صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -



ما أود الإشارة إليه هو أن اللامركزية واللاتمركز يتماشيان في خطين متوازيين
ففي مواجهة مجلس الجهة ورئيسها مثلا والذي يتمتع بممارسة الكثير من
الاختصاصات في كل الميادين في الصناعة والصحة والتعليم والتجارة والثقافة،
يجب أن يكون هنالك ممثل للسلطة المركزية يتمتع بممارسة نفس الاختصاصات،
اللاتمركز يمنح الموظفين الإداريين الذين يمثلون السلطة المركزية في المناطق
الأخرى صلاحية واسعة لبعض القضايا التي هي في الأصل من اختصاص الإدارة
المركزية، فإذا وسعت الإدارة المركزية اختصاصات المصالح اللاممركزة فإن السلطة
المركزية لا يزال بيدها كل شيء وهي إذا وسعت صلاحية الموظف الإداري الذي
يمثلها في المنطقة فإنما تفعل ذلك لقصد وحيد هو تخفيف الأعباء عن عاتق الإدارة
المركزية. ليس إلا
ففي إطار اللاتمركز يتمتع أعوان الدولة في المصالح اللاممركزة بسلطات تقريرية
تسمح لهم بالبث في القضايا المعروضة عليهم دون الرجوع إلى المركز. ومع ذلك
فإنهم يخضعون للسلطة التسلسلية لرؤسائهم والذي يمارس بحكم القانون هذه
السلطة. التسلسلية تمارس على الأعمال وعلى الأشخاص
كانت رتبته في السلك الإداري مسئول عن القيام بالمهام التي عهد بها إليه كما أن
الموظف المكلف بتسيير مصلحة من المصالح مسئول أمام رؤسائه عن السلطة
المخولة له لهذا الغرض وعن تنفيذ الأوامر الصادرة عنه ولا يبرأ في شيء من
«. المسؤوليات الملقاة على عاتقه بسبب المسؤولية المنوطة بمرؤوسي
ما السلطة الممارسة على الأشخاص فتتجلى في كون السلطة الرئاسية لها
حق في إحالة الموظفين لأماكن عملهم وتنقيطهم وكذلك اتخاذ إجراءات زجرية في
حقهم. في حالة ارتكابهم لخطأ أثناء ممارستهم لعملهم
المواضيع التي يتناولها اللاتمركز لممثلي الإدارة المركزية:
إن هذه المواضيع منها ما كان في الأصل من اختصاص السلطة المركزية فعهدت
به إلى ممثلها في الإدارة المحلية، ومنها ما كان يتوجب فيه اقتراح الوزير، فَمُنِح إلى
الموظف الإداري الذي يمثل السلطة المركزية، كالصلاحيات التي كانت في الأصل
تعود. إلى الوزير فمنحت إلى العمال والولاة
وهنالك أخيراً، سلطة الرقابة العائدة أصلاً إلى السلطة المركزية التي تسمح
لممثل السلطة المركزية لمباشرة رقابته وإشرافه بالذات على الجماعات الترابية
كمجلس. الجماعة، والمجلس الإقليمي أو الجهوي
فائدة اللاتمركز الإداريان الصلاحيات الواسعة التي تخول لممثل السلطة المركزية في العمالة أو لها الولاية: فائدتان هامتان


الأولى، أنها تسهل سير العمل في المنطقة فيخف الضغط المتواصل على السلطة
المركزية التي تمنعها أشغالها الكثيرة من دراسة كل مراسلة ترد إليه، فيتولاها عنه
ممثله في المصلحة الخارجية، وقد شعرت أخيراً الحكومات بالمراجعات المتكاثرة
التي ترد من المصالح الخارجية فأحدثت وسائل تمكن من يقوم مقامها ويتولى
الشؤون العاجلة التي لا يمكن تأخيرها وتنصرف الإدارة المركزية لإدارة السياسة
العامة. من داخلية وخارجية وإعداد البرامج الواسعة للتنمية
والثانية، أن ممثل المصلحة المركزية إذا خول صلاحية واسعة في الإشراف على
الشؤون المحلية وتصريف بعضها فإنه يعالج الحاجات المحلية عن كثب، مُعالجةً
تُقرب من الحقيقة فضلا عن أن توسيع الصلاحية يوفر المشقات عن المواطنين
بانتقالهم. دائماً إلى العاصمة وإضاعة وقتهم في مراجعة الدوائر المركزية
لكن بالمقابل يجب تكييف تنظيم المصالح اللاممركزة بناء على الدور الجديد
المناط بالدولة وتحديد إستراتيجية تدبيريه مبنية على الفعالية والنجاعة من
أجل تفادي تداخل الاختصاصات وازدواجية الوظائف لكي تتمكن هذه المصالح
contre poids الخارجية من لعب دورها القانوني كثقل مُوَازن للامركزية موسعة
.... يتبع ودورها الاقتصادي كمواكب للجماعات الترابية في ميدان التنمية


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية. [email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/