صنعاء نيوز/صافي الياسري - خلال ساعات قليلة فقط قفزت حمى التصريحات النارية لرموز التظام الايراني الى اعلى سقف خلال العامين الاخيرين ، او تحديدا بعد تزوير الانتخابات واعلان فوز نجاد – خامنئي ، الفوز الذي كانت ردة فعل الشعب الايراني عليه صفحات انتفاضات متتالية ، بدات في 12 حزيران 2009 و استمرت طوال عامين لتلتهب بقوة هذه الايام ، والتصريحات تاتي ضمن عقيدة اثارة الفوضى وخلط الاوراق واصطناع وجود تهديد ومخاطر خارجية ... في مواجهة مخاطر داخلية حقيقة .. ضمن سياسة ما يعرف بالهروب الى الامام ، او ما هو في الحقيقة هروب نحو الهاوية ، وتغيير الهاوية مكانها باتجاه النظام وتوسعها لالتهامه ، ولنقرا المشهد الايراني حتى منتصف ليلة امس الاثنين 14 اذار على الثلاثاء الخامس عشر منه ، وبحسب توارد الانباء تباعا ... تقول حزمة الانباء التي وردت عصر ذات اليوم .. تضاربت اراء جنرالات ايران وبقية رموز العسكر الايراني حول قياس مستوى التهديد العسكري الذي تواجهه ايران .. وفي الحقيقة لم يكن ثمة جديد في حركة مؤشرات هذا التهديد فوق ماهو مالوف ، اللهم الا اذا اخذت ايران حركة قوات درع الجزيرة الى البحرين ، على انها تهديد لايران ، وهذا في الحقيقة ناجم عن شعور بتهديد مشاريع ايران الاستحواذية والاستعمارية ، ونفوذها في المنطقة ، وبخاصة في ما يتعلق بالبحرين التي تعدها محافظة ما زالت كراسي نوابها في البرلمان الايراني شاغرة !! ومن المعلوم ان نظام ولاية الفقيه الايراني يتحرك في هذا على وفق نظرية المجال القريب سوفيتية الاصل !! وليس تهديد الوجود او الكيان الايراني حقيقة !!، ما يعني ان رفع مستويات الخطر المحدق به وخفظها لا يتعلق بتهديد حقيقي ، وانما مصنوع في دوائر ( الفبركة ) الايرانية !!
فدرع الجزيرة ، قوات عسكرية مشتركة تأسست عام 1986 من قوات السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان بدأت ب5,000 جندي و لا تتجاوز الآن الثلاثين ألف عسكري من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل[] .
يقيمون في حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية السعودية. ومهمة درع الجزيرة هي حماية أمن الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي من أي عدوان خارجي ضد اي من هذه الدول ، وهو في رايي لم يكن الهدف الحقيقي للتحرك الى البحرين .. ، لان قوات بهذا العدد لا يمكن ان توفر حماية حقيقية للبحرين في مواجهة الاسد الايراني ، وحقيقة حركة قوات درع الجزيرة موجهة لحماية اركان العرش البحريني الذي يهتز الان اهتزاز اركان عروش عدد من الملوك والرؤساء العرب ، وهو ما تعرفه ايران وتريد ان تسحب من تحت اقدام هذه القوات بساط فاعليتها حتى كقوات مكافحة شغب داخلي بله كونها قوات لحماية البحرين من تهديد خارجي كما هي وظيفتها التي تم تشكيلها لادائها ؟؟
.
حركة قوات درع الجزيرة التابعة لدول مجلس دول التعاون الخليجي العربية، اذن ، لا تعني اكثر من حركة فار يعوم في الخليج بطريقة بهلوانية استعراضية للاستهلاك الداخلي .. وايران تعرف هذا حق المعرفة ... لكنها تصعد لاهداف اخرى سناتي عليها .. ولنقرأ بقية التصريحات ....قال نجاد وعلى وفق طريقته ( الاكشن ) في اطلاق ناري الكلام .. ان المراكز العسكرية الغربية في المنطقة ،المستهدفة ايرانيا .. ستتحول في وقت قصير الى مراكز سياحية .... وقد اثار هذا التصريح موجة من السخرية الاعلامية ، ولم يحض برد جدي من الطرف الاخر حتى صبيحة اليوم .. الثلاثاء 15 اذار ، ومن المؤكد ان تصريحات نجاد هذه ليست اكثر من استغلاله الفرصة للتهريج ولا علاقة لها بحقيقة مستوى الخطر الذي يتهدد الكيان الايراني استراتيجيا ولا حتى تكتيكيا ، وهو ليس اكثر من فقاعات صابون متطايرة في فضاء المنطقة ، وياتي ضمن هذا السياق تصريح رئيس الاركان الايراني حسين فيروزي ، حيث قال ان جميع الاهداف واضحة ومعلومة ومؤشرة والاسلحة موجهة نحوها والجيش الايراني ينتظر كلمة السر ليعزف سمفونيته ؟؟ سمفونيته !!! ولا تعليق على هذا التصريح الا انه ياتي دابا في ظل تصريح نجاد مستحضرا جوا موسيقيا بعد ان استحضر نجاد جوا سياحيا ، ليكتمل المشهد الفنطازي الكوميدي حقا ؟؟ ولدرء خطر امكانية تفسير الغرب لتصريحات نجدا وحسين فيروزي على انها يمكن ان تشكل خطرا على القواعد الغربية في المنطقة ، ظهر على ( الستيج ) لاريجاني .. ليقول ببرود ان مستوى التهديد .. بدا يهبط ؟؟ وهكذا فرغ البالون الايراني هواءه الساخن .. وانفجرت فقاعات الصابون التي كانت تستهدف فيما تستهدفه الوضع الداخلي المتفجر في ايران ، لكن ايران لم تنجز شيئا في هذه الكوميديا الا الكشف عن سماجة نكات مشاهدها ، وقراقوزية ممثلي ادوارها . |