صنعاء نيوز/ بقلم الدكتور أسامة آل تركي -
بعد تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل في الأيام الماضية، خرجت مواقع التواصل الاجتماعي لتعلن بأن التطبيع مع إسرائيل أمر واقع لا محالة، وخرجت بعض الأبواق الإعلامية لتعلن بأن السعودية ستلتحق بركب المطبعين مع إسرائيل عما قريب.
وللأسف الشديد خرج بعض المارقين من بلاد الحرمين يمدحون ويؤيدون ذلك التطبيع، وبعد صمت طويل لم ترغب المملكة بالرد عليهم، و كأن في خطاب الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المنامة ضربة قاسية للكيان الصهيوني ولجميع من تغنى وقبل بالتطبيع، عندما وجه كلامه بأن المملكة ثابتة على عهدها وملتزمة بموقفها اتجاه القضية الفلسطينية، كما أنها كذلك متمسكة بمقترح الملك عبدالله رحمه الله، بتسوية القضية الفلسطينية والإعتراف الكامل بإقامة دولة فلسطين على أرضها المحتلة مقابل السلام والتطبيق كما نص على ذلك قرار الأمم المتحدة.
وقد حاولت المملكة أن تلعب دور مهما من خلال الإجتماعات والمباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين من أجل حل القضية الفلسطينية، ولكن تعنثهم وإصرارهم كما ذكر الأمير تركي هو من أوقف كل المباحثات معهم، واليوم يعلنها بأن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن موقفها وأنها الداعم الأول للقضية الفلسطينية، والتاريخ يشهد بمواقف المملكة السعودية حكومة وشعبا في كل الأزمات، حيث لم تتوانى يوما عن تقديم الغالي والنفيس بكل أشكال الدعم اللوجستيكي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، وبدون فخر لا توجد دولة قدمت لفلسطين ما قدمته المملكة وهذا ليس تفاخرا، إنما هو من باب الذكرى لمن لم يعي ويعرف ماهو موقف المملكة العربية السعودية، منذ طفولتنا ونحن نتبرع بريال، وكان هناك شعار حفظناه جميعا آنذاك (إدفع ريال تنقذ فلسطين).
إن موقف المملكة الراسخ لا يدع مكان للشك بأنها لن تذهب إلى التطبيع، حيث راح البعض بسبب العلاقات المتميزة مع الجارتين الإمارات والبحرين، تتوقع أن المملكة ستقيم علاقات جيدة مع الكيان الصهيوني متناسين أن هذا شأن داخلي يخص كل دولة على حدى، ولا تتدخل المملكة في الشؤون الداخلية حتى لأقرب الدول لها فكل دولة لها قرارتها التي تتخذها بناء على مصالحها ،كما تبقى المملكة السعودية مساندة في قراراتها للشعب الفلسطيني .
|