shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - من عاداتي السيئة أنني أحذف أي صديق يرسل لي دعوة للإعجاب بصفحة، أو طلب انضمام لمجموعة..

الأربعاء, 30-ديسمبر-2020
صنعاء نيوز/ من صفحة الزميل عبد المجيد التركي على الفيس بوك -
من عاداتي السيئة أنني أحذف أي صديق يرسل لي دعوة للإعجاب بصفحة، أو طلب انضمام لمجموعة..

أشعر أنه تعمَّد أن يجرحني وأنه أساء إليَّ..
أنا بالكاد تعجبني صفحتي أحياناً، وأمقت كثيراً كلمة "انضمام"، إنها شبيهة بسجن، وأنا لا أحب السجون.

لا أحب المجموعات والأماكن المليئة بالناس.. أرتبك حين أدخل مجلساً به عشرون شخصاً.. أخجل حين أدخل صالة أفراح أو مجلس عزاء، فأجلس بسرعة كي لا ينتبه أحد لوجودي، كي لا أضطر أن ألوّح بيدي لأحد.

أحب أن أبقى في الظل.. فلماذا تسحبني وتضعني في مجموعة لا اعرفها دون موافقتي.. لماذا تخرجني إلى الشمس قبل أن أرتدي ملابسي؟

ما علاقتي بمجموعة المهندسين وأنا الفاشل في الرياضيات؟
وما جدوى إضافتي إلى صفحة لبيع العقيق اليماني وأنا منذ عامين خلعت خاتمي وألقيت به خلف دولاب الملابس كي لا أضطر لحبس أصبعي بداخله مرة أخرى.

ما الفائدة التي تعود عليك من انضمامي أو إعجابي بهذه الصفحة أو تلك؟
تعامل معي كصديق بدلاً من أن تحولني إلى رقم في صفحتك.

أدخل كل يوم لمشاهدة فيديوهات الفيس بوك.. تعجبني فيديوهات صيد الأسماك، سواء كان هذا الصيد برمح خشبي في الأنهار والمستنقعات، او بشباك الصيد الحديثة.. أحب الأسماك جداً.. يخيل إليّ أنني كنت سمكة في حياة سابقة، أو أنني كنت صياداً..
أخشى أن أموت قبل أن أصطاد سمكة.. وقبل أن أركب في زورق صغير وانا ممسك بمجدافيه، ولو حتى مسافة مائة متر.

كان يدهشني عدنان حين يصطاد سمكة كبيرة ويركب على ظهرها ويقفز معها من أعلى الشلال، ثم يذهب ويضعها بين يدي لينا وهو يبتسم ابتسامة عريضة حتى تضيع ملامح وجهه، ثم أبتسم أنا حين أراه يقلبها على النار.

أذهب إلى سوق البليلي أحياناً لشراء كيلو سمك..
أتأمل الأسماك وأتخيل رحلتها الطويلة في البحر، وأرى بعينيها كل الكائنات البحرية التي مرت من أمامها، فأشتري السمكة التي تروقني وأفرح بها كأنني اصطدتها أنا.

أنا رجلٌ يخاف من سكاكين بائع الدجاج.. حين أشتري دجاجة أقول للبائع: سأذهب لشراء الخصار وأعود للدجاجة.. هو لا يدري أنني أكذب، وأنني أذهب إلى طرف الشارع كي لا أضطر إلى رؤيته وهو يذبحها..
يذبحها دون أن ينصت إلى صوتها المتحشرج وهو يخرج من رقبتها مبلولاً بدمها.

لا أتحدث عن هذا الأمر لأخبركم أنني نباتي.
أنا آكل رجل الدجاجة وكبدها فقط.. وكنت أذهب لشراء السمك من سوق البليلي البعيد قبل انعدام المرتبات وغلاء البنزين..
الدجاج قبيح لأنه يأكل أي شيء يصادفه او يزحف أمامه، والأسماك أيضاً تأكل الجثث التي يلقون بها من السفن، وغرقى الفيضانات الذين نراهم في الأفلام.

هل ما زلتم مصرين على دعوتي إلى الإعجاب والانضمام لصفحات مليئة بالجثث والأدوية وقتلى الحروب؟

كل صور القتلى أراها تتحرك بداخل عيني قبل أن أنام، فأدرك ما معنى "صور متحركة"..
ينهض القتلى.. يمسحون وجوههم من الدماء ويأخذون أطرافهم المقطوعة في أكياس سوداء، ويخرجون من جيوبهم صوراً لأطفالهم ونسائهم فيقبلونها برقة بالغة ويعيدونها إلى جيوبهم مرة أخرى. ثم ينصرفون إلى مكان لا يعرفهم فيه أحد ليبدأوا حياة جديدة.

لا أحب الاختلاط في المجموعات..
أعيش بداخل غرفة نومي منذ خمس سنوات.. لا أخرج إلا لضرورة.. أما حضور المناسبات والأعراس والعزاءات لا أعتبرها ضرورة، حتى ولو كان العريس أول جار.. ولا أحب تشييع الجنازات، لأنني أتخيل نفسي أنا المستلقي فوق النعش، فأصرخ بيني وبين نفسي: إلى أين تأخذونني يا عيال الكلب؟!

أحب أن أعيش حياة بسيطة، فلا تعقّدوها بإضافتي كل يوم إلى مجموعة جديدة.

دعوني وشأني.. انا فاشل في الجانب الاجتماعي.. أقرأ منشورات الوفيات، وتدور بي الدنيا حين أرى صديقاً يكتب عن فقد أحد والديه، أو زوجته أو أحد أولاده.. أمرّ بصمت دون أن أضع "أحزنني". وأشعر بالجُبن حين يتعلق الأمر بكتابة تعليق لتعزيته.
أرتبك حين أصافح صديقاً فقد أمه.. ينحشر الكلام في حلقي حين أفكر أن أقول له: عظم الله أجرك..
أرتبك في حال وجدت هذا الصديق بالصدفة، لأنني لن أذهب لتعزية أي صديق في قاعة عزاء.

ستشرق الشمس بعد قليل وأنا أتذكر تلفزيون بيتنا القديم، كان اول تلفزيون نمتلكه.. كانت علامة "ناشيونال" أنيقة وملونة.. وكان حسين عقبات وأحمد الذهباني ومحسن الجبري وهدى الضبة وإخلاص القرشي وعلي صلاح، يظهرون بالأبيض والأسود.. وكانت لغتهم جميلة وملوّنة.

ما الذي جاء بهذا التلفزيون القديم إلى رأسي الآن؟

أحتاج أن أنام..
سأعد الأغنام التي كانت تقفز في رأس "بدر"، وكان أنيس يعدّها أيضاً.. مع انني لا اعرف عدد الأغنام التي نمتلكها..
قبل أسبوع رأيتُ كبشين صغيرين جديدين، ولم أسمع أحداً في بيتنا يخبرني بميلادهما هذا الأسبوع.

سأعد خشب السقف.. نعم، أعيش في بيت شعبي مسقوف بالخشب.. ربما أبرر هذا بأنني أخاف من النوم تحت سقف كبير من الاسمنت.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)