لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد سقوط القذافي، وعلى هؤلاء الثوار الحفاظ على رباطة جأشهم وأن يتحلوا بالشجاعة، والله سيؤازرهم ويعطيهم النصر، أما عن انضمامي للثورة، فقد قلت من قبل أنني وقفت في ساحة
المحكمة أهنئ الشباب الليبى وأشد من أزره، ورغم ظروفى الصحية الصعبة، إلا إننى أصريت على التوجه إليهم يوم 17 فبراير، وكنت سعيدا جدا بهم، وهم أيضا كانوا فرحين بى.
لكن القذافي اتهم الثوار بأنهم يريدون تقسيم ليبيا، هل ترى هذا الأمر صحيحا؟
- هذا كلام غير حقيقى، فلا توجد أفكار للانفصال ولا لتقسيم ليبيا، ليبيا موحدة وستظل بلدا واحدا، والشعب الليبى له يد واحدة.
كيف ترى قضية استخدام القذافي للمرتزقة؟
- سمعت أنه جلب مرتزقة ودفع لهم الكثير من الدولارات ليقتلوا الشعب الليبى. ولم أتوقع من القذافى أبدا أن يفعل ذلك بشعبه.
ترددت أنباء عن أنك رافقت القذافي في عدد من أسفاره.. هل كانت هناك صداقة بينكما؟
- لا، أبدا لم نكن أصدقاء، كنت أعرفه مثل كل الليبيين، والتقيته أكثر من مرة وكان يبدو جيدا في لقاءاتي معه، ولم ألحظ منه أي شيء غريب.
هل كنت تتوقع ان يستخدم هذا الكم من العنف ضد شعبه؟
- لم أكن أتوقع ذلك أبدا، فخلال لقائي به في المقابلات الرسمية كان يبدو هادئا وودودا ولم يظهر وجهه القبيح.
هل تتوقع سقوط القذافي خلال الأيام المقبله.. ولماذا لم توجه له رسالة تدعوه فيها الى حقن
الدماء؟
- أتوقع أن يسقط خلال أيام، لكن هذا الأمر مرهون بفرض الحظر الجوي على ليبيا، أما عن التوسط بين القذافي والثوار فأنا لم أقم بهذا الدور ولا يمكن القيام به الآن، لأنه أصبح غير مجد، وأنا لم أحاول أن أكلمه شخصيا، لكنني وجهت له نداء بأن يتنحى، وقلت له إن التنحى أفضل لك وللشعب الليبى.
ألم يتصل بك أحد من مقربيه؟
- لم يحدث.
كيف ترى الحل والمخرج من تلك الأزمة؟
- إن شاء الله خير وسينتصر الشباب، أنا متأكد من الشباب الليبى، وواثق أن معمر سيترك الحكم، نحن وصلنا لمرحلة اللاعودة.
لكن البعض يرى أن هناك خلافا بين قبائل ليبيا بين مؤيد ومعارض لتلك الثورة؟
- لم يحدث خلاف بين أي من القبائل، وما حدث فعلا أن الجميع توحد ضده وليبيا توحدت تماما، وقبائل الشرق مثلها مثل قبائل الغرب لن تجد أي فرق بينها.
ما هي الكلمة التي توجهها للثوار بعد خوض تلك المعارك في المدن المختلفة؟
- أقول لهم هذه بلادكم، اتحدوا من أجلها، وحاربوا من أجلها وسوف ينصركم الله، وابتعدوا عن التخريب وامنعوا أي عمليات تخريبية أو أي تدخلات خارجية، لأن الغرب يتربص بنا وعينه على خيراتنا.
القذافي طالب مصر بإغلاق الحدود بين البلدين ووقف الإغاثة المصرية.. كيف تعلق على هذا الأمر؟ - يذكرني بوالدي حين طلب الإيطاليون من مصر بإغلاق حدودها مع ليبيا بعد أن تبينوا بأن مصر تساند المختار وتمده بالسلاح، وبات القذافي الآن أشبه بالاحتلال الإيطالي وينتهج نفس السلوك.
هل مازلت تذكر والدك، وأين كنت وقت إعدامه؟
- كنت وقتها أدرس في مدرسة الشاطبي الابتدائية بالقسم الداخلي في الإسكندرية، والكل يدري أن مصر خيرها على الليبيين ولها فضل عليهم وعلى العرب أجمعين، ولولا مساعدتها لوالدي في جهاده ضد الإيطاليين ما استطاع أن يفعل شيئا.. فقد كانت مصر تمده بالأسلحة والذخائر والمعونات الغذائية طوال فترة جهاده وبعد انتباه الإيطاليين لذلك، أغلقت حدود ليبيا مع مصر بسور شائك مما أضعف المجاهدين.
..وكيف تلقيتم وقتها نبأ إعدامه؟
- كنا نعيش وقتها في أبي حمص بمحافظة البحيرة وسمعنا من الإذاعة المصرية ومن بعض أقاربنا الذين هربوا من ليبيا بعد استشهاد شيخ المجاهدين عمر المختار وحضروا إلينا في مصر.
..ومتى عدتم إلى ليبيا؟
- عدنا بعد 1934، وإن ظل بعض الأقارب في مصر إلى الستينيات وعادوا قبل ثورة القذافي عام 1969 أيام المملكة.
لماذا لم تعترض على قرار القذافي بنقل رفات الشهيد عمر المختار من بنغازي إلى منطقة بعيدة مجهولة؟
- بالتأكيد لم أوافق على نقل رفات والدي، لأن الليبيين كانوا يتبركون بضريحه، الذي كان أيضا مزارا للرؤساء والزعماء والملوك، وكان المختار قد دفن بعد شنقه في جبانة سيدي عبيد، وفي عام 1980 قرر العقيد القذافي نقل رفاته إلى سلوك، وكان القذافي عندما يقرر لا أحد يستطيع معارضته، ورغم أنني وجميع عائلة المختار لم نوافق، إلا أننا لم نستطع إعلان رفضنا، رغم
أن القذافي استمد جزءا من شرعيته من جهاد عمر المختار وقام بتوجيه أول خطاب له بعد الثورة يوم 16 سبتمبر1969 من ضريح عمر المختار، ولكنني وكل أفراد العائلة رضخنا ورافقناه ساعة نقل الرفات إلى سلوك.
هل كنت تتوقع الثورة على القذافي؟
- كنت أتوقعها منذ سنوات والحمد لله الذي مد في عمري ورأيت الشباب يفجرونها وحفيد المختار ابن مفتاح، وهو طالب يدرس بكلية الهندسة، وغيره من شباب العائلة شاركوا فيها وحملوا السلاح وساهموا في اقتحام كتيبة الفضيل بوعمر.
هل شاهدت الفليم الذي أنجز حول والدك، وهل كانت لك اتصالات مع القائمين على العمل قبل تصويره؟
- بالتأكيد شاهدت الفيلم الذي كان أداء أنطوني كوين فيه رائعا إلى حد أنني كنت أشعر بأنه فعلا والدي.. في المقابل لم يكن هناك أي اتصال بيني وبين القائمين على الفيلم ولم أر العقاد مخرج العمل، لا قبل عرض العمل ولا بعده.
ترددت أنباء عن وجود متعلقات شخصية للشهيد عمر المختار في متحف بإيطاليا؟
- نعم سمعنا، وأنا أطالب إيطاليا بإعادة كل ما لديها من حاجيات والدي، خصوصا النظارة، فمن حقي الاحتفاظ بها، وأن أضعها في متحف بطرابلس.
القذافي ادعى بأنه هو الطفل الصغير الذي أخذ نظارة الشهيد بعد إعدامه؟
- هذا هراء، والقذافي يحاول أن ينسب لنفسه أي شيء فيه رفعة.اقتباس الخبر http://www.echoroukonline.com/ara/index.php?news=70481المصدر : صحيفة الشروق |