صنعاء نيوز/عبد الكريم عبد الله -
مع مرور الايام تثبت الوقائع ان الحل الانجع لشمكلة النظام الايراني كنظام قمعي قائم على البطش واغتصاب الحقوق واهدار كرامة الانسان، وكتهديد ارهابي عالمي، هو الخيار الثالث الذي طرحته زعيمة المقاومة الايرانية وتبنته كل فصائلها، وبات العالم الحر كله يتداوله الان وتتسع دائرة القبول به والدعوة والترويج له، وهو خيار ينحي جانبا، الحل العسكري، على طريقة استئصال النظام العراقي، كما ينحي ايضا المحاولات العقيمة للغرب لاحتواء النظام وتقديم المزيد من التنازلات والحوافز والمساومات التي اطالت عمره ولم تؤد الى نتيجة، ويقدم هذا الخيار فكرة تغيير النظام، انما بعمل من الداخل تقوده فصائل المقاومة الايرانية، بدعم المجتمع الدولي والعالم الحر وقوى التحرر في العالم، وقد شهد هذا العام عدة مؤتمرات عقدت في اميركا واوربا بهذا الخصوص شاركت فيها شخصيات عالمية سياسية من مختلف بلدان العالم .. وكان آخرها في برلين تحت شعار دعم الانتفاضة في إيران وسکان أشرف، وقد عقد يوم السبت 19 آذار مارس، بحضور جمهور غفير قدر بأکثر من 10آلاف شخص، من بينهم مشرعون المان ومسؤولون أمريکان والمان وعرب کبار سابقون، وقد اعلن في هذا المؤتمر مسؤولون أمريکان سابقون في إدارات الرؤساء کلينتون وبوش واوباما، وکذلك ساسة وشخصيات اوربية وعربية بارزة، عن دعمهم لإنتفاضة الشعب الايراني وناقشوا آفاق التغيير في إيران مشددين على ضرورة إتباع سياسة قويمة وواضحة المعالم من أجل التصدي لمحاولات طهران لإستغلال الانتفاضة في المنطقة والمساهمة في تصعيد نزعة التطرف فيها. وقد قدم في بداية المؤتمر ليو داوتس بيرغ، نائب في البرلمان الاتحادي في المانيا(1998 ـ 2011)، البيان الصادر من قبل 150 نائبا في البرلمان الاتحادي والداعي الى مناصرة انسانية للمعارضين الايرانيين في معسکر أشرف وشطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب وإيقاف الاعدامات في إيران، وألقت الزعيمة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية کلمة في الحضور أکدت خلالها ان السبيل الوحيد لإنهاء المآسي المروعة التي يتعرض لها الشعب الايراني وکذلك ما أسمته إزالة أکبر تهديد إرهابي في العالم، يکمن في تغيير نظام الملالي برمته وإقامة الديمقراطية في إيران وقالت ان الطريق الوحيد لتحيق هذه الغاية هو في الخيار الثالث أي التغيير الديمقراطي من قبل الشعب الايراني والمقاومة الايرانية المنظمة مشيرة الى أنه من الممکن مشاهدة تجسد هذه المقاومة في أشرف التي أصبحت مصدر الهام لنضال الشبان الايرانيين من أجل نيل الحرية، ونوهت رجوي خلال کلمتها الى ان الديمقراطية إنعدمت في إيران منذ اول إنتخابات لرئاسة الجمهورية عندما تم خلالها شطب اسم بعض من المرشحين تحت ذرائع مختلفة، وأکدت خلال کلمتها أيضا، بأن الشعب الايراني يريد إيرانا غير نووية. واوضحت بأن بقاء منظمة مجاهدي خلق في قائمة الارهاب وخلال الادارات الامريکية الثلاث المتعاقبة طوال الاعوام المنصرمة ساعد على بقاء نظام الملالي في الحکم بصورة عملية، هذا وقد أشارت رجوي في ختام کلمتها الى التطورات المتسارعة في المنطقة مناشدة جميع الدول الغربية بأن تقف في الاتجاه الصحيح للتأريخ وطالبت المجتمع الدولي بما يلي:
1ـ إيقاف المشارکة في تمويل ماکنة القمع ضد الشعب الايراني من خلال إيقاف شراء النفط من النظام.
2ـ اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل إصدار أمر إعتقال دولي بحق خامنئي لإرتکابه جرائم ضد الانسانية.
3ـ إلغاء صفة الارهاب الموجهة الى مجاهدي خلق و الاعتراف بمقاومة الشعب الايراني.
4ـ إتخاذ الاجراءات اللازمة لإزالة 240 مکبرة صوت المنتشرة حول مخيم أشرف لإنهاء التعذيب النفسي الذي يتعرض له سکان أشرف و رفع الحصار الظالم المفروض عليهم ولاسيما القيود الطبية الاجرامية و تولي مسؤولية حماية المعسکر من جانب الولايات المتحدة الامريکية و الامم المتحدة.
يشار الى أن هذا المؤتمر الذي أنعقد عشية عيد(نوروز) عيد رأس السنة الايرانية الجديدة الذي يصادف 21/آذار مارس من کل عام، شارك فيه مسؤولون أمريکيين کبار سابقون منهم؛ هوارد دين رئيس الحزب الديمقراطي الامريکي(2005 ـ 2009)، الجنرال بيتر بيس، رئيس أرکان الجيش الامريکي(2005 ـ 2007)، الجنرال هيو شيلتون رئيس أرکان الجيش الامريکي(1997 ـ 2001)، وسيد احمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري السابق، وباتريك کندي نجل السيناتور الراحل أدوارد کندي، مايکل موکيسي وزير العدل الامريکي(2007 ـ 2009) ولويس فري رئيس دائرة التحقيقات الاتحادية الامريکية. کما کان من بين المحاضرين في المؤتمر، کل من غزينا شوان، مرشح للرئاسة في المانيا لمرتين، وريتا زوسموث رئيسة البرلمان الاتحادي الالماني(1988 ـ 1998)، وغونتر فرهويغن المفوض الاوربي(1999 ـ 2009) والوزير المستشار في الخارجية الالمانية (1998 ـ 1999)، واتو بيرنهارد المتحدث الحالي لکتلة الديمقراطيين المسيحيين والاشتراکيين المسيحيين في المجلس الاتحادي (2005 ـ 2009) وعضو الهيئة الرئاسية لمؤسسة کونراد اديناور والبروفيسور کريستوف دغنهارت الحقوقي البارز.
ان الطلبات التي استعرضها المؤتمرون، تعد الخط الادنى الذي طالبت به المقاومة الايرانية المجتمع الدولي لتحقيقه ان كان يريد ان يوفر العدالة وينهي التهديد الارهابي العالمي، ومن المسف ان نفتقد نحن العرب حضور شخصيات ساسية عربية فاعلة في موقع القرار والضغط الرسمي والشعبي، قياسا الى مستوى التهديد الذي يمثله النظام الايراني على المنطقة العربية وبخاصة دول الخليج والعراق، ولبنان وفلسطين ومحاولاته الان تجيير الثورة العربية في العديد من الاقطار العربية لصالح برامجه الالحاقية وتشجيع التطرف الديني فيها، ونسبة التحرك الى قوى الاسلام بنية احتوائها، والتدخل العلني في بعض البلدان كما هو الحال في العراق ولبنان والبحرين واليمن والسودان وتاجيج الفتنة الطائفية، الامر الذي يتوجب الوقوف بجدية وحزم وحسم الامر، بالالتفات الى جدية تهديدات النظام وخطورتها واتخاذ ما يتوجب لدرئها بمسؤولية عالية، يفترضها مصير الاوطان والشعوب التي يستهدفها النظام الايراني . . |