صنعاء نيوز -
اهتزت العاصمة اليمنية صنعاء ظهر اليوم على وقع أقدام، وهتافات زلزال بشري تجاوزت أعداده الثلاثة مليون متظاهر في رقم قياسي سجله اليمنيون المناصرون للرئيس علي عبد الله صالح، والذين امتدت حشودهم من أول شارع القيادة، مروراً بميدان التحرير، وصولاً إلى مفرق شارع السبعين مع شارع الستين المؤدي إلى دار رئاسة الجمهورية، وغاصت حتى الشوارع الفرعية بالمتظاهرين.. فيما اعتلت رؤوس النساء المشاركات المصاحف الكريمة، وصوراً للرئيس وهو يحمل المصحف يوم احتكم أمام علماء الدين إلى كتاب الله.
جماهير حاشدة فاقت مدى كاميرات المراسلين لتصوير أطرافها، زحفت منذ يوم أمس الخميس للعاصمة صنعاء من كل محافظات الجمهورية لإحياء (جمعة التسامح)، متحدين تصريحات أحزاب اللقاء المشترك في التهديد بالزحف إلى القصر الجمهوري، مرددين هتاف "الشعب يريد علي عبد الله صالح"، كما أدوا صلاة الجمعة في جامع الصالح وميدان السبعين وامتدت الصفوف حتى ميدان التحرير في قلب العاصمة.
وقد فاجأ الرئيس علي عبد الله صالح المتظاهرين بالصعود إلى منصة ساحة السبعين وسط هتافات صاخبة، وألقى كلمة عاهد فيها مؤيديه بالثبات والصمود بوجه التحديات، مبدياً في الوقت نفسه استعداده لتسليم السلطة لمن وصفهم بـ"الأيادي الأمينة"، وقال انهم سيثبت أمام الذين يعملون ضد اليمن، وسيواجههم بكل ما أوتي من قوة.
واستهل الرئيس صالح كلمته بالترحيب بالمتظاهرين قائلاً: لقد وصلتم من كل حدب وصوب طوعا من أنفسكم لا حزب نظمكم ولا شيخ أمركم ولا أي شخصية ألزمتكم الحضور إلى ميدان السبعين لكن هي مسئوليتكم الوطنية.. وحيا الجماهير التي وصلت من كل المحافظات في جمعة التسامح، جمعة الأمن والاستقرار.. وقال: نعم للأمن والاستقرار.. لا للفوضى .. لا للتخريب .. لا للفوضى الخلاقة لا لنهب الممتلكات.. لا لمهاجمة المجمعات الحكومية.. لا لنهب معسكرات الدولة.. لا للفوضى والتقطع يهدمون كل شي ويخربون كل شيء لأنهم ناقمين على المنجزات، وحاقدين على كل شيء جميل..
وقال أيها الشباب أنهم يريدون أن يصلوا إلى السلطة على جماجم الشهداء، على جماجم الأطفال، لا يهمهم شيء هؤلاء المغامرين والمتآمرين.. لكن هذا- مشيراً بيده إلى المتظاهرين- هو الرد العملي، هذا هو الاستفتاء على الوحدة، على الحرية والديمقراطية والشرعية.. هذا هو الاستفتاء الشعبي في العاصمة صنعاء وتعز والحديدة وإب وكل محافظات الجمهورية.
وحيا المشاعر الطيبة للمتظاهرين ودعمهم للشرعية الدستورية، وقال: نحن معكم نحن معكم ثابتين ...... فوتنا كل المخططات والارهاصات في 94و93 والأعوام الماضية أثناء حرب صعدة.. فالحوثيين وتنظيم القاعدة وأصحاب الحراك لا هم لهم إلا تفتيت اليمن، داعيا المتظاهرين إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنها واستقرارها، قائلاً: انتم امن الوطن، انتم جيش الوطن، انتم أصحاب الوحدة والحرية..
ووجه كلامه للشباب مخاطباً إياهم بالقول: يا أبنائي الشباب أنا ادعوكم وعلى استعداد لمحاورتكم، ودعاهم إلى تشكيل حزب قيادي من الشباب، وان لا يكونوا مطية لأصحاب النفوس الضعيفة والحاقدة.. وقال لهم: انتم أيها الشعب اليمني الشعب أمانة في أعناقكم، أما نحن في القيادة لا نريد السلطة، لكننا بحاجة إلى أن نسلم السلطة إلى أيادي آمنة لا لأيادي حاقدة ومريضة.. نحن على استعداد أن نرحل من السلطة لكن على أن تنتقل السلطة إلى أيادي آمنة يختارها شعبنا، وليس لدعاة الفوضى وقتل الأبرياء.. لا يمكن أن نسلم السلطة إلى قلة قليلة أمام هذا الزخم الجماهيري..
وأكد للشباب اليمني: نحن معكم في التغيير إلى الأفضل والى الأحسن لا إلى الفوضى والانقلابات.. نحن ضدها، وسنعمل بكل قوة، وثابتون أمام كل التحديات.. سنتحدى الذين يعملون ضد اليمن، وسنصمد، وسنواجههم بكل كما استطعنا من قوة.. واختتم بالإشارة إلى أن "هذه الجمعة يوم التسامح والسلام وعلى كل من يفهم التسامح والسلام أن يمد يده.."
هذا وقد خرج المتظاهرون عقب كلمة الرئيس صالح في مواكب تردد الهتافات، كما طافت مئات السيارات شوارع العاصمة، وبينها العديد من العوائل التي خرجت لتأييد الرئيس.. وتنوعت هتافات المتظاهرين، وكان بينها هتافات موجهة لحميد الأحمر تقول (يا حميد يا دجال.. الكرسي يشتي رجال).. كما هتفت نساء ضد محم قحطان (يا قحطان ياقحطان.. خرج نفسك من بين النسوان)!
تنقل لزوار الموقع مقطعاً بالفيديو لتظاهرات اليوم، علماً أنه تم تصويره من داخل منصة السبعين، ولم يشمل جميع مناطق التظاهرات.. |