صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
هنالك الحديث عن المركز ونقيضه اللامركزية، حركتان متعارضتان داخل المجتمع والتي تهدف إلى تغيير أجهزة organes الدولة والوظائف fonctions التي لها علاقة بالسلطة.
المركزية تهدف إلى تركيز السلط في مركز قرار واحدو الذي يكن أن ي من هذه السلط إلى أعوانه عن طريق ما يسمى باللاتمركز déconcentration، هذه العملية عملية تُباشر داخل المنظومة الإدارية حيث أن العلاقة التي تربط بي مختلف مكونات هذه المنظومة هي علاقة مبنية أولا على سلطة تسلسلية Pouvoir hiérarchique وثانيا على مبدأ التغيير.
أما اللامركزية فإنها تميل إلى تعدد مراكز القرار وذلك بإعطاء السلطة (pouvoir) إلى المعنيين بالأمر أو إلى ممثليهم المباشرين حيث أن العلاقة بي السلطة المركزية وهي ألمنتخبين المحليين مبنية أولا على المراقبة على الأعمال وليس على الأشخاص وثانيا على مبدأ الانتخاب.
عندما يكون المجتمع هو الأمة جمعاء فإن المركزية تقوم على الاحتفاظ للدولة بسلطة القرار وممارسة ما يتعلق بالحياة الاجتماعية لأفراد هذه الأمة المجتمع أما اللامركزية فتحظى مختلف الأجهزةorganismesبممارسة أعمال داخل محيط تراب أقل من محيط الدولة التي يبقى على عاتقها ثقل الحفاظ على الوحدة الوطنية.
إذن يتعلق الأمر بظاهرة سياسية أولا وقبل كل شيء، لأنها تتعلق بتوزيع السلط بي الدولة ومكونات الأمة، حيث أن هذه السلط الموزعة ُتمارس من طرف َخبي بالاقتراع المباشر في أغلب الأحوال، في إطار اختصاصاتهم الخاصة بهم وبالمسؤوليات والإمكانيات والسلطة المخولة لهم لكن دائما تحت رقابة عليا بعيدة من وعن الدولة وبالتالي فإننا نجد تلخيص هذه الوضعية في المقولة التالية «السلطة تمارس من فوق أما الحريات فتمرس على مستوى أدن» لهذا يكننا القول بأن المركزية واللامركزية أسلوبان مختلفان لإدارة مرافق الدولة، مختلفان سواء فيم يخص طريقة اتخاذ القرار حيث أن المركزية ترمي إلى احتكار المبادرة من طرف أشخاص يمارسون في مركز واحدة أما اللامركزية فالمبادرة هي بيد مجموعة أشخاص يمارسون في أماكن متفرقة ومن مراكز وهيئات منفصلة عن الدولة.
المركزية واللامركزية مختلفة فيم يخص نوعية الأشخاص ألممارسي. ففيم يخص نظام المركزية فإن التغيير لممارسة السلطة هو الأساس أما فيم يخص اللامركزية فإن الانتخاب يكون المرجعية الأساسية وبالتالي الوظيفة التنفيذية تمارس من طرف الحكومة المركزية أما في حالة اللامركزية فإنها تمارس من طرف هيأت لها ارتباط بالسكان المحلية لأنها أقرب إليهم وتعبر عن إرادتهم.
إذن هنالك فرق بي مركزة القرار وحصره في مركز واحد وتوزيع ممارسة وظائف الدولة بي مجموعة من الهيآت قد تكون منتخبة كالجمعيات الترابية أو معينة كالمصالح الخارجية أو ما أصبح يسمى بالمصالح اللاممركزة.
وبالتالي يمكن أن نلخص ما سبق بأن ما هو مركزي هو العضو organe الذي تناط به مهمة التدبير بالنسبة لمجموع الجماعة collectivité أي كل أفرادها دون تمييز... يتبع
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.
[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/